ما الذي يتحكم فيك..؟ عقلك.. أم قلبك..؟ هذا الموضوع يصعب على المرء أن يكتبه.. لأنه وهو يكتب فيه.. يحس بأمرين يتحكما فيه.. عقله.. وقلبه.. وعاطفته.. وفكره.. فمن أي الناس أنت؟ كنت اقول في السابق.. ان العقول هي الطاغية.. وهي الباقية.. وايقنت.. ان العقل مهما بلغ فهو تحت حكم الملك الأعظم في الجسد وهو القلب.. العواطف تتحكم بنا.. وهي الصادرة من القلوب.. والعقول تفكر وتخطط.. ولكن الحكم النهائي لملك العقل ولعاطفة..القلب.. اعمال القلوب.. الحسد والحب والحقد والضغينة والتوكل والحزن وغيرها هي التي في الغالب تتحكم باعمال المرء ككل. ولهذا.. فقد نبه عليه الصلاة والسلام على ان في الجسد مضغة اذا صلحت صالح سائر الجسد واذا فسدت فسد سائر الجسد وهي القلب. اظن ان المرء الذي يوافق بين قلبه وعقله قد سار في الغالب على الطريق الصواب.. ولهذا بين عليه افضل الصلاة والسلام ان على المرء ان يستفتي قلبه وان أفتاه الناس وافتوه. فغالبا القلب يتجه تجاه الفطرة الصحيحة (ودعونا من الشواذ فليس الحديث موجها لهم). والفطرة الصحيحة هي التي فطر الله عليها الخلق وهي المقصود بقوله تعالى (فطرة الله التي فطر الناس عليها) الروم 30. يدعي البعض (وكنت اقول بقولهم في السابق) انه لابد من الاقتناع بكل شيء.. وان كل امر لابد ان يكون للعقل فيه نصيب.. وهو صائب في بعضه ومصيب في البعض الآخر. (أعني القول)فهناك امور لا تحتمل تحكيم العقل فيها. ككنه الروح مثلا.. فمهما بلغ المرء من درجة في التفكير والعقل فلن يصل اليه.. ثم القائد الى العقل هو العلم السابق.. ومهما اوتى المرء من علم فهو قليل (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).. الاسراء 85. خلاصة القول.. ان المرء يقع ومن دون ان يشعر تحت حكم قلبه.. والعقل يشير.. ويفكر.. ويبقى القرار الاخير لصاحب الرأي الرشيد في الجسد ومالك الاعضاء.. القلب.. ولهذا (وهذا استطراد).. فالمرأة تأخذ بلب (اي عقل) الرجل العاقل او الحازم.. ولأن المرأة في الغالب (أقول في الغالب) تأخذها العاطفة.. وهي صادرة من القلب.. فليس للرجل العاقل امام هذه الحيلة حيلة.. محمد الشمري