قبل خمسين عاما كانوا يبحثون عن سبل للهرب لكن أمس الأول عاد بعض المساجين السابقين إلى سجن الكاتراز.. هذه المرة للالتقاء بزملائهم القدامى في السجن الأسطوري الشهير. قال جون بانر لص البنوك السابق البالغ من العمر 80 عاما والذي أمضى أربعة أعوام في السجن الذي اشتهر باسم (الصخرة) في خليج سان فرانسيسكو في الخمسينات كلما ابتعدت عن مكان كلما باتت ذكرياتك تجاهه أرق. أمضى بانر نحو نصف حياته يدخل ويخرج من السجن قبل أن يتوب توبة نصوحا ويتزوج ويكون عائلة. لكنه قال أن الزمن لا يمحو كافة الذكريات السيئة للسجن. كانت هناك أيام رتيبة.. حمامات المياه الباردة كالثلج والشفرات الحادة التي تقطع وجهك ببشاعة كلما حاولت الحلاقة. أما جورج ديفينشينزي الحارس السابق بالسجن فقال انه لم ينس أبدا تلك الشفرات. فبعد 45 دقيقة من بداية أول يوم له في الوظيفة عام 1950 رأى بعينيه سجينا يخطف شفرة في منطقة الحلاقة بالسجن ويضرب عنق زميل له فيرديه قتيلا. وقبل أن تقدمه هوليوود في فيلم الهروب من الكاتراز عام 1979 ويفتتح كمتنزه كان سجن الكاتراز سجنا قاسيا لمئات من عتاة الإجرام بمن فيهم آل كابوني. كان السجن قلعة حصينة نقل إليها بعض من أعتى السجناء من سجون أخرى بعد أن أثاروا الشغب بها أو حاولوا الهرب. وبين عامي 1934 و1969 وهي الفترة التي كانت فيها الجزيرة سجنا حاول نحو 36 سجينا الهرب لكن معظمهم قبض عليه مجددا او قتل خلال العملية. وفي محاولة هروب شهيرة قام عليها فيلم الهروب من الكاتراز نجح ثلاثة في الهروب من السجن والجزيرة ولم يعثر عليهم أبدا. لكن السلطات شككت في قدرتهم على النجاة من المد القوي في المياه الباردة ذات الأمواج المتلاطمة المحيطة بالجزيرة. أما السجناء السابقون الذين عادوا للقاء زملائهم في التجمع الذي نظم أمس الأول فتذكروا حلم الهرب الذي كان يراودهم كثيرا لكنهم قالوا انهم كانوا يعرفون في ذلك الوقت أن ذلك ضربا من الحماقة وما كان يدور في رؤوسهم بشكل اكبر هو أن يصبحوا مواطنين صالحين حتى لا يضطروا أبدا للعودة إلى السجن. وقال داروين كون 70 عاما وهو لص بنوك سابق قضى أعواما في الكاتراز وسجون أخرى قبل أن يطلق سراحه نهائيا عام 1972 كنت أفكر.. لن أضع نفسي في موقف يعيدني للسجن ثانية. إنني حتى لا ابصق على الرصيف الآن . وقال إن ذكرياته عن الحياة في الكاتراز قاسية للغاية فرغم انه كان مسجونا مع زميله في الجريمة فنادرا ما كانا يتحدثان في السجن ولم يتحدثا أبدا بعد خروجهما منه. لكن بانر الذي قال انه عاد لالكاتراز مع ابنه ليستعيد معه جزءا من ذكريات الماضي فأعرب عن أمله في أن يلتقي مع زميل سابق له بالسجن ظل يتحدث معه هاتفيا كل أسبوع أو أسبوعين منذ إطلاق سراحهما.