أجمع عدد المسؤوليين العرب على أهمية القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون في الرياض، لافتين في تصريحات ل«عكاظ» إن التحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة تستدعي مواجهتها عبر الانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد الخليجي. فمن جهته قال السفير محمد صبيح مساعد الأمين العام للجامعة العربية إن القمة التشاورية تعقد في ظل ظروف سياسية وأمنية واقتصادية مثيرة للقلق في العالم العربي وتلقي بظلالها وتأثيراتها على الخليج. وأضاف أن أهمية القمة تكمن في ضرورة الإسراع في الانتقال من أطر التعاون إلى التكامل بمفهومه الشامل، وهو ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين بحكمته السياسية التي تقوده إلى قراءة التحديات الآنية والمستقبلية. ورأى أن مجلس التعاون نجح في السنوات الماضية في تحقيق العديد من المنجزات التنموية، لكن العمل المشترك لدول المجلس لا يزال يجتاح للعديد من جهود التكامل حتى يلبي احتياجات المواطن الخليجي وفي مقدمتها تحقيق الوحدة الخليجية. من جهته قال الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق والمرشح لرئاسة في انتخابات الرئاسة المصرية، أن المملكة تشكل عاملا رئيسيا للاستقرار والاتزان في المنطقة العربية التي تعصف بها متغيرات ما يعرف ب«الربيع العربي». وتابع أن هذه المتغيرات خلقت حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة، وتتطلب دراسة مستفيضة من قادة الخليج للوصول إلى الاتحاد الخليجي. ورأى أن قلق دول مجلس التعاون من التدخلات الإيرانية في شؤون منطقة الخليج يستدعي مواجهة تلك التدخلات بالانتقال من التعاون إلى التكامل الخليجي الشامل في جميع المجالات. وقال إن تقوية المركز الاقتصادي لدول المجلس في عالم تسيطر فيه لغة المال والاقتصاد يستلزم الإسراع في خطوات تنفيذ الوحدة النقدية ودفع عمليات التنمية الشاملة عبر مشروعات استراتيجية عملاقة بين دول المجلس. من ناحيته اعتبر الدكتور علي لطفي رئيس وزراء مصر الأسبق والخبير الاقتصادي، أن اللقاء التشاوري يكتسب أهمية كبرى، أولا من انعقاده في الرياض مركز الثقل السياسي في المنطقة وثانيا من التحديات الناجمة عن تأثيرات عدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة. وقال إن المخاطر والتحديات الإقليمية تفرض على قادة مجلس التعاون وضع استراتيجية سياسية موحدة، وبنية تشريعية وقانونية تمهد الطريق لتحقيق التكامل الشامل الذي يقود إلى تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية التي تلبي تطلعات الشعوب الخليجية.