من الممكن ان تتزوج في الهند وأنت في سن الخامسة، وربما لا تستطيع ذلك وانت في ريعان الشباب وقد يتم حجزك للزواج والتكفل بجميع نفقاتك منذ ولادتك حتى تصبح شابا يافعا والويل لمن لا تسدد مهرها حتى وان استمر زواجها سنوات. وحسب العادات والتقاليد فان الرجل يدفع المهر لعروسه الا ان واقع الحال مختلف تماما في الهند لان الفتاة هي التي تدفع المهر للزوج والاغرب من ذلك ان هناك عائلات تحجز الصبي منذ ولادته لتزويجه من ابنتها. وطقوس الزواج في المجتمع الهندي تختلف من القرى الى المدن والولايات وحسب العادات والتقاليد والاعراف والديانات والفكر والطبقات فلكل منهم طقوسه المعينة في الزواج الا انهم يجتمعون على شيء واحد وهو دفع المرأة مهر عريسها وهو ما يعرف هنا باسم (دوري). وفي المجتمع الهندي فان المرأة ملزمة بدفع كامل مهرها إلا أن هناك بعض العائلات توافق على تأجيل باقي المهر وان يتم تسديده في وقت لاحق ولكن يجب ان يسدد حتى وان استمر الزواج سنوات فعليها ان تدفع جميع المستحقات المترتبة للزوج والا فالويل كل الويل إذا لم تلتزم بدفعها فيما بعد. وهناك عائلات تقوم بحجز الولد منذ ولادته للزواج من ابنتها حيث تقوم بالتكفل بجميع نفقاته حتى إكمال دراسته وتأمين مستقبله فقط لكي يتزوج ابنتهم وقالت أستاذة الاجتماع بجامعة دلهي مالا دهميجا ان الزواج في الهند يمر بعدة مراحل أهمها الاتفاق على المهر مضيفة انه في حال ما اذا تم الاتفاق فان باقي الأمور تكون ثانوية، واضافت ان هنالك الكثير من الزيجات لم يكتب لها النجاح بسبب عدم اتفاق العائلات على المهر حيث تبالغ بعضها بطلب مهور مرتفعة جدا من الزوجة التي تكون هي او عائلتها غير قادرين على توفيرها، وقالت ان الزواج يعرف في الهند بانه (مهرجان الاعين) حيث ترى العين ما لا تراه يوميا من زينة والوان في الوقت الذي يرتدي فيه العروسان والضيوف ابهى الملابس الملونة وهي من الحرير ومصنوعة خصيصا لتلك المناسبات.. وقالت ان احتفالات الاعراس في الهند تستمر يوما ونصف اليوم كما انها تعتبر قبل كل شيء مناسبة دينية يحضرها الاقارب والاصدقاء وعلى اهل الزوجة التكفل بجميع نفقاتها. وعن الكيفية التي تحدث فيها الخطبة والاتفاق على الزواج قالت دهميجا ان الفتاة الراغبة في الزواج من شخص ما تقوم بزيارته في منزله فان حدث واعجب بها فانه يعلن عن موافقته عليها في الوقت الذي قد تجيب فيه الفتاة وعائلتها بالرفض او القبول. وأضافت انه اذا اتفق الطرفان على الزواج فان العائلتين تجتمعان لمناقشة التفاصيل حيث يفرض على الفتاة التكفل بجميع متطلباته بدءا بالمهر وتحديد الوقت المناسب للاحتفال وتوفير صالة الاحتفال والمصروفات الأخرى، وذكرت ان السن التي يتم فيها الزواج تختلف من منطقة الى أخرى مضيفة ان هناك بعض القبائل الصغيرة في ولاية راجستان شمال الهند تعتبر سن الخامسة هو العمر المناسب لزواج أبنائها. وقالت انه في الوقت الذي توجد فيه عائلات تزوج أبناءها في سن صغيرة هناك عائلات اخرى ترفض هذا النوع من الزواج وبينت ان المجتمع الهندي منقسم الى جزءين شمالي وجنوبي حيث تختلف العادات والتقاليد بين هذه المجتمعات مضيفة ان الأسر الشمالية تفضل ان يكون الزوج من خارج الأسرة اما في المناطق الجنوبية فان الأسر تفضل زواج تربطه صلة الدم والقرابة.. وأضافت ان هناك ظاهرة أخرى متفشية في مناطق وسط الهند بولاية ماديا براديش وهي ظاهرة (التبادل) بحيث يزوج كل شخص أخته للشخص الآخر أما في جنوبالهند فإن الوضع مختلف تماما فقد يسمح للعم والخال ان يتزوج من ابنة اخيه او اخته وبخاصة الابنة الكبرى حيث تؤمن تلك العائلات بمبدأ ان الفتاة لن تحمل اسما غير اسم عائلتها التي ولدت بها. وقالت دهميجا ان ظواهر أخرى تفشت في الهند مثل زواج الحب الا انه اصطدم كذلك بعقبة المهر مضيفة أن هناك ظاهرة بدأت بالانتشار منذ مطلع عام 1990 وهي الزواج عن طريق الصور او ما يعرف (بالخاطبات) حيث تقوم الأسرة بتوزيع صورة ابنتها على العائلات عن طريقها أو أصدقائها على الأسر التي بها شباب. وذكرت ان العادات والتقاليد فرضت على أسرة الفتاة بمختلف ولايات ومناطق الهند أن تدفع المهر لزوجها ويكون في اغلب الأحيان أموالا سائلة تسلم لعائلة العريس إضافة الى الهدايا كالذهب والأدوات والمنزل. وأضافت انه في بدايات القرن ال 20 كان المهر الذي تفرضه عائلة الزوج على الزوجة مرتفعا جدا وفي بعض الأحيان يصر أهل الزوج على الحصول كذلك على تعويضات لابنهم لاكمال دراساته العليا وتأمين ما يضمن مستقبله وشراء سيارة أو دراجة بخارية للزوج، إلا أن قيمة المهر تنخفض بالنسبة للعائلات الفقيرة.. وبالرغم من ظهور قوانين مناهضة ل(دوري) فان تلك القوانين تم تجاهلها في المجتمع الهندي.