وفاة والد الأستاذ سهم الدعجاني    نفاذ تذاكر "كلاسيكو" الاتحاد والنصر    «فار مكسور»    طبيب يواجه السجن 582 عاماً    مطربة «مغمورة» تستعين بعصابة لخطف زوجها!    بسبب المخدرات .. نجوم خلف قضبان السجن!    مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يوقع عددًا من مذكرات التفاهم    التشكيلي الخزمري: وصلت لما أصبو إليه وأتعمد الرمزية لتعميق الفكرة    الملحم يعيد المعارك الأدبية بمهاجمة «حياة القصيبي في الإدارة»    تقدمهم عدد من الأمراء ونوابهم.. المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء بالمناطق كافة    «كورونا» يُحارب السرطان.. أبحاث تكشف علاجاً واعداً    ساعتك البيولوجية.. كيف يتأقلم جسمك مع تغير الوقت؟    الرياض يتغلّب على الفتح بثنائية في دوري روشن للمحترفين    «مبادرات التحول الاقتصادي».. تثري سوق العمل    في عهد الرؤية.. المرأة السعودية تأخذ نصيبها من التنمية    «قمة الكويت».. الوحدة والنهضة    مملكة العطاء تكافح الفقر عالمياً    هل يمكن للبشر ترجمة لغة غريبة؟ فهم الذكاء الاصطناعي هو المفتاح    مرآة السماء    ذوو الاحتياجات الخاصة    اكتشافات النفط والغاز عززت موثوقية إمدادات المملكة لاستقرار الاقتصاد العالمي    الاتحاد السعودي للملاحة الشراعية يستضيف سباق تحدي اليخوت العالمي    انطباع نقدي لقصيدة «بعد حيِّي» للشاعرة منى البدراني    عبدالرحمن الربيعي.. الإتقان والأمانة    رواد التلفزيون السعودي.. ذكرى خالدة    روضة الآمال    قيمة الهلال السوقية ضعف قيمة الأندية العربية المشاركة في المونديال    المغرد الهلالي محمد العبدالله: لا مكان لنيمار والمترو الأفضل وحلمي رئاسة «الزعيم»    هيئة الترفيه وأحداثها الرياضية.. والقوة الناعمة    فصل التوائم.. البداية والمسيرة    «متلازمة الغروب» لدى كبار السن    نائب وزير الموارد البشرية يزور فرع الوزارة والغرفة التجارية بالمدينه المنورة    الاستدامة المالية    رسائل «أوريشنيك» الفرط صوتية    وكالة الطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسيع تخصيب اليورانيوم بمنشأتي نطنز وفوردو    "راديو مدل بيست" توسع نطاق بثها وتصل إلى أبها    إنصاف الهيئات الدولية للمسلمين وقاية من الإرهاب    بالله نحسدك على ايش؟!    عريس الجخّ    كابوس نيشيمورا !    لولو تعزز حضورها في السعودية وتفتتح هايبرماركت جديداً في الفاخرية بالدمام    «COP16».. رؤية عالمية لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي    حملة توعوية بجدة عن التهاب المفاصل الفقارية المحوري    مفتي عام المملكة ونائبه يستقبلان مدير فرع الرئاسة بمنطقة جازان    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    برنامج مفتوح لضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة "بتلفريك الهدا"    رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يعقد اللقاء السابع عشر    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الدورة ال 162 للمجلس الوزاري التحضيري للمجلس الأعلى الخليجي    بالتضرع والإيمان: المسلمون يؤدون صلاة الاستسقاء طلبًا للغيث والرحمة بالمسجد النبوي    الدكتور عبدالله الوصالي يكشف سر فوزه ب قرص الدواء    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك فهد أبلغني بتعييني وزيراً وتوقيعي للشيكات أفقدني الإثارة
محمد أبا الخيل يعود للوزارة ليروي تجربته
نشر في اليوم يوم 11 - 07 - 2003

محمد أبا الخيل اسم عرف في أسواق المال والأعمال والبورصات العالمية ردحاً من الزمان اسم لا يحتاج الكثير من التعريف صاحب تجربة تبوأ العديد من المناصب وأهمها الثقة الكبيرة بتعيينه وزيرا للمالية بالمملكة وقد شهدت سنوات عمله الطويلة نجاحات ضخمة في المجالين الاقتصادي والتجاري. هو ضيفنا في "هذه تجربتي" سيتحدث فيها محمد أبا الخيل عن البدايات المبكرة حيث النشأة الأولى والطفولة والشباب يتحدث عن الوظيفة التي ترقى في سلمها حتى بلغ أعلى مراتب وزارة المالية..كما تناول الحوار العديد من القضايا الاقتصادية والتجارية وأسرار تلك المرحلة، وفي حياة ضيفنا جملة من المواقف والأحداث التي لا ننكر تهرب ضيفنا من أجابات بعض الأسئلة وأجاب بدبلوماسية على أخرى ولكنه يبقى صاحب تجربة مميزة فإلى الحوار:
البدايات العملية
اليوم:كيف كانت بدايتكم العملية ومن هم زملاء الدراسة في ذلك الوقت.. وهل مازال التواصل مستمرا معهم؟
= زملاء الدراسة هم أصدقاء اليوم لأن زمالة الدراسة خصوصاً إذا كانت مصحوبة بالمعيشة معاً في الأقسام الداخلية تكون في العادة أقوى وأدوم حيث كان للحكومة آنذاك مبنى لسكن المبتعثين للجامعات المصرية في القاهرة وكان يسكن فيه في الوقت الذي كنت فيه حوالي سبعين طالبا تقريباً منهم المبتدئ في السنة الأولى ومنهم من هو على وشك التخرج وقد تكونت نتيجة المعيشة والأكل والمذاكرة معاً صلة لا تنسى حتى اليوم بين من سكنوا في ذلك المبنى لفترات قصيرة أو طويلة على اختلاف مجالات دراستهم آنذاك واختلاف مجالات عملهم ومسكنهم بعد ذلك. أعتقد أن السكن في الأقسام الداخلية في بداية سن الشباب هو مدرسة بحد ذاته وأكثر ما يتعلمه الإنسان في المعيشة بالأقسام الداخلية هو الاعتماد على النفس في تدبير أموره والمعيشة والتعامل مع الآخرين والمشاركة معهم على أسس متعادلة.. حبذا لو توسع مجتمعنا في قبول سكن ابنائهم في الأقسام الداخلية.
الوظيفة الأولى
اليوم/ هل تذكر أول وظيفة باشرت بها وكم كنت تتقاضى من راتب؟
= أول وظيفة هي مساعد مدير مكتب وزير المواصلات براتب قدره تسعمائه وثلاثون ريالا حسب الكادر القديم وكان المتخرجون من الجامعة الذين يلتحقون بالعمل الحكومي آنذاك يعينون بهذا الراتب الذي كان مجزياً آنذاك ولذلك فقد كنت وأمثالي أيضاً نوفر منه في آخر الشهر ربما حوالي النصف، وبسبب ابتعاث مدير المكتب للدراسة في الخارج آنذاك فقد توليت إدارة المكتب بعد شهر أو شهرين من بدء العمل.
العمل بالمواصلات
اليوم/ كم عاماً عملت في وزارة المواصلات؟
= عملت في وزارة المواصلات حوالي خمس سنوات.
تنقل المسؤوليات
اليوم/ كيف تنقلت بين عدد من المسؤوليات الرسمية والخاصة؟
= أعتقد أنني أكثر أو من أكثر المسؤولين الحكوميين الذي تدرجوا في المسؤولية خطوة بعد خطوة مدير عام ثم وكيل وزارة ثم نائب وزير ثم وزير دولة وعضو مجلس الوزراء ثم وزيرا.. خدمت حوالي أربعين سنة أغلبها في وزارة المالية التي تقاعدت بعد العمل بها أكثر من ثلاثين سنة متصلة.
دخول الوزارة
اليوم/ هل تذكر أول يوم دخلت فيه لوزارة المالية ومن استقبلك في ذلك الوقت؟
= كنت قبل دخولي المالية مديراً لمعهد الإدارة الذي كان مقره ضمن مباني وزارة المالية ومرتبط بالوزير لذلك لم يكن انتقالي جديداً تماماً ومع ذلك فقد كنت متهيبا بعض الشيء ومما جعلني كذلك هو أن الوالد رحمه الله كان متردداً بعض الشيء عندما أخبرته لأنه كان يعتقد أن العمل في شئون المال قد يحمل ذمة الإنسان شيئا لا يريده سواء عرف عن ذلك أو لم يعرف ولكنه لم يحسم رأيه وترك لي الخيار، ولكن التردد زال بعد فترة.
شيكات الاثارة
اليوم/ هل تذكر أكبر شيك وقعته أثناء عملك وزيراً للمالية؟
= ربما كان توقيع الشيكات أمرا مثيرا في البداية ولكنه تحول بسرعة إلى عملية مرهقة وغير مريحة حيث كان توقيع الشيكات يكون من قبل الوزير أو الوكيل فقط وكان يتم يدوياً ومع هذا فإنه كان واجباً يتم مرتين أو ثلاثة يومياً بشكل لا يجوز تأخيره لأن هناك من ينتظر استلام الشيكات بعد توقيعها فوراً وربما كان لك سبب من أسباب الضيق.. أول ما يجب أن يتعلمه المسؤول عن توقيع الشيكات هو أن يعود نفسه على معرفة كل ما في الشيك من نظرة واحدة لا تستغرق أكثر من ثانية ليعرف منها كل محتويات الشيك المبلغ والمستفيد ومجال الصرف ويقرر فوراً بالتوقيع أو التوقف لأن عدد الشيكات التي يجب توقيعها يومياً كبيرا.. على كل حال لم يستمر ذلك طويلاً بعد أن دخل الكمبيوتر وأصبح التوقيع يتم من قبل موظفين مختصين.. لا أتذكر أكبر شيك وقعته وأظنها كانت كثيرة لأن التعود على توقيع الشيكات آنذاك يفقد الإنسان الأثارة التي تجعله يلاحظ ذلك.
الاقتصاد الوطني والعالمي
اليوم/ كيف حال الاقتصاد الوطني.. والاقتصاد العالمي أبان تلك الفترة؟
= حتى منتصف السبيعنات الميلادية قبل ارتفاع الموارد البترولية كانت الأمور محدودة والاقتصاد الوطني بسيط ومشتريات الحكومة ومشاريعها بسيطة أيضاً ولم يكن هناك اهتمام بحال الاقتصاد العالمي، أما بعد ارتفاع الموارد البترولية تغير وجه القطاع الاقتصادي المحلي نفسه بسرعة وسط تيارات الاقتصاد العالمي وأصبح من الضروري متابعة ما يدور في العالم.. بالنسبة للاقتصاد المحلي فقد كان يتوسع يومياً تقريباً وفي المرحلة الأولى كانت أهم مشكلة هي متابعة تأثير تدفق الصرف على إمكانية التنفيذ والأسعار والتضخم وبالنسبة للعالم الخارجي كان اهتمام وزارة المالية ومؤسسة النقد مركز على استثمار الفائض المالي آنذاك بشكل يحفظ قيمته ويدر دخلا إضافيا منه وسط الظروف المالية العالمية الصعبة آنذاك. الاقتصاد العالمي لم يكن في وضع جيد نتيجة الارتفاع المفاجئ في أسعار البترول وأسباب أخرى ولذلك فقد ارتفعت أسعار ما تستورده البلاد من مواد وخدمات وكان هذا عقبة في سبيل الإسراع في التنمية لذلك أصبحت علاقة الاقتصاد السعودي بالعالمي محاطة بالمصاعب من جهة الدفاع عن ارتفاع أسعار صادرات البترول ومن جهة أخرى الشكوى من ارتفاع أسعار ما تستورده البلاد من سلع وخدمات.. لكن أسلوب الاتصالات المستمرة ساعد بعض الشيء.
اختياره وزيراً للمالية
اليوم/ من الذي أخبرك باختيارك وزيراً للمالية؟
= الذي أبلغني هو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله وكان ذلك في الطائف على ما أتذكر.
انتقادات الوزارة
اليوم/ ما أصعب انتقاد وجه لوزارتك آنذاك؟
= فترة التنمية السريعة التي دخلتها البلاد آنذاك استلزمت سرعة في الحركة والقرار وتوزيع الموارد المالية حسب توفر فرصة التنفيذ الفوري بمعنى أنه إذا تبين للحكومة أن مبلغا مخصصا لمشروع في ميزانية جهة حكومية ما لم يتحرك نتيجة ظروف عاقت التنفيذ فإنه يلزم التحرك بسرعة والاستفادة من المبلغ لتنفيذ برنامج أو مشروع آخر جاهز للتنفيذ حتى لو كان في جهة أخرى وهذا لم يكن يرضي كل أحد وقد عانت وزارة المالية آنذاك من الانتقاد لهذه الأسباب.
مقالات صحفية
اليوم/ ما أشهر مقال صحفي كتب حول وزارة المالية؟
= الذي أتذكره هي المقالات الإيجابية فقط!! ويخطر ببالي الآن مقال إيجابي جيد كتبه الأستاذ تركي السديري عن الصندوق العقاري الذي تأثرت به كثيراً.
كتابة المذكرات
اليوم/ متى يكتب أبا الخيل مذكراته؟
= كتابة المذاكرات تكون ممكنة بالنسبة لمن اعتاد على كتابة مذكراته أولاً بأول لذلك فهو يستطيع أن يرجع لها أما أنا فلم أكن أكتب مذكرات لذلك فسيكون من الصعب كتابة مذكرات. لكن بإمكاني كتابة انطباعات وتحليل فترة النشاط الانمائي التي عاشتها المملكة آنذاك وهو ما أفكر به فعلاً.
مستقبل الاستثمار
اليوم/ كيف ترى مستقبل الاستثمار الأجنبي المشترك في المملكة؟
= الاستثمار الأجنبي المهم الذي ينبغي الحرص عليه هو الصناعات البتروكيمائية الرئيسة والفرعية فهي المجال الصناعي الرئيسي للبلاد الذي تملك فيه ميزة تنافسية وتحتاج إلى الاستثمار الأجنبي فيه للحصول على التقنية الفنية في التصنيع والتدريب والبيع في مختلف أنحاء العالم.. وفي هذا القطاع ينبغي أن تأتي المبادرة منا وليس أن ننتظر الاستثمار الأجنبي ليأتي من تلقاء نفسه. علينا أن ندرس ونعد فرص التصنيع في هذا القطاع ونعرضها على الشركات الأجنبية التي تملك التقنية والخبرة التي نحتاجها لتشترك معنا.. أما الصناعات الأخرى وخصوصاً الصناعات الاستهلاكية فليس هناك حاجة في أغلبها إلى المستثمرين من الخارج فالقطاع الخاص السعودي لديه إمكانيات مالية تجعله قادر على ذلك أما حقوق التصنيع فيمكن شرائها بسهولة إذا كانت لازمة.
تخصيص الخدمات
اليوم/ ما رأيكم في تخصيص الخدمات؟
= فيما عدا التعليم والعلاج التي يحسن أن تقدم على أسس غير ربحية لمن لا يستطيع فإن جميع الخدمات الأخرى تقريباً يمكن أن تقدم على أسس ربحية من القطاع الخاص.
اتهام بالمركزية
اليوم/ يتهم معالي الشيخ محمد أبا الخيل بالمركزية فكيف يفسر هذا الاتهام؟
= هذا ليس صحيحاً.. فالعمل كان يسير بموجب قواعد إدارية توضح صلاحيات كل واحد ولكن المشكلة أن القضايا التي تهم الرأي العام وتتكون عنها الانطباعات العامة هي قضايا رئيسية لذلك فإن الظهور الإعلامي بخصوص هذه القضايا يتعلق بالوزير فينشأ لبس في الفهم ولا تنسى أيضاً أن المالية محل تركيز أكثر من غيرها.
المجلس الاقتصادي
اليوم/ كيف تنظرون إلى المجلس الاقتصادي وهل تعتقدون أن بدايته قد تأخرت؟
= يقوم المجلس الاقتصادي واللجنة الوزارية واللجنة الاستشارية التي تتبعه بدور مهم حالياً في تعميق البحث والمناقشة في القضايا الاقتصادية وما يجب تقريره بشأنها.. لكن لا أعتقد أنه تأخر أكثر مما يجب، البلاد أنهت مرحلة ودخلت مرحلة أخرى نتيجة التطور الاقتصادي وتغير أوضاع الموارد البترولية ولذلك فإن طبيعة التحديات وما يجب الاستعداد له بخصوصها اختلفت وبالتالي أصبحت إقامة المجلس الاقتصادي مفيدة, ربما كان هناك بعض التداخل الزمني بين هاتين المرحلتين أدى إلى الشعور بالتأخير كما ذكرت ولكن ذلك بسيط لأن التغير الذي يحصل في الدول من مرحلة إلى أخرى يحدث تدريجياً وبشكل متداخل.
فكرة الصندوق العقاري
اليوم/ كيف نشأت فكرة الصندوق العقاري؟ ولماذا لم تعالجوا كيفية تسديد المواطنين؟
= فكرة الصندوق نوقشت لأول مرة من قبل خادم الحرمين الشريفين عندما كان وزيراً للداخلية ونائب رئيس مجلس الوزراء مع صاحب السمو الأمير مساعد بن عبد الرحمن وزير المالية آنذاك وأعد بها محضرا قصيرا ثم انطلق العمل. أما مسألة التسديد فهي مسألة تخرج عن نطاق مقدرة الصندوق العقاري ولكن كان هناك جهد مستمر في جميع الأوقات وحتى الآن للتغلب عليها.. عندما كانت الموارد المالية متوافرة كانت هناك إمكانية لإضافة موارد جديدة للصندوق ولكن تغير الظروف جعل من الضروري التركيز على التسديد لأن ما يسدده المقترضون هو ما تتم إعادة اقراضه. أعتقد أن إلزام من اقترض من هذا الصندوق الذي يقرض بشروط سهلة وميسرة هو أمر واجب لا يجب أن يتأخر عنه الجميع سواء المقترضين أو الجهات المسؤولة عن المتابعة.
أزمة الموانئ
اليوم/ كيف استطاعت وزارة المالية في ذلك الوقت مواجهة مشكلة أزمة الموانيء والخبز والدقيق والاسكان وغيرها؟
= علاقة وزارة المالية غير مباشرة بمشاكل الموانيء والدقيق وما كان المطلوب منها الإسراع في اعتماد المبالع اللازمة لتوسعة الموانيء لأنها كانت المضيق الذي سبب مشاكل انخفاض المعروض من السلع في الداخل وقد تم ذلك, أما الأسكان فقد واجهته الحكومة أساساًَ بالصندوق العقاري الذي توسع في ظرف فترة قصيرة.
د. السلوم يمتدح
اليوم/ امتدحكم الدكتور ناصر السلوم وزير المواصلات السابق في لقاء مع ( اليوم) وذكر أنكم أخذتم بيده في بداية الطريق؟.. هل كنتم تعملون على مساعدة الشباب بصورة عامة أم تلك حالة خاصة؟
= الدكتور ناصر السلوم جزاه الله خيراً يذكر هذه المسألة بسبب طيب معدنه ولكنها لم تكن سوى حديث شخصي حصل مصادفة معه عندما كان في السنة النهائية في المدرسة الثانوية وعلى وشك الابتعاث للدراسة في الخارج.
مشاريع الوزارات
اليوم/ من الوزير الذي كان يتابع مشاريع وزارته في ذلك الوقت ويلح كثيراً على المالية؟
= الوزارات التي تتطلب طبيعة عملها تنفيذ مشاريع عمرانية كانت شديدة المتابعة دون استثناء ولكن أذكر هنا سمو الأمير سلمان أمير منطقة الرياض الذي كان يتابع مشاريع منطقة الرياض سواء كانت تابعة للبلدية أو تابعة لجهات حكومية أخرى طالماً أنها تقام في منطقة الرياض وكذلك المرحوم محمد عمر توفيق وزير المواصلات السابق الذي كان له رحمه الله أسلوب لطيف في المتابعة التلفونية والشفوية يومياً تقريباً.
مطالبة د. الخويطر
اليوم/ ما قصة مطالبة الدكتور الخويطر وزير المعارف آنذاك وزارة المالية والاقتصاد الوطني باعتماد مشاريع لوزارته. ويقال ان الخويطر كلف بالمالية أثناء اجازتكم ورفض الطلب؟
= القصة أصبحت لكثرة ما تروى مختلفة عن حقيقتها.. أولاً المسألة لم تكن عن مشروع ولكنها كانت عن معاملة عادية والثانية أن هذا أمر طبيعي لأن من يعد مثل هذه الأمور هي الأجهزة المختصة في الوزارتين والوزير ينظر في المسألة ويوافق عليها أو يرفضها وسؤال المعارف لابد وأنه أحيل للجهة المختصة في المالية فاعدت عليه أجابة وجدها الوزير بالإنابة عندما مرت عليه صحيحة فأجازها.. وهي على كل حال تشير إلى دقة الدكتور الخويطر ونظرته للمسؤولية العامة وهو شيء جيد يحمد عليه.
تواصل الزملاء
اليوم/ هل مازال منسوبو الوزارة في تواصل معكم حتى الآن؟
= بالتأكيد.. هذه معيشة عمر من الطبيعي أن تبقى.
عالم المال والأعمال
اليوم/ كيف دخلت إلى عالم المال والأعمال؟
= إذا كنت تقصد رئاستي لمجلس إدارة بنك الرياض لفترة ثلاث سنوات فهي لم تكن دخولا إلى عالم المال ولكنها استجابة لطلب. وبنك الرياض مؤسسة وطنية كبيرة تستحق أن يخدمها كل من يطلب منه ذلك.. أما غير ذلك فإن عملي بشكل رئيسي حالياً هو أنني شريك في شركة استشارية مالية وهذا أمر طبيعي ولكنه لا يجعلني رجل أعمال وهناك استثمارات شخصية محدودة قمت بها بعد تقاعدي وبعد أن أصبح بإمكاني نظاماً المشاركة فيها ولكنها لا تجعل مني عضواً نشطاً في عالم المال والأعمال.
دروس الحياة
اليوم/ ما أول درس تعلمته في الحياة؟
= الدرس الذي تعلمته أن الإنسان إذا تعب على نفسه وأجاد ما يقوم به من أعمال فإن الله يوفقه ويدعم مسعاه وأنه على مدى عمر الإنسان فإنه لا شيء ينتج فعلاً إلا ذلك هذا ما تعلمته ورأيته أمامي في أشخاص كثيرين عملت معهم أو راقبتهم وهم يسيرون في هذه الحياة.
أجيال الأمس واليوم
اليوم/ كيف تقارن بين جيل الأمس وجيل اليوم؟
= استطراداً من الإجابة السابقة فإن المقارنة بين الجيلين من زاوية مقدار الجهد الذي يبذله الفرد في هذه الحياة تكون في صالح جيل الأمس الذي بذل جهداً أكبر مما يبذله جيل الحاضر ولكن ميزة جيل الحاضر الاستفادة من التطور الذي حصل في مجالات التعليم والإمكانيات العلمية والعملية.. ومع ذلك يظل الفرق بين الجهد الذي يبذله الإنسان فيما هو مهيأ أمامه من إمكانيات حسب الزمان والظروف الأخرى.
الكتابة الصحفية
اليوم/ لماذا لم يلجأ محمد أبا الخيل إلى الكتابة الصحفية إلا بعد تركه الوزارة؟
= لم أبدأ الكتابة إلا بعد مرور حوالي ثماني سنوات على تقاعدي. أثناء العمل كان ما أكتبه هو عن العمل ومتطلباته العامة أما بعد ذلك فإن الأمور تأتي بأوقاتها وظروفها. لم أكتب حتى الآن سوى بعض مقالات متباعدة نتيجة متابعة الظروف والأحوال وهي أن شئت جزء من الإجابة عن سؤالك السابق عن المذكرات فما كتبته شيء يشبه الملاحظات التي ظهرت نتيجة ممارسة المسؤولية العامة أي أنها تدخل في نطاق الانطباعات التي أشرت إليها في أجابتي عن سؤالك السابق.
شكر ل "اليوم"
اليوم/ هل تود أن تختم هذا اللقاء بكلمة؟
= أشكر "اليوم" على استضافتها لي وأخذ هذا الجزء المتواضع من تجربتي المتواضعة. وإن شاء الله نلتقي على خير.
يتحدث للمحرر
في مكتبه يوقع احد العقود


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.