ذرفت أم لورنس مسحل الدموع بينما كانت قريباتها يطلقن الزغاريد امام منزلها لدى وصول اثنين من اولادها أفرجت عنهما اسرائيل امس بموجب اتفاق مع السلطة الفلسطينية لم ينل رضاها ولا رضا الشعب الفلسطيني لأن السجناء معظمهم قد أوشكت مدة محكوميتهم على النفاد. لم تتمالك أم الاسيرين عوض الله وسليمان نفسها وراحت تلطم خديها وتصرخ عند باب المنزل في قرية دير غسانة (27 كلم عن رام الله)، عندما ذهب ولداها المحرران مع ابيهما لزيارة قبر اخيهما الرابع الذي قتلته اسرائيل عام 2001. وكانت تردد في صوت مرتفع انه مازال لديها ولد ثالت في السجون الاسرائيلية. وقتلت اسرائيل اخاهما لؤي في ديسمبر كانون الاول عام 2001 بعد شهرين من اعتقالهما بتهمة ايواء مطلوبين فيما اعتقل الاخ الاكبر بعد عشرة اشهر. وقالت ام لورنس وهي تجهش بالبكاء هذا أصعب يوم الى نفسي، اثنين من اولادي خرجوا من السجن لكن اخاهما الثالث مازال في المعتقل والرابع راح شهيدا خلال وجودهما بالسجن ولم يحضرا دفنه. وكان ولداها عوض الله 24 عاما وسليمان 27 عاما من بين اكثر من 300 معتقل افرجت اسرائيل عنهم اليوم باتفاق ثنائي مع السلطة الفلسطينية كدفعة اولى. وخرج الاخوان عوض الله وسليمان من معتقل عوفر غرب رام الله مع اكثر من 60 سجينا بعد ان قضوا 23 شهرا من اصل 50 في المعتقل الاسرائيلي. وقال عوض الله اتفاق الافراجات لم يكن عادلا على الاطلاق كان بالحري على اسرائيل اطلاق سراح اسرى امضوا سنوات في السجن اما بالنسبة لي فكان من المفترض ان يفرج عني بعد شهرين. أما سليمان فيشعر بفرحة ممزوجة بألم وقال لدي فرحة بالافراج عني لكني حزين لان الاسرى الآخرين بقوا في السجن. ووصف عوض الله الحسرة التي في قلبه لفقده اخيه لؤي الذي قتل وهو مسجون وتركه اخيه الاكبر لورنس في المعتقل. ومضى يقول بعينين مغرورقتين كم تمنيت ان يكون لؤي بانتظاري اليوم. وكان عوض الله يبكي بشموخ امام منزله وسط جموع من اهالي القرية الذين حضروا لاستقبال الاخوين. ووقفت لورين اختهم الوحيدة وعمرها عشر سنوات تصرخ وتبكي بتشوق لاحتضان اخويها اللذين لم ترهما منذ عامين. ولكن عينيها ملأهما الحزن وهي تلف ذراعيها حول عنقي اخويها. وقالت لورين انا حزينة لأن أخي الثالث لورنس بقي في السجن واما لؤي فقد استشهد قبل لقاء عوض الله وسليمان. وعلق اهالي القرية اعلاما فلسطينية وصورا للمعتقلين ولشبان قتلتهم اسرائيل خلال الانتفاضة الفلسطينية وصورا لياسر عرفات. وجعلت اسرائيل من ساحة ترابية امام معتقل عوفر مكان تحرير 64 اسيرا من منطقة رام الله ونشرت عشرات من عناصر الجيش والشرطة فيما شهد الحدث تغطية اعلامية مكثفة. وأحضرت الشرطة الاسرائيلية المفرج عنهم في ثلاث حافلات الى الساحة الترابية وسمحت لمركبات عمومية بنقلهم من امام المعتقل الى منطقة بيتونيا القريبة حيث كان الاهل بانتظار المعتقلين المحررين. وادى بعض السجناء المحررين الصلاة على تراب الارض الفلسطينية بعدما افرج عنهم. واستقبل الاهالي اقرباءهم بالزغاريد والبكاء والصراخ والتضرع إلى الله بأن يحرر جميع الاسرى. واعرب فلسطينيون عن استيائهم الشديد حيال الاسلوب الانتقائي الذي وضعت به اسرائيل اولويات الافراج. وانتقد مسؤولون وقانونيون الافراجات الاسرائيلية لان معظم الذين افرجت عنهم كانوا قد اقتربوا من انهاء مدد عقوبتهم واعتبروا الافراجات شكلية. لقاء الأم .. لقاء الضنا أم تربت على رأس ابنها خلال صلاته شكرا لله على خروجه من المعتقل