حذر محللون عسكريون امريكيون من ان تصاعد الهجمات التي تشبه حرب العصابات ضد القوات الامريكية في العراق قد تضطر واشنطن الى تسليم مهامها الى قوات دولية لحفظ السلام. وقال باحثون بكلية الحرب العسكرية التابعة للجيش الامريكي ان موجة الهجمات التي قتل فيها 29 جنديا أمريكيا منذ ان اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش أنهاء العمليات العسكرية الرئيسية في العراق أول مايو أيار ناجمة فيما يبدو من تفجر المشاعر الوطنية للتصدي للاحتلال الامريكي. وقال أندرو تيريل استاذ الابحاث بمعهد الدراسات الاستراتيجية بكلية الحرب بكارليزل في فلادلفيا اذا بقيت الولاياتالمتحدة هناك لمدة عام اعتبارا من الآن فسيرجع افراد بقاءها لدوافع سيئة وسيجدون فرصة لاثارة المشاكل. ويعتقد تيريل وزميله كونراد كرين الباحث بمعهد التاريخ الحربي ان اعادة بناء العراق هي أكبر عملية من نوعها تقوم بها الولاياتالمتحدة منذ اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وفي تقرير مشترك قبل غزو العراق في مارس اذار نصح تيريل وكرين كبار المسؤولين بهيئة اركان الجيش بأن القوات الامريكية ربما تواجه انتفاضة عامة اذا لم يقل حجمها خلال 12 شهرا. وفي الماضي واجهت القوات البريطانية في العراق بعد الحرب العالمية الاولى انتفاضات قبلية وهجمات مقاومة . واستقر الوضع عام 1921 بعد أن تكبد البريطانيون خسائر بلغت 2000 بين قتيل وجريح. ويقول محللون ان الولاياتالمتحدة يمكن ان تبقى في العراق بشكل او بآخر بين خمس وعشر سنوات وانها قد تواجه مخاطر حقيقية بمجرد ان يدرك العراقيون ان السلطات الامريكية لن تقمع أي ثورة بنفس الاساليب التي كان يتبعها صدام. وقال تيريل وهو ضابط مخابرات سابق بوزارة الدفاع الامريكية هذا يمكن أن يشجعهم. واضاف انه اذا اتسعت الثورة فان دولا قد تمتنع عن المساهمة بقوات لحفظ السلام. وهذا يعني ان الولاياتالمتحدة يجب أن تتحرك سريعا اما باقامة نظام أمني يديره العراقيون او بجلب قوات سلام دولية من بلاد اسلامية مثل باكستان وبنجلادش. وقال كرين الذي يعتقد ان القوات الامريكية لديها عدد قليل جدا من المدنيين والشرطة العسكرية القادرة على القيام بمهام غير قتالية الرسالة التي يجب ان نبعث بها هي.. العالم قادم لتقديم العون. واضاف نحن في حاجة الى المساعدة. ليس فقط بتزويدنا بأعداد اضافية ولكن بوحدات دولية يمكن أن تجلب معها خبرة في هذا الشأن. كما أن الوحدات من الدول الاسلامية يمكن أن تلقى قبولا وتتمتع بوعي ليس لدى القوات الغربية. وطلبت الولاياتالمتحدة من عدة بلاد المساعدة في حفظ السلام ومنها باكستان وبنجلادش والهند. ويعتقد كرين ان الولاياتالمتحدة يمكن ايضا ان تطلب المساعدة من فرنسا وروسيا اللتين عارضتا الحرب الامريكية ضد العراق.قال عملنا معهما من قبل وتوافقنا جيدا معهما. بالطبع هناك عقبات سياسية. لكن بوسعهما تقديم المساعدة. من جهة اخرى اعلن الجيش الاميركي امس الخميس ان ثلاثة جنود اميركيين قتلوا وجرح رابع في هجومين منفصلين في العراق ليل الاربعاء الخميس بينما تعرضت القوات الاميركية لهجمات متعددة بقذائف الهاون والقذائف المضادة للدبابات في عدد من المناطق. وقال المتحدث العسكري الاميركي الجندي نيسي ترنت لوكالة فرانس برس ان هجوما بقذيفة مضادة للدبابات (ار بي جي) استهدف موكبا اميركيا في مدينة تكريت (180 كم شمال بغداد) مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين قرابة الساعة 30.22 (30.18 تغ) الاربعاء. مما ادى الى مقتل جندي وجرح آخر. ولم يذكر تفاصيل اضافية عن هذا الهجوم. وقال السرجنت باتريك كومبتون ان جنديين قتلا في المحمودية جنوب العاصمة لدى تعرضهما لكمين اطلقت خلاله النار عليهما من اسلحة خفيفة. وبذلك يرتفع الى 32 عدد قتلى الجنود الاميركيين في هجمات او معارك منذ الاول من مايو الماضي يوم اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية الاساسية في العراق. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان ثلاث عمليات استخدمت فيها قذائف الهاون والقذائف المضادة للدبابات استهدفت بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس جنودا اميركيين في الفلوجة. من دون ان ترد معلومات عن حصول اصابات.وفي الرمادي (مئة كيلومتر غرب بغداد) وقعت ثلاثة هجمات بقذائف الهاون ليلا لم تسفر عن سقوط ضحايا. واصيبت قاعدة لوجستية قرب بلد (75 كلم شمال بغداد) بقذيفة هاون سقطت عليها مما تسبب باضرار في آلية. وتضاعفت الهجمات على القوات الاميركية في وسط العراق في المناطق الواقعة شمال العاصمة العراقية وغربها. التي تعتبر معقلا للسنة.