(الجوع) ليس مبررا كافيا لكي يثور الناس او يأكلوا بعضهم.. ولكنه قد يطوعهم ويسوقهم في المسار الذي نريد!!! كلمات رددها العديد من الطغاة عبر الأزمنة التي مضت ولكنهم بهذه الكلمات حددوا ساعة موتهم باختيارهم وبألسنتهم وأعمالهم.. وما لبث (الجياع) في هذا العالم ان أكلوا لحوم جلاديهم.. وسحلوهم في الطرقات.. وأخرجوهم من غرف نومهم الى المشانق.. والهاربون منهم لم يجدوا قبورا تؤويهم.. ولا ملاذا آمنا في حياتهم.. يلجأون إليه. تلك صفحات من تاريخ هذا العالم حفلت بالعديد من أسماء الطغاة الذين انتهوا نهاية مفجعة نتيجة لما جنت أيديهم من بطش واستبداد.. وسرقة لخيرات أرضهم وشعوبهم.. ولكن هل اتعظ العديد ممن لوثت ايديهم دماء الابرياء من شعوبهم وهل توقف أولئك الطغاة عن استبدادهم في كثير من بقاع العالم.. وهل توقفت أنهار الدماء والحروب الاهلية في امريكا اللاتينية.. او أفريقيا او آسيا وهل قدر هذه الشعوب المغلوبة على امرها.. ان تواجه الموت كل يوم.. وأطماع الغاصبين والطامحين للوقوف على رؤوس العباد.. وهل أصبح الاستقرار والامان والرفاهية والغنى أمورا محرمة على تلك البلدان التي أنهكتها الحروب والمجاعة والمحن والفتن برغم ما تزخر به من خيرات الأرض.. وهل نحن في حاجة في عالمنا العربي الى أن نستبدل طغاة بطغاة آخرين ومستعمرين ولصوص.. يسرقون خيرات بلداننا أمام أعيننا.. ثم بعد كل هذا.. وقبل كل هذا.. هل يكتفي اولئك المستعمرون والمحتلون بخيرات ارض العراق وبترولها.. أم إنهم يسعون الى احتلال بلدان أخرى ومخططاتهم للسيطرة والجبروت والاحتلال لن تقف عند حد.. وهل هؤلاء الامريكان.. هم المنقذون لشعوب الارض من الظلم والطغيان.. وهل هم صانعو الحرية والسلام وكيف يمكن ان نصدق ذلك ونحن نرى امام اعيننا ما حاق بشعب العراق من بطش واهانة وقتل ونهب وفقر ومرض.. برغم ما تزخر به ارض الرافدين من خيرات عديدة.. العراق الغني وصاحب ثاني احتياطي من البترول في العالم.. اصبح اهله اكثر شعوب الارض بؤسا وفقرا بعد الاحتلال ولا أزيد!!