اتسم المشهد العسكري بالغموض فيما تتالى الكر والفر في القوات الغازية والقوات المدافعة ، وقال خبراء عسكريون، ان الولاياتالمتحدة قررت استعادة استراتيجية الأرض المحروقة من خلال ما يسمى (قصف السجادة) وذلك للرد على ما تعرضت له خلال ال72 ساعة الماضية من هجمات أثرت على أدائهم في الحرب التي تقوم بها على العراق. وفي الوقت الذي اعترفت فيه القوات الأمريكية ببعض الإحباط جراء حرب الاستنزاف العراقية خاصة أن الجنود الأمريكيين مضى عليهم أكثر من 70 ساعة بدون نوم وأنهكتهم الهجمات المفاجئة وغير المتوقعة.. يحقق الجيش الأمريكي في إصابة 36 جنديا من المارينز عندما أطلقت عليهم قوات صديقة النيران بالقرب من مدينة الناصرية، ويقول شهود ان 6 مدرعات على الأقل دمرت عندما أصيب موقع للقيادة الأمريكية بنيران المدفعية وقذائف الهاون من مواقع أمريكية أخرى.. ويعتقد أن اثنين من المصابين في حالة خطيرة وتواترت انباء مشابهة عن حوادث مماثلة بالقرب من البصرة قالت أنباء ان القتلى والجرحى فيها بالعشرات. وتصل الى الخليج خلال 48 ساعة طلائع فرقة المشاة الرابعة الأكبر تجهيزا واعدادا في الجيش الامريكي بعد مغادرتها أمس قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس وتضم 12 ألف عنصر، حيث سيجدون عتادهم ودباباتهم "ام 1 ابرامز" وآليات القتال "إم 2 برادلي" في انتظارهم، حسبما أعلن الناطق العسكري كيث تومسون. وأعلن الجيش العراقي في بيان مساء أمس انه قتل تسعة افراد من الغزاة سبعة منهم في الناصرية واثنان في الزبير قرب البصرة ودمر عشر دبابات و13 ناقلة جند. وأسقط مروحية من طراز اباتشي المتطورة على أيدي فدائيي صدام اضافة الى طائرة بدون طيار، عرض صورهما تلفزيون الجزيرة. واعتبر وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم احمد أن بغداد ستبقى عصية على العدو، مشيرا الى ان القوات الامريكية اصبحت على بعد 140 كلم من المدينة وإذا دخلوها فإنهم سيواجهون معارك شوارع في انتظارهم. ودخلت أمس وحدات الفرقة 101 الامريكية المحمولة جوا العراق قادمة من الكويت، حسبما ذكر مراسل "رويترز" المرافق. وتتخصص هذه الفرقة في دخول المعارك بطائرات هليكوبتر ولم تكن في البداية جزءا من قوة الغزو. وطلب وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد من الكونجرس سرعة الموافقة على الميزانية التى طلبها الرئيس جورج بوش والبالغة 74 مليار دولار وذلك لتغطية تكاليف الحرب على العراق والجهود القائمة لمحاربة الارهاب. وفي شهادته امام لجنة التخصيصات التابعة للكونجرس قال رامسفيلد إن البنتاغون لا يعرف متى ستنتهي المعارك في العراق ولا يعرف مدى الدمار الذي ستخلفه الحرب. وأعلن وزير الاعلام العراقي محمد الصحاف عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح في مدينة الموصل. وقال مراسل إن خمسين طفلا اصيبوا، أما عدد النساء الجريحات فلا يحصى. ودوى نحو 12 انفجارا ضخما الليلة الماضية في وسط بغداد، قابلها رد من نيران المضادات الأرضية العراقية، مما جعل سماء بغداد تضئ وهجا. وكانت القيادة العسكرية الأمريكية قد أعلنت صباحا أن عمليات أشد وطأة ستنفذ خلال الساعات القادمة (من يوم أمس). ونفى الصحاف في وقت لاحق أن تكون قوات معارضة كردية سيطرت على موقع عراقي على طريق يؤدي الى مدينة كركوك في شمال العراق. وقال الفريق اول ركن عزة ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة نائب القائد العام للقوات المسلحة العراقية المكلف بالدفاع عن منطقة شمال العراق حيث يستعد الامريكيون لفتح جبهة جديدة: ان العراقيين سيقاومون في الشمال بذات الشراسة التي يقاومون بها في الجنوب.