جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: (انك ان تذر ورثتك أغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس). وهذا ترغيب منه صلى الله عليه وسلم بالغنى وجعل العيال والورثة أغنياء بدلا من ان نتركهم عالة فقراء يطلبون من الناس وهذه دعوة صريحة الى الغنى ومحاربة قوية للفقر والسؤال وسوف أبين بعون الله تعالى ثمرات الغنى وفوائده لمن عرفها وأدى حق الله فيما اغناه. الغنى سبب للشكر والشكر سبب لرضا الله وقربه وزيادته ونيل جنته كما قال سبحانه وتعالى (وان تشكروا يرضه لكم) وقال سبحانه (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد) وعلى عكس الغنى فان الفقر يؤدي الى الكفر ونسيان المولى وفضله والوقوع في مخالفته وبعده ولذك حارب الإسلام الفقر حربا لا هوادة فيها وفتح السبل الكثيرة للسعي والغنى. الغنى سبب للسعادة والشعور بالكفاية والنعمة وذهاب البؤس والتعاسة التي يعيشها الفقير. الغنى سبب للصحة والقوة أما الفقر فانه سبب للمرض والضعف وهذا دمار للمجتمع وفناء له. الغنى سبب للعزة والكرامة أما الفقر فانه سبب للذل والهوان والسؤال والحرمان وما أجمل ان يعيش المرء عزيزا والمجتمع كريما رافع الرأس بدلا من ان يبقى في ذل وهوان. الغنى يؤدي الى أعمال البر والعطاء والاحسان والمعروف بين الناس فان الفقير عاجز عن ذلك بل هو محتاج الى غيره ومفتقر الى المساعدات وكيف يؤدي المرء الزكاة وليس عنده مال وكيف يقوم بالصدقات والمبرات ويفعل الخيرات ويطعم الطعام ويصل الأرحام وهو محتاج الى غيره. الغنى يجعل الأمة قوية أمام أعدائها حيث تشتري ما تحتاج اليه من عتاد واعداد أمام الأعداء بل ان الأمة الفقيرة ضعيفة امام أعدائها ويطمع فيها غيرها فلا تجد ما تدفع به كيد الأعداء وليس لديها ما تحصن به نفسها من شر الظالمين المعتدين. الغنى يبعد المرء عن الكآبة والاحباط والحزن والقلق الذي يعيشه كثير من الفقراء ولاسيما من فقد الإيمان او ضعف عنده اليقين بالله والأخرة فترى الجهل والحماقة والتخلف والأمراض النفسية والعصبية مرافقة للفقر في أكثر الأحيان. الغنى يبعد المرء عن الجرائم والسرقات والقتل والجرائم الأخلاقية وبالتالي الأمراض الجنسية واللقطاء والضياع الذي يرافق الفقر في أكثر الأحيان. الغنى سبب للتقدم العلمي والتكنولوجي الذي يحتاج الى البذل والسخاء وفي هذا تقدم للأمة ورقي لها اما الفقر فانه سبب للتخلف والرجوع الى الوراء. علي احمد العثمان