تخيم شكوك متصاعدة لدى مسئولي القسم التجاري بالمفوضية الاوروبية في بروكسل بشأن المنحى الذي باتت تتخذه المفاوضات المتعددة الاطراف الهادفة للتوصل الى تنفيذ مقررات مؤتمر الدوحة عام 2001 وضمن الاعداد للقاء كانكون في المكسيك في منتصف شهر سبتمبر القادم ويعقد ممثلو 26 دولة اجتماعات في مونريالبكندا ولكنه لا تبدو اية آفاق فعلية لحلحلة عملية لمعظم الملفات المعلقة حاليا داخل منظمة التجارة العالمية. وتوجه العديد من الجهات الدولية أصابع الاتهامات للدول الصناعية حاليا بشأن المأزق الذي ستعرض هذه الجولة الحاسمة من المفاوضات. ولم تسجل الاتصالات منذ مؤتمر الدوحة أي تقدم فعلى كما تواجه عملية فتح الاسواق التجارية الدولية حواجز متصاعدة اقامتها الدول الصناعية نفسها وضمن الحرب التجارية المعلنة بينها في العديد من القطاعات الحيوية. وتخشى الدوائر الاوروبية ان يواجه مؤتمر" كانكون" بالمكسيك في سبتمبر المقبل نفس مصير لقاء " سياتل" الشهير والذي تمخض عن ظهور الحركة المناهضة للعولمة وما رافقها من أعمال عنف وتعبئة غير مسبوقة للاوساط الاجتماعية والفعاليات النقابية0 وتتمثل المهمة الرئيسة للقاءات التي تبدأ اليوم في كندا في رسم خطوط عريضة للتفاوض بشأن عدد محدد من الملفات الحساسة وفي مقدمتها الالغاء التدريجي للدعم المقدم من قبل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة للمنتجات والسلع الزراعية والغذائية من جهة ومن جهة أخرى تمكين الدول الفقيرة والنامية من الادوية الضرورية لسكانها و بشروط مالية ميسرة0 وأعلن المدير الحالي لمنظمة التجارة العالمية التايلندي سوباشاي ميشباكدي عن يقينه في حل هذين الملفين الشائكين قبل شهر سبتمبر القادم ولكن الاوساط الاوربية في بروكسل والتي تعتبر جهة رئيسة في المفاوضات أبدت شكوكا كبيرة بشأن تحقيق ذلك وفي الموعد المشار اليه. ويمثل الجانب الخاص بالتوصل الى اتفاق جماعي وملزم بين الاعضاء ال 146 داخل منظمة التجارة العالمية بشأن تمكين الدول النامية من الادوية وبشروط ميسرة المسألة المعقدة التي تواجه الدول الغنية والدول النامية حاليا. وكانت الدول الصناعية تعهدت لاسباب أخلاقية بان تنهي هذا الملف الشائك ماليا وسياسيا قبل نهاية العام الماضي وهو ما لم يحصل حتى الآن. واعتمدت الدول النامية في موقفها على الاتفاق المبدئي الحاصل حول مسألة الادوية في مؤتمر الدوحة عام 2001 والذي ينص على السماح للدول النامية المنتجة للادوية بتصديرها الى دول نامية أخرى وبأثمان منخفضة دون المساس بمصالح شركات الادوية العالمية المنتمية للدول الصناعية.