سقطت كرة السلة العربية عموما و كرة السلة المصرية على وجه الخصوص سقوطا مدويا فى مباريات بطولة الأمم الأفريقية التى أقيمت مؤخرا فى القاهرة و لم يكن مجرد الفشل هو النتيجة التى خرجت بها كرة السلة العربية من البطولة ، بل لقد أدركنا جميعا الفجوة الواسعة التى فصلتنا كعرب عن عمالقة كرة السلة الأفريقية التى بدورها لا تعدو أن تكون قزما أمام كبار و عمالقة كرة السلة الحقيقيين فى العالم . باختصار لقد أثبتت البطولة الأفريقية أن عرب أفريقيا لا يحتلون أفضل من الدرجة الرابعة على مستوى العالم فى كرة السلة ، وأن التخطيط فى هذه الدول لا يتعدى تحفيز اللاعبين على التنافس على بطولات محلية وهمية و كؤوس لا تجدى نفعا ، أما التنافس الخارجى فهو خارج الحسبان و هو ما تسبب فى كل هذا الخزى الذى منيت به السلة العربية أفريقيا . و بداية فإن المركز الثالث الذى حققه المنتخب المصري لا يمثل معجزة إلا فى نظر رئيس الاتحاد المصري لكرة السلة فقط أما فى نظر الجميع فهو يعبر عن سقوط هذا الاتحاد فى أمر كان متوقعا ذلك أن المكان الرئيسي لمصر كرائدة كرة السلة فى أفريقيا و إحدى الدول ذات الماضي العريق فى الفوز ببطولات القارة هو على منصة التتويج ، أضف إلى ذلك أن البطولة أثبتت أن اللاعب المصري فقد كل ما كان معروفا عنه فى الماضي من دقة التصويب و اللياقة البدنية المرتفعة و البراعة الخططية و كان على رئيس الاتحاد المصري أن يترحم علي أيام العمالقة مدحت وردة و عمرو أبو الخير و ألان عطا الله و هشام شعبان و السلعوة الذين كانوا يضمنون لمصر مكانا ثابتا فى بطولات العالم و البطولات الأوليمبية بفوزهم المتتالى ببطولات أفريقيا الذى كان يؤهلهم للبطولات العالمية بدلا من أن يقول أن الفوز بالمركز الثالث على أرضه ووسط جماهيره يمثل معجزة فيجلب لنفسه سخرية الجميع . أما المنتخبات الأفريقية الثلاثة الأخرى التى شاركت فى البطولة فقد ظهرت فى حالة يرثى لها و لم تحقق أى نتيجة تذكر إلا لو اعتبرنا أن فوز المنتخب الجزائري على منتخب نيجيريا يعد بمثابة معجزة فى عرف رؤساء اتحاداتها الوطنية ، و اكتفى منتخب تونس بالفوز بالمركز السادس بينما فازت الجزائر بالمركز السابع و المغرب بالثامن و هى مراكز تتحدث بنفسها عن مستوى هذه الفرق الذى انحدر إلى أبعد الحدود و أصبح اللاعبون فى الملعب كالشيوخ الذين يحتاجون لمن يعينهم على الوقوف أو كالطفل التائه الذى ينتظر من يدله على طريق السلة. و الحل الوحيد للخروج من هذا الانحدار هو تغيير قيادات اللعبة فى هذه الدول بعد أن ظهر فشلها الذريع فى قيادة اللعبة ، و خير مثال على ذلك الاتحاد المصري الذى ارتكب من الاخطاء ما يحتاج لدفاتر لسردها و أقل هذه الأخطاء هو اختيار مدير فنى فشل محليا و صدر قرار بمعاقبته لسوء سلوكه و صفعه أحد لاعبيه على وجهه داخل الملعب ليتولي مسؤولية المنتخب المصري .