كانت تحمل أكثر أسلحة الحرب العالمية الثانية تدميرا والآن ستعرض اينولا جاي الطائرة التي أسقطت القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية في متحف الطيران والفضاء التابع لمؤسسة سميثسونيان الوطنية للأبحاث. وكشف النقاب عن القاذفة التي أعيد تجميعها مؤخرا وهي من طراز بي-29 لوسائل الإعلام أمس الاثنين في حظيرة طائرات ضخمة بمركز ستيفن أودفار هيزي بالمتحف قرب مطار دالاس الدولي. وسيفتح المركز أبوابه للجمهور في 15 من ديسمبر كانون الأول. وقال مدير المتحف الجنرال ج. ر. ديلي في تعليقات معدة مسبقا بفضل أعمال بعض من أكثر الرجال والنساء موهبة ستستشعر الأجيال القادمة بطريق مباشر الأهمية الراسخة لهذه الطائرة في الحرب العالمية الثانية وفي تاريخ البشر. لنتعلم منها. وكانت اينولا جاي قد أسقطت قنبلة ذرية سميت الصبي الصغير على مدينة هيروشيما اليابانية الساحلية في السادس من أغسطس آب 1945 . وقتلت أكثر من 140 ألف شخص وخلفت عشرات الآلاف مشوهين تماما ويعانون من أمراض مزمنة ناتجة عن الإشعاع رفعت عدد الضحايا فيما بعد إلى أكثر من 230 ألفا. أسقطت القنبلة في يوم مشمس في الساعة الثامنة و15 دقيقة صباحا من ارتفاع 9632 مترا. ثم استخدمت اينولا جاي كطائرة استطلاع جوي متقدم للهجوم التالي على ناجازاكي والذي قتل 70 ألف شخص. وبعدها بستة أيام استسلمت اليابان. وقبل عقد من الزمان قوبل معرض في واشنطن عن القنبلة الذرية واينولا جاي التي سميت على اسم والدة الطيار بعاصفة من الجدل لان كثيرا من قدامى المحاربين الأمريكيين شعروا أن المعرض يصور اليابانيين كضحايا لعدوان أمريكي. وبعدها بعدة أشهر افتتح معرض أصغر وأقل ايحاءا. لكن قائد الطائرة الجنرال المتقاعد بول تيبيتس واخرين من قدامى المحاربين كانوا أكثر سعادة هذه المرة. وقال جيري نيوهاوس مدير أعمال والمتحدث باسم تيبيتس انه يشعر بإثارة وفخر بالغين أن الطائرة ستعرض برمتها في النهاية ولا يمثل ذلك الكثير بالنسبة له فقط بل لكل قدامى المحاربين الذين يكنون مشاعر قوية لها. كما قالت رابطة القوات الجوية التي تبنت هذه القضية منذ عقد لصالح قدامى المحاربين أنها تقر عرض الطائرة. وقال نابليون بيار من الرابطة نعتقد أنه قرار صحيح من الناحية التاريخية هذه المرة ونحن نهنئ متحف الطيران والفضاء. وقالت اليابانيةالأمريكية ايكو هيرزيج أنها تأمل أن يشتمل المعرض على مشاهد توضح الدمار الذي خلفته القنبلة. وقالت هيرزيج الباحثة في التاريخ الياباني الأمريكي ليس لدى اعتراضات على إعادة تجميع اينولا جاي لكن رؤية طائرة دون القصة التي وراءها مضيعة للوقت. نحن بحاجة لتذكير أنفسنا بمدى بشاعة الأسلحة النووية. ولان المسافة بين أقصى جناحيها تبلغ 43 مترا وزنتها الإجمالية 62370 كيلوجراما كانت اينولا جاي أكبر وأثقل من أن تعرض داخل مبنى المتحف الرئيسي في منطقة ناشيونال مول في واشنطن التي تضم مجموعة من المتاحف الوطنية. وقضى طاقم المتحف أكثر من 300 ألف ساعة عمل في ترميم اينولا جاي وهي إحدى 15 طائرة من طراز بي-29 عدلت خصيصا لمهام القنابل الذرية السرية. وزودت الطائرات بمحركات ومراوح خاصة وأبواب ميكانيكية أسرع لإسقاط القنابل. كما شهدت أول استخدام ناجح على نطاق واسع لقمرات قيادة مكيفة الضغط. وبعد الحرب عدلت اينولا جاي لإجراء اختبارات في المحيط الهادئ لتحديد آثار الأسلحة الذرية على السفن البحرية لكنها لم تشارك قط في البرنامج.