ليس من يعقل الشيء كمن يحب استطلاعه ، هذا المفهوم الحقيقي الذي نميز فيه بين الطالب الكبير عن الصغير ، فالطفل بطبيعته يختلف كلياً في فكره ونطاق تصوره عن المتقدمين عنه في العمر ، فما أن يشعر بقدوم الإجازة حتى تكون المبتغى الذي انتظره كثيراً ، فيمني نفسه بأشياء ويفكر بأحلام لعلها تتحقق في الإجازة ، فطفل يتمنى أن يخرج للشارع ليرى ماالجديد حسب نظرته وتفكيره، وآخر ينتظر سفر اشتاقت لها نفسه ، وآخر يحلم بدراجة يقضي بها أوقاته باللعب بها ، وآخر يصفق بيديه لأنه نجح في دراسته ورفع عنه والداه ملف الرقابة حتى إشعار آخر ، كل تلك الأماني تخلج في نفوس تلك البراعم الصغيرة مابين شوق وحسرة فبعضهم يتمنى أن تطول به إجازته وآخر يتململ من طولها الطالب جعفر العاشور طالب بالصف الرابع يقول: أنا احب الإجازة كثيار لكن المشكلة أنها تبعث لنفسي بالملل في بعض الأوقات لأنني احب أن اجلس الصباح الباكر واذهب للمدرسة ولذلك فالإجازة لا تعطيني هذه الخاصية، بل تقلب حياة الإنسان وتحيله إلى واقع مختلف، فالليل يصبح نهاراً، وهذا الأمر يغير جدول الإنسان خصوصاً المجتهد. ويقول الطالب فضيل الهاشم بالصف السادس حيث كانت السعادة تملأ محياه والسبب في ذلك انه نجح من مرحلته الدراسية وهو مقبل على مرحلة جديدة ويتمنى أن تنتهي الإجازة ليتعرف على عالمه الدراسي الجديد، مضيفاً إنه يشعر بالفرح لأنه مقدم على هذه المرحلة التي تمثل بالنسبة إليه عالماً جديداً، ويعتقد أن الإجازة تفصل بينه وبين هذا الطموح. ويضيف الهاشم، لماذا تكون الإجازة طويلة إلى هذا الحد، ولماذا لا توزع على فصول السنة الدراسية، حتى لا نشعر بالملل. إن المدرسة هي المكان المناسب للطلاب، وإذا كانت الإجازة مناسبة وقصيرة فإنها ستكون أكثر فائدة لنا، ومهما سافر الإنسان ولعب وعمل ما في نفسه، فإنه لن يستطيع أن يقضي على هذه الإجازة! ويؤيد هذا القول أيضاً عباس آل عمران الذي سينتقل هذه السنة إلى الصف الأول المتوسط، مضيفاً إن الطالب هو الذي يحدد نوعية الاستفادة من الإجازة فهناك من ينظم وقته ويستفيد منها مثلاً في تنمية مواهبه، واذا كان الطالب مجداً فإنه لا شك يتلهف على موعد افتتاح المدارس، وبصراحة فان المدرسة فيها أشياء جميلة غير موجودة في الإجازة أهمها أننا نلتقي بأصدقاء لا نلتقي بهم سوى أيام الدراسة، كما أن المدرسة تعلم الطلاب الانتظام في الوقت. ويضيف عباس أما من ناحية الإجازة فلا شك أننا جميعاً نحبها، بل وفي بعض الأحيان يراودني شعور بأن المدرسة ستخطف منا هذا الحلم الذي يداعبنا نهاية كل عام دراسي، وبشكل عام يتوازى عندي الإجازة والمدرسة فكلاهما مفيد، والمهم هو كيفية الاستفادة منهما. ويقول الطالب أمين علي الناصر الذي يدرس بالصف الخامس آه لو تطول بنا الإجازة حتى العب بكيفي ولايقيدني بشئ اسمه المدرسة، أتمنى أن اجلس مع أصدقائي في كل الفترات من هذه الإجازة، فالمدرسة تأخذني من هذا الجو الذي أتمنى أن يطول باستمرار، ومهما كانت المدرسة مفيدة فإنها تذكرني بانقطاع المرح واللعب، وهو الأمر الذي لا أرغب فيه. مضيفاً إن اللعب مع الأصدقاء ضروري جداً وكذلك ممارسة الألعاب المختلفة خاصة وأن المدرسة لا توجد فيها كل هذه الألعاب، مشيراً إلى أن حصص الرياضة قليلة والدروس تأخذ مساحة كبيرة من الوقت. أما الطالب عقيل عباس بالصف الأول المتوسط فقد كان متردداً في إجازته لأنه بين إصرار أهله على جلوسه لبعض الوقت في المنزل والسبب انه يحمل مادة للدور الثاني فنغصت عليه إجازة انتظرها بفارغ الصبر، مشيراً إلى أن على الطلاب ألا يقعوا في نفس الخطأ الذي وقع فيه حتى لا يحرموا من متعة الإجازة. وأضاف عقيل، إن على الطالب أن يذاكر دروسه بشكل أفضل ولا يركن للكسل والتأجيل، لأنه إذا وفق في دراسته فإن الإجازة الطويلة ستكون من نصيبه، وان انتظار الإجازة مهما كان صعباً فإنه لذيذ وله ثمار جميلة وهو التمتع بالراحة والاستجمام ولكن الرسوب كان لي بالمرصاد فحرمني منها، مؤكداً أنه في السنة القادمة لن يفوت هذه الفرصة، وإذا نجح فإنه سيحمد الله على هذه النعمة وسيبدأ مذاكرة دروسه منذ الأيام الأولى ولن يؤجل أي درس. أما الطالب هادي آل خليفة في الصف الخامس فيقول إن الإجازة علمته أشياء كثيرة، ومن هذا المنطلق فهي مفيدة ويرغب في أن تطول به الأيام قبل أن تفتح المدرسة أبوابها، وذلك لأنه يساعد والده في عمله الحر، مضيفاً إن مساعدة الوالدين أمر ضروري يجب أن نتمسك به، مشيراً إلى أنه لم يسافر ولم يقض إجازته في الأماكن الترفيهية إلا أنه يشعر بالسعادة أنه يعمل شيئاً مثمراً ومفيدا، وهو مساعدة الوالدين. أما المدرسة فمرحباً بها إذا فتحت أبوابها، وأنا على استعداد تام للمذاكرة، فلن أنشغل عنها بأي شيء، وما دمت لم أسافر في الإجازة فلا يختلف الأمر عندي، ولكن الله يعين على الجلوس مبكراً في أول يوم! فضيل الهاشم امين الناصر