يبدأ يوم الثلاثاء المقبل الاجتماع التشاوري لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض وهو اجتماع هام حيث تعصف بالدول العربية احتجاجات شعبية هائلة وهناك أولويات عربية جديدة تتشكل وتمثل تحديات مستقبلية كذلك تشهد منطقة الخليج سعارا في التدخل السافر لإيران من خلال تأجيج الطائفية في دول المنطقة بالإضافة إلى الملف الطارئ الذي بدأ يتشكل وهو تغيير نمط العلاقة بين الدول الغربية وما يدور من صراعات داخل الدول العربية حيث تؤسس إلى قاعدة ربما في تدخل الدول الكبرى في الشؤون الداخلية العربية. ملفات كبيرة ومهمة تطرح على طاولة الاجتماع للتشاور ورسم ملامح العمل الخليجي المشترك حيث أثبت مجلس التعاون أنه قوة فاعلة قادرة على حماية مصالح دوله وضمان أمن واستقرار شعوبه والوقوف بوجه الأخطار المحيطة به ولعل الشرور التي أريدت بإحدى دوله وهي البحرين تثبت قدرته على التصدي وإحباط المؤامرات. على مفترق الطرق من التحولات في الشرق الأوسط يبقى للكيانات الإقليمية المؤسسة على وحدة المصالح والمصير المشترك مثل مجلس التعاون أهمية كبرى في قيادة العمل السياسي والدبلوماسي وملء أي فراغ سياسي يحدث نتيجة انهيار النظام العربي والحصافة التي يتمتع بها قادة المجلس في إدارة دفة الشعب الخليجي هي ما أعطت وزنا في الاستقطابات الإقليمية والدولية وإذا كانت أهداف المجلس محددة ومعروفة للجميع وأنها لا تتعدى ضمان أمن واستقرار الخليج وقطع الأيدي التي تحاول التدخل في شؤونه كذلك خلق موقف عربي موحد من القضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية. بالتأكيد سيجد قادة دول المجلس في اجتماعهم التشاوري فرصة سانحة للتأكيد على الثوابت التي أنشئ من أجلها ورفض التدخلات الاجنبية وتفعيل القرارات المشتركة الاقتصادية والعسكرية والسياسية لأن وحدة دوله في المجال السياسي والاقتصادي جاءت بنتائج مثمرة نراها الآن واضحة في ظرفنا العربي الدقيق مما يؤسس لنموذج عمل عربي مشترك نتمنى أن يكون على غرار العمل الخليجي الموحد لأن الأخطار والعواصف لا تؤمن فهناك من يتلاعب بها وينفخ في نارها ولا حل سوى بالتوحد والتعاضد وضمان مصالح الجميع وعدم ترك الأحداث والأجندات دون التأثير فيها وإعادة تصويب الخلل وتوجيه دفة السفينة لبر الأمان في زمن غدار لا تعرف الأعداء إلا حين تحين فرص الغدر وهو ما أحبطه قادة وزعماء المجلس بحصافتهم وبعدهم السياسي العميق.