استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الديوان الملكي بقصر اليمامة أمس الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للسعوديةورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء والشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء وأصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء وأعضاء المجلس الأعلى للقضاء وفضيلة رئيس المحكمة العليا وأعضاء المحكمة ورئيس المحكمة الإدارية العليا وأعضاء مجلس القضاء الإداري في ديوان المظالم ورؤساء محاكم الاستئناف الذين شملتهم الأوامر الملكية الكريمة بتعيينهم في مناصبهم الجديدة. وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من الذكر الحكيم مع شرحها وتفسيرها، ثم تشرف الجميع بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. عقب ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم إخواني العلماء.. أحييكم بتحية الإسلام. إخواني.. أنتم الآن والحمد لله في الموقف الذي أراده الرب عز وجل لخدمة العقيدة، وخدمة الإنسان والأخلاق الإسلامية العربية. أتمنى لكم التوفيق، وأحب أن أذكركم أن موقفكم الآن موقف عظيم يقدره لكم إخوانكم شعب المملكة العربية السعودية، ويطلب منكم أن تكونوا إن شاء الله عند حسن الظن فيكم. يا إخوان.. أنصحكم ونفسي بتقوى الله فوق كل شيء، وأوصيكم بخدمة العقيدة، وأوصيكم بألا تأخذكم في الحق لومة لائم، الحق فوق كل شيء.. أرجوكم أن تبذلوا قصارى طاقتكم، وأوصيكم.. أهينوا النفس والشيطان لأنهما أماران بالسوء.. وليس لدي أكثر مما أقوله لكم، تقوى الله، وإصلاح ذات البين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدر المستطاع، وأن تعملوا إرضاء لربكم فوق كل شيء وخدمة لدينكم ووطنكم. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم. إثر ذلك ألقى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة حمد الله في بدايتها أن جعل هذا البلد المبارك قائما على العقيدة السليمة، على تحكيم كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ونوه بالصلة القوية والارتباط الوثيق بين قادة المملكة وعلمائها وقال: “هذه الوصايا منكم بارك الله فيكم وصايا عظيمة، أولا تقوى الله، وهي وصية الأولين والآخرين: (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) فأول وصية أوصى الله بها الخلق كلهم هي تقوى الله جل وعلا في السر والعلانية بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه. ثم وصيتكم الثانية بخدمة هذه العقيدة والدفاع عنها، ولا شك أنها من عظيم المهمات، فإن العقيدة خدمت ودوفع عنها وحميت من كل ما يكدر صفوها، فالأمة بخير وعافية. ثم وصيتكم الثالثة بالأمر المعروف والنهي عن المنكر، وهذه من خلق الأمة المحمدية (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر). ثم وصيتكم بألا تأخذ العلماء في الحق لومة لائم وهذا كله من توفيق الله لكم، وحرصكم على الخير وشد أزر العلماء وقوتهم في دين الله. وأضاف قائلا: “إن العلماء يشكرون لكم هذه النصيحة الطيبة، وهذا التوجيه الكريم ويسألون الله لكم التوفيق والسداد والبركة في العمر والعمل وأن يديم على هذه البلاد نعمة الدين والأمن والاستقرار، وأن يعيذنا من شر أنفسنا والشيطان”. وقال المفتي: “ما دمنا متمسكين بهذا الدين وما دام العلماء ملتفين حول القيادة، وما دامت القيادة مع العلماء والتشاور بينهم والالتقاء بهم دائما فهذه علامة خير وتوفيق إن شاء الله”. ثم عقب خادم الحرمين، مشيرا إلى ما تتصف به العقيدة الإسلامية من أخلاق وإنصاف وعدل وحق وقال: “الآن يقال إن أكثر أمة في العالم هي الأمة الإسلامية وهذه نعمة”. وأشار الملك إلى الأعمال المشينة التي قام بها بعض أبناء السعودية في حق الإسلام وقال: “ما نقول إلا حسبنا الله عليهم وعلى من حداهم على هذه الأمور كلها من أبنائنا وعملوا هذه الأعمال المشينة في حق الإسلام أدعو الله لهم بالهداية وأن يكفينا شرهم. والإسلام يا إخواني ما غيره شيء.. الإسلام حق وهؤلاء دنسوا سمعة الإسلام، ولكن ولله الحمد أبشركم أن الناس هذه الأيام عرفوا الإسلام وعرفوا أن قلوبكم بيضاء تعملون على إرشاد الناس إلى الصحيح، وأبشركم أن الإسلام إن شاء الله عزيز، وكل يوم أعز من اليوم السابق بإرادة الله أولا ثم أبناء الإسلام الخيرين”. حضر الاستقبال الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري مستشار خادم الحرمين الشريفين.