واصلت الدول العربية سيطرتها على بطولات الأندية الأفريقية وربما تكون المرة الأولى فى التاريخ التى تضمن فيها الفرق العربية الفوز بالبطولات الأربع التى يقيمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم على صعيد الأندية ، حيث فاز الوداد المغربي ببطولة أبطال الكأس وشبيبة القبائل ببطولة كأس الاتحاد الأفريقي والزمالك المصري ببطولة أبطال الدورى إضافة إلى كأس السوبر الأفريقية التى ضمن العرب الفوز بها بمواجهة الزمالك مع الوداد عليها. ولا شك في أن هذا الإنجاز يحسب للعرب على صعيد الأندية ، ولكن الأمر ليس جديدا فالفرق العربية من دول شمال أفريقيا تتزعم الأندية الفريقية منذ سنوات ، ولكن الملاحظ أن هذه السيطرة يقابلها إخفاق غير عادى على صعيد المنتخبات التي سقطت رسميا من زعامة القارة فبعد أن كانت الزعامة بين دول مصر والجزائر والمغرب أصبحت الآن بيد دول أفريقية أخرى فى مقدمتها الكاميرون والسنغال ونيجيريا وجنوب أفريقيا ليس ذلك فقط بل إن منتخبى مصر والجزائر انحدرا إلى المستويين الثانى والثالث فى القارة ويواصلان الانحدار إلى مدى لا يعلمه إلا الله. وسبب هذا التناقض فى تصنيف الأندية والمنتخبات العربية فى قارة أفريقيا يرجع إلى السياسة التى اتبعتها الدول الأفريقية حديثا وبالتحديد بعد مونديال إيطاليا عام 1990 حيث تألقت الكاميرون بلاعبيها المحترفين فى أوروبا ووصلت إلى دور الثمانية فى حين أخفق منتخب مصر بلاعبيه المحليين وسقط من الدور الأول فتنبهت الدول الأفريقية لفوائد احتراف لاعبيها فى أوروبا وشجعته ووضعت التسهيلات أمام اللاعبين لتشجيعهم على الاحتراف، وجعلت الأولوية للفائدة التى عادت على المنتخبات من هذا النظام وحتى بعد تفريغ الأندية من أفضل لاعبيها ولكن هؤلاء اللاعبين الأكفاء الذين لا يشاركون مع الأندية الأفريقية يأتون من أنديتهم الأوروبية للعب مباريات المنتخبات فيتسبب هذا فى قوة المنتخبات وضعف الأندية ، ولهذا فإن احتكار الفرق العربية لبطولات الأندية الأفريقة لا يعنى أبدا تزعمها للقارة الأفريقية ولكن المستقبل يتطلب من هذه الدول المزيد من الحسابات الصحيحة والدقيقة لوضعها الكروى فى القارة الأفريقية حتى لا تصبح فى الدرجة الرابعة رغم الفوز ببطولات الأندية.