خضع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ونجلاه امس الاحد للتحقيق امام الشرطة الاسرائيلية بتهم وفضائح مالية مختلفة، من دون ان يبدو ان ذلك سيترك اثرا على مستقبله السياسي او على قدرته على ادارة شؤون البلاد، بحسب رأي الخبراء. وتم استجواب نجل شارون الاكبر جلعاد للاشتباه بدوره في فضيحتين. الا ان جلعاد آثر استخدام حقه في عدم الرد، الامر الذي اثار شكوكا بان دافعه هو التغطية على والده. وكان جلعاد قد استخدم حقه في الاحتفاظ بالصمت في 17 تموز/يوليو عندما استجوبته الشرطة بشأن دوره في قضية الحصول على مبالغ غير شرعية استخدمت في تمويل حملة والده الانتخابية خلال انتخابات رئاسة الليكود في 1999. ويشتبه بان عائلة شارون انتهكت قانون تمويل الحملات الانتخابية عندما حصلت على ضمانة مصرفية بقيمة 5.1 مليون دولار من رجل اعمال جنوب افريقي صديق، هو سيريل كيرن، من اجل الحصول على قرض لدى احد المصارف الاسرائيلية. وقد بقي جلعاد شارون صامتا كذلك الاسبوع الماضي عندما استجوبته الشرطة في القضية المعروفة بقضية الجزيرة اليونانية . وبموجب القضية، يشتبه بان شارون حصل عندما كان وزيرا للخارجية على رشاوى بقيمة عشرات ملايين الدولارات من شركة عقارية مقابل نصائح اعطاها للشركة تتعلق بمشروع سياحي على جزيرة يونانية. وقد يصاب مؤيدو شارون بخيبة في حال قرر رئيس الحكومة ونجله الثاني عومري النائب في الكنيست ايضا، عدم الرد على اسئلة المحققين. ووجه وزير البنى التحتية يوسف باريتزكي من حزب شينوي (وسط يمين، علماني) رسالة الى شارون حثه فيها على ان يثبت للراي العام الاسرائيلي ان ليس لديه شيء يخفيه. وفسرت الصحافة الاسرائيلية هذه الرسالة بانها خطوة يهدد من خلالها شينوي بالانسحاب من التحالف الحكومي. وقال المحلل السياسي ايتان جلبوع ان ساعة الحقيقة ستدق عندما يتم استدعاء شارون ونجله عومري الى التحقيق في قضية سيريل كيرن. واضاف الا انه سيكون من الصعب اثبات تورط شارون المباشر وسيقوم هو بلا شك بكل ما يلزم من اجل ان يظهر متعاونا مع المحققين، مع تأكيده انه لا يعرف شيئا، لا سيما في ظل التغطية التي يؤمنها له نجلاه . ومهما كانت نتيجة التحقيق، فيتوقع المحللون ان تنتهي الامور من دون ان تترك اثرا على شارون الذي اشتهر بانه قادر على تخطي كل الفضائح. وقال جلبوع اذا سعى حزب العمل الى الضغط عليه ليفقد توازنه في هذه القضية، فسيكون ذلك دليلا على يأسه . واشار الى انه تم الكشف عن فضيحة سيريل كيرن قبل بضعة اسابيع من الانتخابات التشريعية في آذار/مارس، اثر تسريب معلومات قام به احد المدعين العامين الذي اقر في وقت لاحق ان دوافعه كانت سياسية.الا ان الليكود عاد الى الحكم بغالبية كبيرة، في حين مني حزب العمل باكبر هزيمة في تاريخه. وقبل الانتخابات، اقال ارييل شارون نائبة وزير البنى التحتية نعومي بلومنتال لانها رفضت الرد على اسئلة الشرطة حول ما اذا كانت قد دفعت فواتير اقامة في فندق لاعضاء في اللجنة المركزية لحزب الليكود مقابل تصويتهم لها. وقال جلبوع الامر محرج بالنسبة الى السيد شارون، الا انه يفترض الا يؤثر على قدرته على ادارة الحكم. واثبتت نتائج استطلاع نشر الجمعة ان الاسرائيليين يميزون بين نزاهة شارون كشخص وادائه كزعيم سياسي. ورأى حوالى 69% من الاسرائيليين ان شارون لديه ما يخفيه، بينما اكدت النسبة ذاتها تقريبا انها راضية عن عمله في الحكومة.