استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني أمس في ديوان سموه بمحافظة الطائف فضيلة رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح محمد اللحيدان وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ والمشاركين في ندوة الصلح والتحكيم التي تنظمها وزارة العدل ممثلة برئاسة محاكم محافظة الطائف واختتم أعمالها أمس. وألقى فضيلة رئيس محاكم الطائف الشيخ عبدالاله عبدالعزيز آل فريان فى بداية الاستقبال كلمة بين يدي سمو ولي العهد عبر فيها عن شكر المشاركين في الندوة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على استقباله لهم. وأوضح ان الندوة تتناول موضوعي الصلح والتحكيم.. مشيرا إلى انهما موضوعان قضائيان يراد ضبط قواعدهما وتنظيم إجراءاتهما وتوسيع البحث فيهما للتخفيف عن المحاكم وحفظ المودة بين المتخاصمين ومحاولة الوصول إلى الحق عن طريق الاتفاق فيما بين الخصمين. وقال فضيلته: ان هذه الدولة بحمدالله قامت على الدعوة وتحكيم شريعة الاسلام بين الناس فى هذا البلد المبارك.. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يديم علينا هذه النعمة وان يثبتكم وايانا عليها. وأفاد ان المشاركين في الندوة هذا العام من داخل المملكة هم من وزارة العدل وديوان المظالم ووزارة التجارة ومن الجهات المختصة إضافة إلى مشاركة خارجية من جمهورية مصر العربية ومن دولة الكويت. وبين فضيلة رئيس محاكم الطائف ان الهدف من الندوة هو التقاء المختصين والمعنيين وتوسيع الدائرة فيما يتعلق بالصلح والتحكيم لان لها أثرا عظيما على التنازع ولان التجارة الداخلية تتأثر تأثرا كبيرا اذا طال امد نظر القضايا والبت فيها.. مؤكدا ان الصلح والتحكيم مسلكان شرعيان يحث عليهما ديننا الحنيف. ثم ارتجل صاحب السمو الملكى الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطنى الكلمة التالية: "بسم الله الرحمن الرحيم .. أشكركم وأتمنى لكم التوفيق ، وهذا المرفق مرفق هام ، يهم كل مسلم ومسلمة وما من شك الصلح والتسامح والالفة ميزة ولله الحمد. وما من شك أنتم عدول . والاسلام ما هو الا اخلاص ووفاء . وثانى شئ تحكيم الشريعة المحمدية وثالثا الاخلاق والصدق فوق كل شئ .لان كل انسان ما عنده مصداقية لا شئ . حتى الدول .. الدول الكبرى اذا ما كان لها مصداقية لا شئ . الاسلام ولله الحمد مصداقيته وافية ومغطية على جميع الاديان ويهمنا فى هذا الوقت بحضور الشيخ صالح وأنتم جميعا القضاء .. القضاء يا اخوان أهم شئ .. أهم شئ .. لانه فى رقابكم وأعناقكم مسؤولية كبيرة .. كبيرة. وأنا اسمع ولا أصدق وان شاء الله لا يكون صحيحا وجود بعض الحيف أو الرغبة أو الهوى .. لان هذا ما يجوز أبدا أبدا فوراءكم يوم عسير.. وراءكم يوم عسير تحاكمون فيه على كل شعرة. وفى نفس الوقت خدمة دينكم.. كلكم يا أبناء الاسلام واجب عليكم أن تخدموا الاسلام بكل اخلاص وعقيدة وشفافية .. وأقول ان الغلو نهى عنه الرب عز وجل. نحن أبناء الاسلام سيرة محمد صلى الله عليه وسلم قدوة لنا يا اخوان .. قدوة لنا لا نريد عليها زيادة أبدا أبدا .. لا يوجد فينا أحد أطهر من محمد .. ولا يوجد أحد أوفى من محمد سيدنا ونبينا صلى الله عليه وسلم. يا اخوان دعونا على سيرة أفضل الخلق .. أما الزيادة التى يريد كل واحد أن يضعها من خاطره أو اجتهاده فلا نريدها ونحن بشر نخطئ . لكن سيرة أفضل الخلق هى ما نريده ونتمناه . ونأمل منكم يا اخوان ألا تزيدوا على سيرة محمد لان فى أعناقكم مسؤولية تسألون عنها يوما ما .. تسألون عن كل شاردة وواردة .. اتقوا ربكم فى عقيدتكم وفى من ولاكم الله الحكم بينهم بالشريعة المحمدية .. وأتمنى لكم التوفيق. وان شاء الله أن كل ما نسمع عن وجود بعض الحيف ليس واردا ان شاء الله .. ولكن أنتم تعرفون أن الاحكام لابد أن يكون فيها طرف راض وآخر لا .. وهذا شئ مفهوم. ولكن أوصيكم بتقوى الله ومخافته وتحكيمكم تحكيما عادلا ووافيا .. لان الشريعة المحمدية هى أساس الاسلام ولا نحيد عنها أبدا أبدا .. لا أهواء ولا اغراء ولا أوامر ولا شئ اخر مهما كان الا أمر الله فوق كل شئ .. وأتمنى لكم التوفيق والنجاح وأدعو الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه لخدمة ديننا ووطننا .. وشكرا لكم ". بعد ذلك تحدث فضيلة رئيس مجلس القضاء الاعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان داعيا الله أن يجزى سمو ولى العهد خيرا وأن يثبته ويثبت الجميع على قول الحق. وقال "نحن الآن مثل البقعة الخضراء فى الدنيا كلها .. أينما اتجه الانسان وجد الدنيا غبراء فى العقيدة والاخلاق وتحكيم الشرع وحتى العبادة .. لا توجد حرية للعبادة فى كل مكان الا فى هذه البلاد ولله الحمد .. وهذا من فضل الله علينا وعلى دولتنا وعلى ولاة أمرنا .. فنسأل الله أن يثبتهم وينصرهم بالحق". ويستقبل المبعوث الكندي