رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    الشركة السعودية للكهرباء توقّع مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل في مجال الطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مؤتمر COP29    محترفات التنس عندنا في الرياض!    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    رقمنة الثقافة    الوطن    على يد ترمب.. أمريكا عاصمة العملات المشفرة الجديدة    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    صحة العالم تُناقش في المملكة    لاعبو الأندية السعودية يهيمنون على الأفضلية القارية    «جان باترسون» رئيسة قطاع الرياضة في نيوم ل(البلاد): فخورة بعودة الفرج للأخضر.. ونسعى للصعود ل «روشن»    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    المالكي مديرا للحسابات المستقلة    أسرة العيسائي تحتفل بزفاف فهد ونوف    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 تصل إلى لبنان    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    أكبر مبنى على شكل دجاجة.. رقم قياسي جديد    استعادة التنوع الأحيائي    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    التقنيات المالية ودورها في تشكيل الاقتصاد الرقمي    أجواء شتوية    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    العريفي تشهد اجتماع لجنة رياضة المرأة الخليجية    المنتخب يخسر الفرج    رينارد: سنقاتل لنضمن التأهل    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    «الحصن» تحدي السينمائيين..    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    ترامب يختار مديرة للمخابرات الوطنية ومدعيا عاما    قراءة في نظام الطوارئ الجديد    الرياض .. قفزات في مشاركة القوى العاملة    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    الذاكرة.. وحاسة الشم    أمير المدينة يتفقد محافظتي ينبع والحناكية    السعودية تواصل جهودها لتنمية قطاع المياه واستدامته محلياً ودولياً    القبض على إثيوبي في ظهران الجنوب لتهريبه (13) كجم «حشيش»    نائب وزير العدل يبحث مع وزير العدل في مالطا سبل تعزيز التعاون    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    إرشاد مكاني بلغات في المسجد الحرام    محافظ الطائف يرأس إجتماع المجلس المحلي للتنمية والتطوير    نائب أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فهد الحازمي: جئنا من الصحراء لنكون اللبنة الأولى في "سعودة" السكة الحديد
دخلها مساعد ناظر وتقاعد نائباً للرئيس
نشر في اليوم يوم 08 - 08 - 2003

شق طريقه، وهو ابن 11 عاما عندما اختير من وسط قريته، ( المسيجيد) ، ليكون اللبنة الأولى لإدارة السكة الحديد.كانت طموحاته تتجاوز سنه الصغير، وبتوفيق الله استطاع أن يصعد درجات السلم .. درجة درجة .. حتى تربع على المراكز الأولى له مواقف عديدة وذكريات جميلة عن قريته، ورحلته الأولى إلى جدة، ومن ثم إلى الظهران ومنها إلى أمريكا، ومن ثم العودة إلى أرض الوطن... عاد بعد أن درس اللغة، وكانت المجالات مفتوحة أمامه للالتحاق بصاحب الأجر الأكبر والفرصة الأفضل، إلا أنه كان يعشق العمل، ولهذا نجح. له فلسفة خاصة في تربية أولاده، وسيعمل دائماً لوصولهم إلى درجات عالية من التعليم والأخلاق، ويفتخر بمزاولة العديد من الأسماء اللامعة الذين ذكرهم في لقائه مع (اليوم) بل إنه يدين بالفضل بعد الله لعدد منهم فيما وصل إليه. رياضي ومولع بالرياضة، استلم رئاسة نادي النهضة بالترشيح لست سنوات .
وقدم للنادي خدمات كبيرة، وفي عهده استطاع النادي أن ينافس أعرق الأندية في المملكة، ويحصل على العديد من البطولات ضيفنا لهذا الأسبوع الشيخ فهد زامل الحازمي نائب الرئيس العام لشؤون العمليات في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية سابقاً .. فإلى الحوار .....
المسيجيد منتدى المدينة
@ في البداية نود أن تحدثنا عن الطفولة والمجتمع الذي نشأت فيه وعن المسيجيد وما علق في ذهنك من ذكريات ؟
أنا من مواليد المدينة المنورة ، عام 1354ه ، وقد عشت في أسرة صغيرة، تتكون من الوالد والوالدة وأخ وأخت . وقريتنا تبعد عن المدينة المنورة 75كم، والمنطقة التي نتبع لها رحبان تبعد عن المسيجيد 15كم ، وكانت تعتبر الممر المركزي للسيارات والجمال سابقاً أما عن أسباب التسمية بالمسيجيد فيقال ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بنى مسجداً صغيراً، وهو في طريقه إلى المدينة المنورة ، وصلى به، فسميت القرية بهذا الاسم . والمسيجيد تعتبر منتدى للمدينة المنورة، لما تتمتع به المنطقة من أرض خصبة تشتهر بالآبار والنخيل والمياه الحلوة، وسكانها من قبيلة حرب، وينحدر منها العديد من القبائل .
مدرسة الصحراء
@ وكيف كان التعليم في منطقتكم، والمدينة المنورة كما هو معروف ملتقى للعلماء وطلبة العلم، ومنها تخرج وتتلمذ الكثير من أبناء المنطقة ؟
لم يكن هناك تعليم نظامي بالشكل الموجود الآن، وكل ما هنالك هم الكتاتيب، الذين درسوا آباءنا وأجدادنا تدريسا بسيطا، يتركز على الدين حتى تقدم علي عثمان حافظ عام 1365ه ، بالتنسيق مع وزير المالية الأسبق عبد الله بن سليمان (يرحمه الله) بتوجيه، من الملك عبد العزيز، لإنشاء أول مدرسة خارج المدينة المنورة، لأبناء القبائل، سميت بمدرسة الصحراء الخيرية. وفي البداية كان الأهالي متخوفين بعض الشيء لما ستسببه هذه المدرسة من عزوف عن الزراعة والعمل في النخيل ومساعدة الأب، ولكن أخيراً اقتنع الجميع بعد أن علموا أن الدراسة بها مجانية، وأنه مستقبل أبنائهم وبدأ العدد يزداد يوماً بعد يوم، حتى ان المدرسة لم تستوعب الأعداد الكبيرة التي التحقت بها. والتحقت بالمدرسة وكان عمري 12 سنة تقريباً .
تفوقنا على المدينة المنورة
@ وهل كانت المدرسة مبادرة من الأهالي ؟
المبادرة جاءت من الشيخ علي بن عثمان حافظ، وهذه حقيقة يجب أن لا نغفل عنها، وبدعم من وزير المالية آنذاك عبد الله سليمان، وبمباركة وأمر وبتوجيهات الملك عبد العزيز، وهذه أول مدرسة خارج المدينة المنورة. وأتذكر أن السنتين الأولى والثانية نسبة النجاح فيهما تفوق نسب نجاح مدارس المدينة وذكرت الصحف ذلك في وقته: أن مدرسة الصحراء حصلت على المركز الأول في نسبة النجاح. لأنهم طلبة بادية، وفيهم ذكاء، ولا شيء يشغلهم عن الدراسة أو التحصيل .
جهود داغستاني الفاضل
@ ومن هم أعضاء هيئة التدريس ومدير المدرسة ؟
مدير المدرسة كان سالم داغستاني، من أبناء المدينة المنورة والمدرسون كانوا أيضا من المدينة، ومن نفس المنطقة، أو من مناطق مجاورة لقريتنا.
ومدير المدرسة كان رجلاً فاضلاً ، كان محبوباً جداً من قبل الأهالي، حتى ان آباءنا كانوا يزورونه كل يوم جمعة، تقديراً لخدماته، كما أن الأهالي أيضا كانوا يدينون بالفضل بعد الله للملك عبد العزيز، ولعلي عثمان حافظ ومجهوداتهما في إنشاء تلك المدرسة .
غادرت الأسرة .. وبقيت
@ لم تحدثنا عن أسرتك ؟ أخوتك الوالد ماذا كان يمتهن ؟
الوالد كان مزارعاً، كغيره من أبناء المنطقة، ويمتلك أراضي زراعية، يشرف عليها، ثم انتقل إلى مكة المكرمة، للعمل في البريد هناك، حتى وفاته (رحمه الله) ، إلا أنني بقيت في القرية، لكوننا أسرة واحدة، كلنا أبناء عمومة نمارس نفس العادات والتقاليد ، ولا نشعر بالفراغ .
كنا حريصين على المثابرة، وأخذ العلم برغم أن والدي ووالدتي ليسا معي.
نقطة تحول
@ وأين وصلت الدراسة ؟ وما نقطة التحول في حياتك ؟
بعد الدراسة بأربع سنوات، وفي أوائل عام 1972م . جاءت فكرة من وزارة المالية وتحديداً من الشيخ عبد الله بن سليمان، بعد أن تم الشروع في عمل مشروع كبير للمملكة ، اسمه مشروع السكة الحديد في المنطقة الشرقية، ولقلة المتعلمين اختير من مدرستنا مجموعة من الطلاب، وكنت أصغرهم، حيث ركزوا في الاختيار على الذكاء والطموح والنظرالى المستقبل، مع موافقة أولياء الأمور، وكان ضمن الدفعة الأولى 7 طلاب آخرين هم : سعود عباس الأحمدي، وحاسن حسن الأحمدي، وصلاح صالح، أحمد عساف، رابح رافد، أحمد سعيد افندي. وقد تم اختيارنا من دون علمنا. وفي أحد أيام الدراسة اجتمعوا بنا فجأة، وأبلغونا بالاختيار، بناء على نتائجنا الدراسية، وقاموا باستخراج هويات من المدينة المنورة، وإرسالها لنا الى الظهران فيما بعد، وقد استطعت إقناع والدي بالموافقة على ذهابي إلى الظهران لإحساسي بأن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على مستقبلي .
الداكوتا نقلتنا للظهران
@ وكيف كانت رحلتكم إلى الظهران ؟
في البدء سافرنا إلى جدة بواسطة سيارة البريد، التي كانت هي الوسيلة الوحيدة للمواصلات في ذلك الوقت وكانت تمر بالمسيجيد مرتين في الأسبوع ، وعند وصولنا إلى جدة تمت استضافتنا بقصر الشيخ عبد الله السليمان حتى اليوم التالي، حيث سافرنا إلى الظهران عام 1949م بطائرة من النوع (داكوتا) واستغرقت الرحلة 5 ساعات، وكان في استقبالنا بمطار الظهران مندوب عن شركة ارامكو، المشرفة آنذاك على سكة الحديد، الذي قام باصطحابنا إلى السكن المعد لنا .
وبعد ذلك تم إجراء اختبارات للتعرف على إمكانيات المجموعة , حيث تم توزيعنا على مواقع العمل المختلفة , واخترت انا للالتحاق بالمعهد لتعلم اللغة الإنجليزية حوالي 6 اشهر , ثم الى تدريب عملي فترة مماثلة كمساعد ناظر محطة (تحت التدريب) متخصص بالشؤون الإدارية وكان مدير سكة الحديد حينذاك الأمريكي جيمس هارولد قلدي.
المنطقة الشرقية
@ وكيف وجدتم المنطقة الشرقية؟
لم يكن في الدمام مبان إلا قصر الإمارة , وبيت عبد الله بن عدوان ممثل وزارة المالية في الشرقية والذي كنا نزوره كل يوم جمعة لنتحدث معه حول همومنا ومشاكلنا , وكان يحرص (رحمه الله) على حلها, وحثنا على العمل والتفوق وكنا نلتقي بالشيخ حمد المبارك ( رحمه الله) الذي كان أيضا يواسينا ويحاول أن يحل مشاكلنا.
التدريب في المعهد
@ وماذا بعد التدريب في معاهد السكة الحديد. وهل حصلتم على عمل؟
كان التركيز على دراستنا اللغة , واستمرت 6 اشهر وكانت تتم بشكل مكثف , وابلغنا اننا سنبتعث الى أمريكا وفعلا تم اختيار المتميزين وهم 6 أو 5 أشخاص , رأت ادارة سكة الحديد وارامكو أن تختارهم , بالإضافة الى مجموعات أخذت تتوافد من الجنوب والشمال , وكنا نحن المجموعة الأولى التي ابتعثت الى أمريكا , ومن ثم توالت الدفعات.
البعثة الأولى
@ ومن هم البعثة الأولى؟
أحمد عساف , وسعود عباس , وصلاح فالح , حافظ حسن وأنا.
إقناع الوالد
@ وكيف استطعت إقناع والدك بالذهاب الى أمريكا خاصة وأنك أصغرهم؟
هم كانوا من اقاربي , وهو ما ساعد الوالد على الموافقة سريعا على ابتعاثي فقد اطمأن لمستقبلي ووثق في خلقي واخلاقي واطمأن الى سلوكي , وكنت اذهب له في الاجازات وكانوا مسرورين بي باعتباري احصل على أعلى راتب يحصل عليه سعودي في ذلك الوقت وهو 275 ريالا وهو مبلغ كبير وعندما استشرته قال لي: ( أنت رجل يعتمد عليك الآن فافعل ما تراه مناسبا).
الرحلة الى أمريكا
@ حدثنا عن رحلتك الى أمريكا؟ وكيف استطعت أن تتأقلم مع هذا المجتمع وتقاوم مغرياته وأنت ابن الأربعة عشر ربيعا؟
أخذت الرحلة 24 ساعة في طائرة ذات 4 مراوح مررنا خلالها بباريس وبقينا فيها بعض الوقت وبالطبع كنا نتعجب من كل شيء نراه , ويضايقنا الأكل , ونتخوف من وجود شحوم الخنازير , وكنا حريصين على هذه المسألة ومن باريس اتجهنا إلى نيويورك ومنها الى واشنطن.
اما عن المغريات فكان عمري 15 عاما , أي أنني في عز المراهقة ورغم المغريات الكثيرة والسخط والانحلال الأخلاقي ورغم خروجنا من منطقة صحراوية الى مدينة حالمة متلألقة إلا اننا والحمد لله لم نتأثر بذلك , وحافظنا بقوة على اداء الصلوات في وقتها , وعلى تقاليدنا الإسلامية وسمعتنا وسمعة وطننا , وكنا اخوة , الكبيرة ينصح الصغير ويعطف عليه.
مدة الدراسة
@ وكم قضيتم في الدراسة هناك؟
سنتين , عدنا بعدها الى الظهران , وما زالت السكة الجديدة تتبع لارامكو والمدير ونائبه من الأمريكيين والموظفون كانوا من إخواننا العرب.
وبعد ان باشرنا العمل وزعنا على فروع السكة, واخترت أنا في محطة الرياض , وكنت أول سعودي استلم ناظر محطة من أخ فلسطيني , فقد كنت مساعدا له , ومن ثم استلمت المحطة , اما زملائي فمنهم من ذهب لبقيق , أو الاحساء حسب امتداد الخط الحديدي.
ناظر محطة
@ وما مهام ناظر المحطة؟
ناظر المحطة مسؤول عن المحطة والركاب والتذاكر ويشرف على الرحلات.
واصبحت معلم تدريب , فكنت أدرب مجموعة وكان المساعد لي سعودي وبعد فترة استلم مكاني وانتقلت أنا لموقع آخر في الدمام.
ارادة وعزيمة
@ كانت لكم إرادة وعزيمة وإصرار لا توجد عند الشباب؟
نعم .. وهذا ما أوجهه لأبنائي فالتمسك بالدين أولا ثم بطلب العلم والسير على الطريق الصحيح , مهما طال سيؤدي الى نتائج مرضية , فكنا نعمل 8 ساعات وندرس 5 ساعات في يوم واحد.
انفصال السكة
@ عاصرتم السكة الحديد وشهدتم انفصالها عن ارمكو واستقلاليتها .. حدثنا عن هذه المرحلة وأبرز المشاكل التي كانت تواجه السكة في ذلك الوقت؟
انفصلت السكة عن ارامكو , وكانت تابعة لوزارة المالية . أولا , وبعد فترة ألحقت بوزارة المواصلات حتى أصبحت مؤسسة يتبعها ميناء الدمام , وأتذكر أول مدير للسكة الحديد عبد الرحمن آل الشيخ , ومسمى وظيفته المدير العام المنتدب , بعدها استلم الشيخ عبد العزيز القريشي منصب مدير السكة الجديد بشكل رسمي وفي عهده بدئ بسعودة الوظائف في معهد خاص , واستقبلنا أعدادا كبيرة من الشباب السعودي من حاملي الثانوية العامة.
اليوم/ إذا أبرز مشاكلكم كانت في السعودة؟
نعم كانت مشكلة , ولكن المعهد والتدريب حلا هذه المشكلة في وقت قصير.
فكرة المعهد
@ ولمن كانت فكرة المعهد؟
المعهد كان موجودا عندما كانت الإدارة أمريكية ولكنه وجد الدعم من القريشي والتطوير أيضا وتخرج فيه الكثير اذكر منهم محمد سليمان المهنا الذي نال درجة الماجستير في المحاسبة , وقد التحق بمعهد سكة الحديد واكمل دراسته على حساب سكة الحديد وهناك أيضا عبد المحسن البشاوري الذي نال الماجستير في الهندسة الميكانيكية على حساب السكة الحديدية وغيرهما الكثير.
التدرج في المناصب
@ وبالنسبة لك أنت كيف تدرجت في مناصبك ؟
بدأت بناظر محطة , ومن ثم مراقب , مدير شؤون الموظفين , مدير الخدمات والشؤون العامة بسكة الحديد , مساعد الرئيس العام للشئون الادارية وأخيرا نائب الرئيس العام وقد عملت في جميع الإدارات المهمة في المؤسسة , واستفدت خبرة واعتز بمزاملتي لزملاء أكن لهم كل محبة وتقدير.
زملاء وأخوة
@ وزملاؤك أبناء المسيجيد ربما تكون أنت أفضلهم وظيفياً؟
لا..لم أكن الأفضل، فجميعهم خدموا المؤسسة، وربما أكون أنا قد وفقت أكثر، إلا أنهم استلموا مراكز، ومنهم الأخ صلاح صالح، الذي استلم مراكز مهمة.
رفضت اغراءات الكويتيين.
@ ألم تقدم لك اغراءات للعمل بجهة أخرى أو في أرامكو مثلاً؟
حصل ذلك، وعرض على ثلاثة أضعاف راتبي من ميناء الملك سعود بالكويت، وكان الجانب السعودي يحتاج لموظفين ذوي خبرة، واخترت أنا من مجموعة، ولكنني رفضت هذا العرض المغري، فالسكة الحديد لم تقصر في حقي، وكرمتني كثيراً ولدي الكثير من خطابات الشكر، وحصلت على الإشارة الذهبية، وهي الخدمة المتواصلة ل 25 سنة، ففضلت البقاء والاستمرار في السكة، لأنني رأيت هذا مجالي، وهو الطريق الذي اخترت من اجله، ويجب أن أضحي وأبقى، بغض النظر عن أي اغراءات، كما أنني تعلقت بالسكة الحديد، لأنني أتيتها وأنا صغير وقدمت لي كل ما تملك من أجل تطويري، فهل بمجرد حصولي على فرصة زيادة أتركها.. ففضلت البقاء واستمريت 45 عاماً، وعملت خلال السنوات الخمس الأخيرة بدون مقابل، لأنني استحق راتبي كاملاً بعد 40 عاماً فآثرت أن أترك المجال للآخرين.
مسيرة المؤسسة
@ كنت من الأشخاص الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرة المؤسسة، وكانت لديك أفكار واقتراحات نفذت.. ما أبرز تلك الأفكار؟
كنا نعمل كمجموعة واحدة، وكل نجاح لهذه المؤسسة ساهم به الجميع كرئيس أو حتى موظف بسيط، ولا يمكن أن نجير نجاحا لشخص، فالجميع كان يعمل ويفكر ولهذا نجحت المؤسسة.
أفضل الرؤساء
@ من هم أفضل رؤساء السكة، ولو أنه سؤال محرج ولكننا لا نريد دبلوماسية ومجاملات؟
بصراحة كل الذين مروا على سكة الحديد تركوا بصمات واضحة، ابتداء بالمدير العام المنتدب عبد الرحمن آل الشيخ. ومروراً بعبد العزيز القريشي ومحمد خالد القصيبي ثم عمر الفقيه ثم الدكتور غازي القصيبي والشيخ فيصل الشهيل وناصر العجمي والمهندس خالد اليحيى، فجميع هؤلاء خدموا السكة، وقدموا جميع ما يستطيعون من أجل الرقي بهذا المرفق الخدمي الهام. إلا اذا سألتني من شجعني ووقف بجانبي واستفدت منه، أقول هم ثلاثة لن أنساهم، ولهم الفضل بعد الله علي، وهم الشيخ عبد العزيز القريشي والدكتور غازي القصيبي والشيخ فيصل محمد الشهيل، فهؤلاء أخذوا بيدي ولهم تأثير على حياتي ومسيرتي العملية ونجاحي، خاصة الشيخ فيصل الشهيل الذي عايشته 20 عاماً، فقد كسب هذا الرجل ود واحترام الجميع وكان يرعى شؤون الموظفين، ويتحسس مطالبهم ويحل مشاكلهم. ويساعدهم معنوياً ومادياً، هذا الرجل عايشته 20 عاماً مديراً عاماً للسكة الحديد، وأنا معه مساعد الرئيس العام للشؤون المالية والإدارية. ولا يفوتني أن أشيد برئيس سكة الحديد الحالي المهندس خالد حمد اليحيى، فهذا الرجل أيضاً قدم ومازال للمؤسسة الكثير، وله تطويرات في العمل الإداري والفني كبيرة وجميلة.. أتمنى له التوفيق والسداد..
قطار الدمام مكة
@ مشروع قطار من الدمام إلى مكة المكرمة.. ألم يكن هذا الحلم يراودكم وأنتم في مراحل عملكم الأولى بالمؤسسة؟
بالطبع كانت أمنية، منذ أن كنا طلاباً صغاراً، فلقد كنا نرغب أن نزور أهلنا في المدينة المنورة بالقطار، ومازلت أتمنى أن يربط غرب المملكة بشرقها وشمالها بجنوبها حديدياً. فهذا مشروع ضخم بلا شك، ولكنه سيخدم المملكة اقتصادياً واجتماعياً.
لاعب كرة
@ بعيداً عن السكة الحديد، يظهر أن لك ميولا رياضية.. كيف تقيم مسيرة الرياضة في المنطقة الشرقية؟
بصراحة أحب الرياضة منذ صغري، وكنت ألعب الكرة منذ أن كان عمري 15 سنة في الظهران، في فريق اسمه الكوكب، وهو على ما أعتقد أول فريق أسس في المنطقة الشرقية.
@ وهل كان فريقا نظاميا يتبع الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟
لا أبداً.. كان نادياً بسيطاً، شاركنا أنا ومجموعة في تأسيسه، وكان كل واحد يدفع 5 ريالات وعملنا إدارة ومكانا مناسبا للتمرين واللعب بالخبر.
الاتفاق والنهضة
@ وهل كان بينكم أحد الأسماء المعروفة التي برزت فيما بعد؟
نعم أتذكر علي الدخيل العتيبي، وهو من كبار موظفي أرامكو. وعند بدء الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدأت بضم الأندية مع بعضها، وكان فريق الاتفاق بالدمام والنهضة، والتحقت أنا بمجلس إدارة النهضة.
@ من كان رئيس النهضة؟
أتذكر أن حمد المغلوث كان أول رئيس، وعبد الله حمد المغلوث، وكان هناك فهد الحواس وحمد الحواس وأنا في إدارة النادي.
قصة الشيك
@ ومتى استلمت رئاسة النادي؟
عام 1386ه استلمت الرئاسة بالانتخاب، من قبل الجمعية العمومية، ومكثت 6 سنوات، تقدمت فيها الرياضة بشكل كبير في جميع الأندية بالمنطقة الشرقية، بما فيها النهضة التي أخذت بيدها إلى الممتاز والذي ساعدني في ذلك هو الشيخ فيصل الشهيل. فهو رئيس أعضاء الشرف، ودعم النادي مالياً حتى وقف على قدميه، واستطاع أن يكون منافساً قوياًُ لأندية المملكة. ومن الأشياء التي افتخر بها أنني استلمت من سمو الأمير فيصل بن فهد ( رحمه الله) أنا وعبد الله الدبل شيكاً لإنشاء نادي النهضة، والأخ الدبل للاتفاق.
تراجع الرياضة في الشرقية
@ وما أبرز العوامل التي أدت إلى تراجع الرياضة في المنطقة الشرقية؟
تراجع الدعم المادي، فلا يوجد دعم مادي، أما الرجال وأبناء النادي فهم موجودون، والشرقية تزخر بلاعبين مميزين، ولكن يبقى الدعم المادي حجر عثرة أمام الرياضة في المنطقة.
@ أبو غازي كلمة أخيرة سأترك لك المجال للتحدث فيها بما تشاء؟
أولاً شكراً لجريدة اليوم على هذا المبادرة الجميلة، وأتمنى أن يكون القارئ الكريم قد استفاد من هذه المسيرة المليئة بالجهد والعناء والكفاح. فشكراً لكم.
فهد الحازمي يتحدث للمحرر
يتسلم كأس الشركات و المؤسسات من مدير مكتب رعاية الشباب عبدالله فرج عام 1390


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.