على السرير الابيض يرقد المقدم محمد بن عبدالله الشهراني قائد قوة الطوارئ الخاصة بمنطقة القصيم بمستشفى الملك خالد للعيون بالرياض حيث صدر امر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بنقله من مستشفى الملك فهد التخصصي بمدينة بريدة لاستكمال علاجه نتيجة اصابته بشظية اثناء العملية الامنية التي واجهتها قوة الطوارئ الخاصة بمنطقة القصيم يوم الاثنين الماضي ضد مجموعة من الارهابيين والمطلوبين امنياً. وعلى اسرة بيضاء أخرى بمستشفى الملك فهد التخصصي بمدينة بريدة يرقد زملاء له اصيبوا في العملية نفسها بالاضافة الى شهيدين ودعتهم (قوات الطوارئ الخاصة) في العملية .. فما هي هذه العملية البطولية ؟ عند الساعة الثانية والنصف ليلاً تحرك فريق من سرية المهمات الخاصة بقوات الطوارئ الخاصة في منطقة القصيم يضم خمسة ضباط وخمسة وعشرين ضابط صف إلى منزل مراقب يتكون من طابقين في مدينة بريدة وبعد اتخاذ كافة الاحتياطات للمداهمة التي تمت قرابة الساعة الثالثة ليلاً وبعد تمشيط المنزل لم يتم العثور على أحد فيه. لم تكن هذه الليلة الحافلة تنتهي بهذه الصورة البسيطة، فقد كان ينتظر الفريق أمر آخر ومهمة بالغة الخطورة فجاءت التوجيهات بتوجه القوة إلى بلدة (غضي) وبالتحديد الى مزرعة في عيون الجواء.. وحال وصول الفريق انتشر وتمركز الافراد بالقرب من الموقع وتم توزيع وتنظيم المهام للافراد ومحاصرة المزرعة من جميع الاتجاهات وذلك بمشاركة عدة جهات أمنية بهدف منع الدخول إليه أو الخروج، وفي ساعة الصفر تمت المداهمه وتكرر المشهد الاول ثانية إذ لم يعثر على أي شيء.. وتأتي التوجيهات بالتوجه من جديد الى موقع ثالث، وكانت أشعة الشمس قد أرسلت نورها معلنة نهارا جديدا، تحرك الفريق كان سريعا فقد وصل إلى الموقع الثالث في ذات البلدة عند الساعة السادسة فجراً ً.. وكان الموقع الثالث الذي كان مشخصا للفريق حيث بدأ النهار يكشف كل شيء، لا يختلف المكان عن بقية الاماكن الاخرى فقد كان عبارة عن منزل شعبي يقع داخل مزرعة ويتكون من أربع غرف ومطبخ ودورة للمياه وفناء، بدأ الفريق عمله وتمركز الافراد في مواقعهم وحاصروا المنطقة، وعند محاولة دخول الموقع إعترضتهم امرأة وبدأت تتصرف بما يوحي برغبتها في ايقاظ النائمين أو لفت أنظار اشخاص داخل المنزل، وعرف الفريق أن أمرا مهما ومريبا يحدث في المكان، استطلع احد الافراد المنزل وأفاد بوجود رجال داخل إحدى الغرف. قرار المداهمة اتخذ، وبدأ الفريق عملية المداهمة وكانت على مرحلتين إذ تمكنوا في الأولى من القبض على أربعة من أبناء صاحب المنزل، كما تم اخراج النساء والاطفال من المنزل وكن ثلاث نساء ومجموعة من الأطفال.. بعدها احكم الفريق محاصرة المنزل والسيطرة عليه إلا الغرفة التي تحصن فيها الرجال المطلوبون، وبإنتهاء المرحلة الاولى بدأت المرحلة الثانية والاصعب في العملية كلها. انطلقت بمحاولة شجاعة لاقتحام الغرفة وبعد فتح الباب بالقوة وقف شهيدا الواجب الملازم أول سطام غزاي المطيري والرقيب أول علي غازي الحربي أمام الباب موجهين سلاحيهما نحو الغرفة طالبين ممن فيها الاستسلام؛ إلا أن المطلوبين السبعة قاموا باطلاق نيران أسلحتهم من نوع (كلاشينكوف) بغزارة نحو الباب مما أصاب الشهيد سطام المطيري برصاصة في رأسه أدت إلى وفاته على الفور ثم أصيب الشهيد على الحربي بعيارات نارية في أسفل الذقن أدت إلى استشهاده .. سقط شهيدان من الفريق وهما يحاولان إقناع المطلوبين بالاستسلام، وكانت رصاصات الجهل والارهاب التي اطلقها المطلوبون، إشارة الى ان العملية أخذت منحى خطيرا، فبدأ رجال الأمن باتخاذ سواتر تقيهم النيران الكثيفة، وردوا على النيران ونتيجة لغزارتها وكثافة القنابل التي أطلقتها القوة من خلال مجموعة القناصة الراجلة والأخرى التي تستقل المدرعات أصابت إحداها (كما يعتقد) الصندوق المليء بالذخيرة والقنابل الموجود داخل الغرفة وتفحمت جثة أحد المطلوبين الأمر الذي دعا البقية إلى محاولة الخروج من المنزل فيما تمكن أحد الضباط من اخراج أحد المطلوبين المصابين حيا .. وتبادلت القوة مع المطلوبين الباقين اطلاق النار إلى أن قتل جميع المطلوبين السبعة الذين استخدموا القنابل اليدوية فيما جرح ثمانية من رجال الأمن إضافة إلى استشهاد الملازم أول سطام المطيري والرقيب أول علي الحربي .. وتم التعرف على جثة احد المطلوبين (أحمد الدخيل) الذي كان يتلقى العلاج لدى طبيب شعبي من إصابة في مفصل يده اليمنى على اثر طلقة نارية أصابته خلال عملية مداهمة قام بها رجال الأمن بمكة المكرمة، ومن خلال هذه الإصابة تم التعرف عليه .. لم تستغرق العملية أكثر من نصف ساعة.