لا تتردد الكثير من النساء عن خياطة فستان باهظ الثمن لكل حفلة زواج بحجة ان ارتداء احد الفساتين التي سبق ان ارتدتها في حفل آخر يعد عيبا في مفهومها القاصر يعرضها للانتقاد من قبل المدعوات بوصفها بالبخل او الفقر او عدم الذوق وكأنها الوحيدة التي سينظر اليها في الحفلات ولن ينظر الى سواها وبذلك سيرتسخ طراز فستانها ولونه وتصميمه في أذهان المدعوات! واذا طالبها زوجها بأن تلبس فستانا من الفساتين التي خاطتها عند زيارتها احدا او استقبالها له قالت: ان تلك الفساتين خاصة بحفلات الزواج ولا تصلح لسواها وان قال لها: ارتديها في الأعياد او للتجمل بها في البيت أمامي ضحكت منه بسخرية وكررت نفس عبارتها السابقة بأنها فساتين (سهرة) ولا تصلح لغير ذلك ونفس الشيء تفعله مع الزي الوظيفي في سلك التعليم بالذات فان الزي الذي ترتديه للعمل التعليمي لا يمكن ان ترتديه في اي مكان آخر وفي أية مناسبة ولا يكفيها عدد معقول من الفساتين بل تجمع عددا كبيرا يجعل من غرفتها معرضا للملابس وبذلك تتكدس في خزائنها ملابس كثيرة وجديدة لم تلبسها سوى مرة او مرتين وبعد ذلك تملها وتزهد فيها بعد انتهاء موسمها او موديلها وتتخلص منها بطريقة او بأخرى لتحل محلها ملابس جديدة تتمشى مع الموضة وهكذا كما تفعل ذلك ايضا مع الإكسسوارات والحلي والأحذية والمثابن اليدوية وفي ذلك خسارة لها او للرجل الذي يعولها وإرهاق لميزانية البيت وتبذير للأموال في غير أوجهها الصحيحة فيا ليتها تتذكر مجتمعات بشرية كثيرة تعيش العراء والجوع والحرمان والعوز لتدرك قيمة المال وحق النعمة التي حباها الله بها واوجب عليها شكرها وتقديرها ومعرفة قيمتها وتعي بذلك الخطأ الفاحش الذي تمارسه. مساومة الفقراء: يدهشني بعض الناس حين يساومون بائعا متجولا في شراء سلعة من السلع البسيطة التي حدد له فيها مكسبا زهيدا لا يساوي قيمة الوقت الذي أمضاه لبيعها ولا وهج الجو صيفا او برودته شتاء في السوق او الشارع او الميدان العام الذي مارس فيه مهنته ومع كل ذلك لا يتورعون عن تحطيم سلعته بعرض أبخس الأثمان لشرائها منه في حين نجد هؤلاء الناس لا يترددون لحظة عن دفع أبهظ المبالغ دون مساومة للمجمعات والمراكز التجارية الكبرى ومحلات الكماليات النسائية والمشاغل والورش الفنية ومعارض بيع ادوات السيارات وغيرها من المؤسسات الجشعة والاستغلالية.