وصلت فجر اليوم الاثنين إلى منفذ الرقعي الحدودي شمال شرقي المملكة الدفعة الثانية من اللاجئين العراقيين العائدين لبلادهم عبر الأراضي الكويتية بعد أن تعثرت رحلتهم من مقر إقامتهم بمخيم رفحا لأكثر من ساعتين على إثر تلقي قيادة المخيم نبأ إيقاف مغادرتهم من الجانب البريطاني بالعراق بسبب ظروف أمنية - على حد وصف المسئولين البريطانيين - فيما كانت الحافلات السعودية الخمس الناقلة للأشقاء العراقيين قد إستعدت بالفعل للخروج من المخيم وعليها250 شخصاً بالإضافة لعدد 5 شاحنات حمولة 40 طناً.وقد بذلت السلطات السعودية جهوداً كبيرة تمكنت من خلالها من إقناع الجهات البريطانية بظروف العائدين العراقيين من رجال ونساء وأطفال أسفرت المفاوضات المرنة عن الموافقة وما إن مضى وقت قصير حتى سمح لهم بمغادرة المخيم في جو ساده الفرح والتهليل ووصولهم مع ساعات صباح اليوم إلى منفذ الرقعي الذي سيقيمون فيه إلى فجر يوم غد الثلاثاء ومنه إلى بلادهم مروراً بمنفذ السالمي الكويتي. وتجدر الإشارة إلى ان جهوداً كبيرة تبذلها قيادة المخيم في تأمين رحلات العودة للأشقاء العراقيين حيث أمنت للحافلات المغادرة الفرق الطبية اللازمة والإحتياجات الضرورية من غذاء ومرطبات والإعانات المالية التي تقدمها الدولة لكل لاجيء رجلاً كان او إمرأة أو طفل وعند وصول الحافلات تم تأمين السكن والإستراحات المهيأة بمستلزماتها. (اليوم) بدورها تواجدت منذ الصباح الباكر وقد رصدت الفرحة التي ارتسمت على وجوه العائدين على هذه الدفعة. رحيل الدفعة الاولى ساعدنا على العودة؟ حيث التقينا بعدنان سيد شريف الموسوي وهو ضمن المغادرين على الدفعة الثانية وقال لقد جرت اتصالات بيننا وبين الاخوان الذين وصلوا لبلادنا على الدفعة الاولى وقال ان تلك الاتصالات التي جرت شجعت الكثير منا على طلب التعجيل في العودة لبلادنا العراق وقال ان الغربة لاتحتمل فان الشخص عندما يعود لوطنه فانه بالتأكيد ستزول عنه هموم الغربة وسوف يجتمع مع اقاربه ويعيش حياته بين اهله واقاربه. وقال لقد وصل جميع اخواني الموجودين في الدول الاوروبية وهم بانتظار عودتي لهم وسوف نلتقي بهم في بلدنا العراق وعن عدد المسافرين معه قال انا واسرتي 9 اشخاص. وقد أوضح بأنه سوف تصل الاعانة التي سوف يأخذها الى اكثر من 35 الف ريال. وقال بزوال نظام الطاغية صدام حسين سوف تجتمع العائلة جميعها في العراق من جديد وتنعم بالسعادة والعيش الهانئ.. واضاف الموسوي: انه وجميع الاخوان في المخيم يطلبون التعجل بالعودة لبلادهم لان جميع الاتصالات التي وردت من اخوانهم في العراق شجعتهم على العودة سريعا لان ذلك سوف يخدم خاصة الطلاب الذين يحملون الثانوية العامة لكي يتمكنوا من الالتحاق بالجامعات العراقية. 13 عاما رائعة في البلاد المباركة اما عدنان مايع مجيد من محافظة المثنى في العراق فقال: لقد عشنا طوال 13 عاما ونحن في هذه البلاد المباركة التي لم تقصر معنا في كل شيئ ولله الحمد قدمت لنا جميع الخدمات بدون قصور ولقد كانت الخدمات على اعلى مستوى ومازالت تقدم حتى الان بكفاءة واقتدار. واضاف: ان هناك اتصالات جرت بينهم وبين الذين وصلوا مع الدفعة الاولى موضحا انهم ذكروا انهم يعيشون في العراق بكل خير وانهم مازالوا ضيوفا على اهاليهم. وقال ان جميع الاتصالات التي وردت الينا من اخواننا في العراق كانت تتضمن الكثير من رسائل الشكر للحكومة السعودية حفظها الله على كل الجهود والتسهيلات التي قدمت لهم اثناء عملية نقلهم لبلادهم. وقال مجيد انني اليوم وانا عائد مع الدفعة الثانية فانني انقل الشكر لكل من قدم لنا المساعدات في نقلنا الى بلادنا. ولقد أوتنا الحكومة السعودية خلال 13 سنة الماضية وقدمت لنا الحماية من نظام الطاغية صدام حسين وبعد زوال النظام فاننا سوف نعود لعراقنا ونعمل سويا لبناء عراق جديد يحتضننا ويحتضن بقية الشعب العراقي في امن وامان. اما جمعة طاهر فقال ان لديه طفلين وهما موجودان في العراق ولم يرهما منذ اكثر من 13 عاما وقال انني اشكر الحكومة السعودية على كل الجهود والخدمات التي قدمتها لنا خلال السنوات الماضية وبعد زوال النظام العراقي الظالم فانه لايوجد ما يجبرنا على الجلوس حيث ان وطننا الان هو بحاجة الينا ونحن بحاجة اليه فلابد من ان نعود لبلادنا ولقد تم ذلك ولله الحمد حيث ان المملكة لم تقصر في اي شأن من الشئون بل وبناء على طلباتنا الطوعية في العودة لبلادنا فانه تم ذلك دون اي عثرات او عقبات. ويكفينا ماقدمته لنا هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية طوال 13 عاما وكذلك عند سفرنا وعودتنا لبلادنا فقد خصصت اعانات مالية لكل شخص منا لكي تساعده على التعايش مع الظروف الموجودة في بلادنا في الظرف الراهن. المملكة وفرت لنا رغد العيش. أما حيدر خلف فقال شعوري وانا اعود لبلادي العراق لايوصف ولكن هذا الشعور لايصل الى درجة انني اتناسى ما قدمته لنا الحكومة السعودية من خدمات جليلة طوال 13 عاما حيث قضيناها في رغد العيش فكل الخدمات والمواد الغذائية قدمت لنا وكل ما يخطر على بال الانسان من خدمات فاننا وجدناها في هذه البلاد وبدون مقابل ولعل الحماية التي قدمت لنا من هذه البلاد من نظام الطاغية صدام حسين لهو دليل على الكرم والضيافة التي قدمتها المملكة. وقال انني تعلمت في هذا المخيم قراءة القرآن الكريم وانني سأعمل على تعليم قراءة القرآن الكريم لابناء العراق. تجهيز وبرمجة الدفعة الثالثة اما قائد مخيم ايواء اللاجئين فقد بين ان هذه الدفعة الثانية فقد حدد خط سيرها عبر منفذ الرقعي وكذلك الدفعة الثالثة واضاف العميد الوصيفر انهم خلال الاسبوع هذا سوف يعملون على تجهيز وبرمجة ما يتعلق بالدفعة الثالثة التي ستنطلق في موعدها المحدد الموافق يوم الثلاثاء 21/6/1424ه وسيكون عدد الذين تضمهم الدفعة الثالثة 296 شخصا وهم مسجلون لدى المفوضية. وقال العميد الوصيفر ان ما يتعلق بتسليم الاعانات المالية الخاصة بهم فسوف تسلم لهم عند منفذ الرقعي حيث سيكون هناك محاسبون متواجدون يعملون على تسليم هؤلاء اللاجئين الاعانات المالية المقدمة لهم من الحكومة الرشيدة وقال ان تسليمهم اعاناتهم المالية في الرقعي يعود لكي تسلم الاعانة للشخص او اللاجئ الذي قطع الشك باليقين في عودته للبلاد. وكذلك لان اللاجئ الذي في المخيم يعتبر لاجئا اما اذا وصل الرقعي فانه يعتبر مغادرا الى بلاده . وكان لركن استخبارات المخيم الدور البارز والواضح في اتخاذ كافة التدابير والاحتياطيات الامنية المتعلقة بنقل الدفعة الثانية الى بلادهم.