بدد الرئيس بوش ملايين من الدولارات في قانون الخفض الضريبي للأغنياء الامريكيين.. و رحلته لافريقيا تعطيه الفرصة الممتازة لمطالبته لهؤلاء الأغنياء بأن يتولوا بعض المسئولية عن الحالات الرهيبة التي يعاني منها أفقر مواطني العالم. وطبقا لتقريرحديث لمصلحة الضرائب الأمريكية فإن حوالي اكثر من400 أمريكي من فاحشي الثراء متوسط دخل الواحد منهم 174 مليون دولار حيث وصل مجموع دخولهم 69 بليون دولار عام 2002 هذه المبالغ هي أكثر من الدخول المشتركة ل166 مليون شخص تعيش في 4 من البلادالتي يزورها الرئيس بوش هذا الأسبوع ، وهي نيجيريا والسنغال وأوغندا وبوتسوانا فمن الممكن أن يغير أغنى أغنياء أمريكا مسار التاريخ في إفريقيا 0 وعلى الرئيس بوش أن يحث هؤلاء الأغنياء على المساهمة في هذا التغييروسيكتشف الرئيس بوش في زيارته لافريقيا أن الفقر هناك مسألة حياة او موت بل إنه يعني الموت فبينما يصل متوسط العمر في أمريكا الى77 عاما فى حين يصل متوسط أعمار معظم الافريقيين الى50 عاما ، بل وأقل من 40 عاما في بعض البلاد التي ينتشر فيها مرض الأيدز. التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي سيصابان بالشلل طالما ظلت أوبئة الإيدز والسل والملاريا والأمراض القاتلة خارج السيطرة. الحل اختراق دائرة المرض والقضاء عليه ممايساعد في ارتفاع الانتاج وتوفير فرص تعليم أفضل مما يعنى زيادة فى الصحة والرخاء. حتى الأن فإن الدول الغنية والولاياتالمتحدة لا تقدم عونا لمشاكل الفقر في إفريقيا 0بينما طبقا لمنظمة الصحة العالمية فإن الإنفاق العام على الرعاية الصحية في أمريكا سنويا يصل الى ألفي دولار للفرد الواحد.. بينما تصل الرعاية الصحية في إفريقيا الى10 دولارات لكل شخص في السنة وهو مبلغ ليس كافيا لبقاء السكان على قيد الحياة ولكن لا يوجد سبيل لزيادة هذا المبلغ في بلاد يصل متوسط دخل المواطن فيه أقل من دولار في اليوم الواحد ، وما على حكوماتها المجهدة من ديون يجب أن تردها للدول الغنية بدلا من المساعدة في مكافحة المرض والموت. وكانت لجنة من منظمة الصحة العالمية للاقتصاد قد توصلت منذ عامين لنتيجة رائعة مفادها إنه إذا ساهمت البلاد الغنية بمبلغ 25 بليون دولار في السنة فإن هذه الاستثمارات ستزيد من منع المرض وتوفير العلاج. هذه التوصية من الممكن ان تمنع وفيات 8 مليون شخص يموتون سنويا في افريقيا.. وسيكون نصيب الولاياتالمتحدة من هذه المساهمات حوالي 8 بليون دولار. وبينما كان من الممكن ان يغير 400 من أغنياء الولاياتالمتحدة تاريخ أفريقيا والذين كانوا يدفعون 30% من دخولهم كضرائب ، فإن الخفض الضريبي لبوش خفض هذه النسبة الى 18% ، ومع الفرض أن نسبة الضريبة بقت كما هي من هؤلاء الأثرياء والتي كانت تصل الى 7 بليون دولار مما يدفع عن الولاياتالمتحدة معظم حصتها في المساعدات لافريقيا التي يفترض أن تساهم في مجهودات الرعاية الصحية العالمية حيث تستطع هذه الاموال أن توجه للصندوق العالمي لمحاربة الايدز والسل والملارياوعلى الرئيس الأمريكي جورج بوش أن يشجع هؤلاء الأثرياء ليسيروا في هذا الاتجاه خاصة بيل جيتس.. إن عالمنا الآن معطل.. فما الذي يعنيه امتلاك 400 شخصا في الولاياتالمتحدة اكثر من دخول 166 مليون مواطن افريقي.. إن الملايين يموتون من الفقر وينبغي أن تفتح رحلة بوش لإفريقيا العيون على هذه الحقائق ، وأن تساعد في رفع لألم والمعاناة عن العالم.