تحيي الولاياتالمتحدة اليوم الاحد ذكرى مرور 50 عاما على توقيع الهدنة التي أنهت ما يشار إليها أحيانا بالحرب المنسية. وكانت الحرب الكورية اندلعت في 25 حزيران/يونيو 1950 ودارت رحاها حتى توقيع الهدنة في قرية بانمونجوم في 27 تموز/يوليو 1953 مما أسفر عن تقسيم شبه الجزيرة الكورية بمنطقة منزوعة السلاح وميراث من عدم الثقة بين الشمال والجنوب لا زال يتأجج منذ 50 عاما. وأودت الحرب الكورية بحياة أكثر من 33 ألف جندي أمريكي طبقا لاحصائيات وزارة الدفاع الامريكية. كما يعتبر ثمانية آلاف آخرون، من بين نحو 8ر1 مليون جندي أمريكي حاربوا تحت قيادة الاممالمتحدة في تلك الحرب، في عداد المفقودين. والجنود الامريكيون القتلى كانوا من بين نحو 95 ألف جندي تحت قيادة الاممالمتحدة قتلوا في الحرب آنذاك. أما عدد قتلى الجانب الكوري الشمالي فيزيد على مليون ونصف المليون قتيل منهم 900 ألف جندي صيني. بدأت الحرب الكورية بهجوم مباغت في حزيران/يونيو 1950 حينما شن جنود الجيش الشعبي لكوريا الشمالية هجوما على جمهورية كوريا وغزوها عبر خط عرض 38. وبادر مجلس الامن الدولي إلى استنكار ما قامت به كوريا الشمالية. وفي اليوم التالي طالب المجلس الدول الاعضاء فيه بتقديم مساعدات عسكرية لرد القوات الغازية على أعقابها. وسرعان ما أصبحت الولاياتالمتحدة تحت قيادة رئيسها هاري ترومان في ذلك الوقت واحدة من 22 دولة ساهمت في نهاية المطاف بقوات وإمدادات عسكرية لمساندة تدابير الاممالمتحدة. و اقيمت مراسم إحياء ذكرى الهدنة في الحرب الكورية في كثير من المدن والبلدات في أنحاء الولاياتالمتحدة امس السبت وتتواصل اليوم الاحد. وتعتزم لجنة إحياء ذكرى الحرب الكورية التابعة لوزارة الدفاع وكذلك منظمات قدامي المحاربين وضع باقات من الزهور وإقامة قداس عند نصب الجندي المجهول اليوم السبت في مقابر أرلينجتون الوطنية في أرلينجتون بولاية فيرجينيا. كما تؤدي قوات رمزية من القوات المسلحة الامريكية في وسط العاصمة واشنطن اليوم السبت التحية لقدامى المحاربين الذين شاركوا في الحرب الكورية. وتشهد مراسم التحية مسيرة كبرى تقوم بها قوات رمزية من القوات الامريكية ووحدات عسكرية من الدول الاخرى التي شاركت في الحرب الكورية. ويحضر المحاربون القدامى قداسا عند النصب التذكاري لقدامى محاربي الحرب الكورية في المتنزه الوطني بواشنطن. كان الرئيس جورج بوش زار النصب التذكاري يوم الجمعة، حيث صرح بأنه يذكر الامريكيين بالتحديات التي تواجههم ويمنحنا فرصة التدبر في التضحيات التي نقدمها اليوم من أجل الحرية. وتقام مراسم احتفالية بهذه المناسبة أيضا في سول عاصمة كوريا الجنوبية حيث تستضيف القوات الامريكية احتفالا بالذكرى في قرية بانمونجوم بالقرب من موضع توقيع الهدنة. وهذا الاحتفال يقام غير بعيد من المنطقة منزوعة السلاح على مرأى ومسمع من قوات كوريا الشمالية في بانمونجوم.ويشارك فيه وزير الخارجية الامريكية في ذلك الوقت هنري كيسنجر ولا يزال الموقف على امتداد المنطقة منزوعة السلاح يسوده التوتر بسبب برنامج كوريا الشمالية النووي، بل إن الاسبوع الماضي فحسب شهد تبادلا قصيرا لاطلاق النار بين قوات شطري كوريا. من جهة اخرى نقلت صحيفة يابانية امس السبت عن مصادر يابانية وكورية شمالية قولها ان كوريا الشمالية تستعد لاجراء تجربة نووية مالم ترد الولاياتالمتحدة بشكل ايجابي على اقتراحاتها لحل خلاف حول طموحات بيونجيانج فيما يتعلق بالاسلحة النووية. وقالت صحيفة اساهي شيمبون ان مسؤولا كوريا شماليا ابلغ ذلك للسفير الامريكي جاك بيتشارد خلال اجتماع سري عقد بين مسؤولين بين البلدين في وقت سابق من الشهر الجاري. وصرحت مصادر سياسية في طوكيو لرويترز في الاسبوع الماضي بان كوريا الشمالية تستعد لاعلان نفسها عضوا في النادي النووي ممهدة الطريق امام تجارب محتملة ولزيادة انتاج الاسلحة مالم تحل الازمة النووية بحلول التاسع من سبتمبر ايلول الذي يوافق ذكرى تأسيس الدولة الشيوعية. وقالت اساهي ان مسؤولا كوريا شماليا ابلغ بيتشارد انه اذا واصلت الولاياتالمتحدة سياسة الضغوط التي تتبعها ضدنا فقد نضطر لاتخاذ اجراءات مضادة . منها على سبيل المثال اجراء تجربة نووية. واضافت ان هناك احتمالا باجراء تجربة بحلول التاسع من سبتمبر ايلول. وقالت بيونجيانج انها انتهت من اعادة معالجة وقود نووي مستهلك مما يسمح لها بصنع نحو ست قنابل ذرية ولكن مازالت هناك شكوك بشأن دقة ادعاءاتها.