ليس هناك خطأ أكبر من عدم الاعتراف بالخطأ فعندما تواعد شخصا في الساعة الرابعة عصراً سيقول لك موعد عربي ولا أوربي : ويقصد بذلك أن كان الموعد عربي سيأتي الساعة 4,30 فالموعد العربي أصله التأخير . التأخير وعدم احترام المواعيد كم سبب من مشاكل وعداوات وتصل أحياناً إلى مالا تحمد عقباه . في هذا الجولة السريعة نستطلع آراء المواطنين حول احترام الناس للمواعيد: أدق نظام بالعالم في البداية التقينا مع الدكتور عبد الرحمن العصيل أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران فقال لا يوجد نظام في العالم كله أدق من النظام الإسلامي فالأذان لا يرفع إلا بوقته ولو رفع قبل دقيقة لم يصح وكذلك الصوم لو قال الشخص أنا صمت اليوم كاملا ولم يبق سوى ثانيتين وافطر لم يقبل منه وبطل كامل يومه ولا يوجد بالعالم غير المسلمين الذي يحددون 365 يوما بدقة متناهية ونظام دقيق في أوقات الصلاة والإقامة ومواعيدها ولكن للأسف المسلمون في الآونة الأخيرة تخلوا عن هويتهم فهم يطلبون تعلم النظام من الغرب وما علموا أنهم أسياد العالم لو طبقوا النظام الأسلامي وعرفوا عقيدتهم المعرفة التي لا يشوبها تشويه ولا تزييف من الغرب فاحترام المواعيد يعتبر احتراما لما ينتمي إلية الأنسان . الموعد شرقي الطالب عمر كاسب البدران من جامعة الملك فيصل بالدمام قال ان الذي يحترم المواعيد هذه الأيام يعاقب كل مرة حتى يرجع إلى رشده . @@ سألنا كيف ذلك ؟ فقال : خذ أبسط مثال لو أقيمت رحلة وكان موعد الانطلاق الرابعة عصراً فيأتي ذلك الشخص قبل الموعد بدقائق حتى لا يتأخر ثم ينتظر وينتظر وإذا بالساعة بقدرة قادر الخامسة ثم تقفز بلا احترام للمواعيد إلى السادسة فيتحول عقرب الدقائق إلى عصا تضرب كل دقيقة ظهر صاحبنا وعقرب الساعات سوطا يلسع قلبه إلا أن يتوب . إذا وعد أخلف ياسر السويدان من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أضاف: إن مخالفة الموعد من صفات المنافقين كما قال صلى الله عليه وسلم في حديثه (... وإذا وعد أخلف) وقال السويدان أن غياب الهدف والغاية هي أحد أهم الأسباب في (إهانة المواعيد) فأصبح الشخص يسير على أهوائه وملذاته أو كما يقول البعض (على حسب الظروف) اعتقد أننا نستطيع أن نتحكم بالظروف وبالوقت لكي نكون أكثر نظاما واحتراماً. يوم كامل بالانتظار الطالب ياسر الأحمد من جامعة الملك فهد قال أذكر أنني قرأت في أحد الكتب التي تحث على الالتزام بالمواعيد أن المؤلف اتفق مع شخص على أن يتقابلا الساعة الثامنة يقول فذهبت الساعة الثامنة صباحاً ولم أجد أحداً وانتظرت ثم قال لعلها الثامنة مساءً فذهبت وانتظرت ولم أجد أحداً أيضا وذهب اليوم كله وأنا أتحرى هذا الموعد وعندما شاهدت هذا الرجل لم يكلف نفسه الاعتذار أو حتى الاتصال لإلغاء الموعد. ويضيف الأحمد أن الأنسان يعطي فكرة عن نفسه للمقابل بمثل هذه الأمور فمحترم المواعيد منضبط بوقته وهو كذلك في أمور أخرى . أساليب مديري التوظيف عبد العزيز الريس قال ان اخلاف الميعاد سببة هو ضياع الوقت وعدم احترامه والله سبحانه أقسم بالوقت في مواضع كثيرة منها العصر والفجر والضحى وغيرها وأضاف الريس أن مديري ومسئولي التوظيف بالشركات عندما يعطون لراغبي التوظيف وقتا لكي يحضر غداً أو بعده فأنه ينظر هذا هل الشخص يأتي في الوقت المحدد أو يتأخر فأن كان يأتي في الوقت المحدد فهو يستحق التوظيف لأنه محترم ومنظم وأعطى صورة حسنة عن نفسه أما ان كان العكس فلن يوظفه أحد. مصيبة بعد 3 ساعات انتظار أحد رجال الأمن بصالة أفراح قال رجل انتظر زوجته عند باب النساء في صالة الأفراح بعد أن أخذ منها موعد للخروج الساعة 12 مساء يقول انتظرها 3 ساعات على أعصابي حتى الساعة الثالثة فجراً مع أنه يتصل بها بين الفينة والأخرى فعندما خرجت الزوجة مسرورة مبتهجة فاجأها زوجها بالطلاق فقد نفد صبره من الانتظار. اتركوها الأستاذ محمد الهميم يقول اتركوا شعار (الموعد السادسة فإذا لم أحضر في السابعة فانتظروني إلى الثامنة لنتقابل في التاسعة ) وأضاف الهميم أن الإسلام يغرس في أبنائه احترام المواعيد بل احترام الدقائق فالصائم لا يفطر إلا عند سماع الآذان ولو أفطر قبله بدقيقة لفسد الصوم وكذلك الحج لا يقبل الا بالوقوف بعرفة قبل الغروب ولو بدقيقة انه دين عظيم يحترم المواعيد ويعظمها والله أقسم بالوقت في سورة يقول عنها الشافعي لو لم ينزل على الناس إلا هذه السورة لكانت حجة عليهم (والعصر أن الإنسان لفي خسر) فلنترك اللامبالاة ولنبدأ بالتغيير. لا تزوجه ابنتك المواطن عبد الله القحطاني قال من لا يحترم المواعيد لا يستحق أن تزوجه لأنه غير منظم ومثل هؤلاء حياتهم مبعثرة وهي التي تسبب الخلاف الكثير والمشاكل لأنهم يعتقدون دائماً أنهم على صواب وهم مخطئون فكيف سيتحملون المسئولية وهم ليسوا أهلاً لها . الحل وحتى يحترمنا الناس لابد أن نحترم ما ننتمي إليه فلوأتينا للصلاة في وقتها خمس مرات في اليوم فان ذلك قمة النظام وسينعكس ذلك على نظام حياتنا وستصبح أكثر جدية وممتعة أكثر بل أن الغرب يحسدوننا على هذا النظام الذي لا يوجد مثله في العالم فلماذا نتهاون به .