برر خبراء امريكيون نشر صور جثتي عدي وقصي ابني الرئيس العراقي السابق صدام حسين وقال ان النشر له ما يبرره ويتمشى مع تقليد قديم يرجع الى ايام الاسكندر الاكبر متناسين الحملة التي قادتها واشنطن ضد نشر بعض صور لجنود امريكيين في الاسر العراقي اثناء الحرب وقول المسئولين الامريكيين بان ذلك يخل باتفاقيات جنيف وبالقيم الصحفية. ونشر ضباط امريكيون في بغداد صورا لجثتي عدي وقصي في المشرحة في محاولة لتبديد شكوك حول مقتلهما في خطوة وصفها وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد بانها قرار صائب تماما. وقال رامسفيلد في بيان صحفي انهما الآن في عداد الموتى. الشعب العراقي كان ينتظر تأكيد ذلك ومن حقه من وجهة نظري الحصول على هذا التأكيد. واتفق مع هذا الرأي خبراء في الاعلام الامريكي جاهزين لتبرير ما يريدون تبريره ان عرض صور الزعماء بعد مقتلهم تقليد يرجع الى وقت الاسكندر الاكبر منذ وفاته عام 323 قبل الميلاد.ونسوا ان الاسكندر الاكبر كان يمثل بجنود العدو وقال بول لفينسون الاستاذ بكلية الصحافة بجامعة فوردام من سمع ليس كمن رأى. حين توفي الاسكندر الاكبر في سن صغير 33 عاما وضعوا جثمانه في العسل وعرضوه في نعش زجاجي وحافظوا عليه لاطول مدة ممكنه حتى يتمكن الناس من القاء نظرة عليه. وطوال سنوات ظلت تنشر صور الشخصيات البارزة بعد موتها كدليل دامغ على انها فارقت الحياة من جيسي جيمس رجل العصابات الشهير للدكتاتور الايطالي بينيتو موسوليني للثوري الكوبي تشيه جيفارا لرجل رومانيا القوي نيكولاي تشاوشيسكو. وقال جون بيكر مدير تحرير اديتور اند بابليشر نشر الصور امر مقبول لان العراقيين يريدون ان يقتنعوا بان هذا حدث فعلا وانهما ماتا. لكن افتتاحية صحيفة فرانكفورتر روندشاو امس وهي صحيفة المانية مستقلة انتقدت نشر صور عدي وقصي.وقالت الصحيفة نتحدث هنا عن الكرامة الانسانية. بغض النظر عن الجرائم التي اتهم عدي وقصي بارتكابها الا ان عرض الصور يمثل انتهاكا للمباديء الاساسية للعالم المتحضر. وقالت متحدثة باسم منظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان في نيويورك ان الصور لا تشكل انتهاكا لمعاهدة جنيف التي تحظر استغلال اسرى الحرب لاثارة الفضول نظرا لان ابني صدام قتلا بالفعل. وقال بوب ستيل وهو خبير في الاخلاقيات الصحفية بمعهد بوينتر بلفوريدا ان هناك هدفا صحفيا مشروعا وراء نشر الصور لكنه صرح ايضا بان نشرها يتعارض ايضا مع اعتراضات ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش السابقة على عرض الاسرى الامريكيين في الحرب العراقية في التلفزيونات العربية. وقال هناك تعارض بل تناقض وربما نفاق حين تؤيد الحكومة بقوة نشر معلومات بعينها ثم تعود بعد ذلك وتحظر بشدة ايضا ملعومات اخرى وتمنع نشرها. اما بيتر باتيا رئيس رابطة رؤساء تحرير الصحف الامريكية فقال ان الصور لها قيمة صحفية وانها تخدم ايضا غرضا سياسيا وهو اظهار ان ادارة بوش احرزت بعض النجاحات في تحقيق اهدافها في العراق. واضاف ارغب ان تكون الادارة منفتحة وواضحة بالنسبة للمعلومات دوما مثلما كانت في هذه الحالة. لكن هذا ليس حال هذه الادارة عادة. وفي موقعها على الانترنت عرضت صحيفة يو.اس.ايه توداي صور جثتي عدي وقصي ومعها تحذير يقول تحذير من المحرر.. الصور مرفقة برسومات توضيحية. واستاء عدد كبير من المترددين على الانترنت من الصور. وكتب احدهم لرويترز يقول الم تتعلموا من... سحل الجنود الامريكيين القتلى في شوارع مقديشو.. وتكررون نفس الخطأ مشيرا الى فيلم بثته وسائل الاعلام في اوائل الستينات لسحل جثة جندي امريكي في شوارع العاصمة الصومالية خلال تدخل عسكري امريكي في البلاد.