يسود الاعتقاد بأن بالامكان حل المشاكل الشخصية غالبا بتناول الأدوية ومن بينها تلك التي تحمل اضرارا كبيرة, ولذلك ليس من المستغرب ان نجد ان الكثيرين من الذين يعانون الاجهاد يفضلون تخفيف حدة القلق الذي يصيبهم بتناول أدوية مهدئة بدلا من التعامل المباشر مع سبب حصول هذا الاجهاد. ويمكن القول ايضا ان العديد من الاطباء يتسرعون فيصفون لمرضاهم تناول مثل هذه الأدوية دون ان يدركوا سرعة قابلية الناس للادمان عليها. اذا تناول الشخص دواء مهدئا يعتمد في تركيبه على مادة البنزوديازيبين لمدة تزيد على 4 اسابيع او 6 اسابيع فهو يعرض نفسه للادمان عليه لذلك يجب تناول الأدوية (الغاليوم) فقط لمدة قصيرة وبأقل جرعة ممكنة ويجب استعمال لها بحذر من قبل الاشخاص المصابين باجهاد نتيجة وفاة شخص عزيز او حدوث خلاف مثلا, ويجب الامتناع تماما عن تناول ادوية البنزوديازيبين من قبل المرأة الحامل نظرا لاحتمال تسببها في احداث تشوهات خلقية للجنين وكلما طالت فترة تناولك لهذه الأدوية وكلما كانت الجرعة كبيرة ازدادت صعوبة التوقف عن تناوله حتى لو ادرك أنه اصبح مدمنا على هذا الدواء وقرر التوفق عن تناوله, من المهم الا يحاول ذلك دون اشراف طبي ويجب ان يتم التوقف بصورة بطيئة بتخفيض جرعة الدواء تدريجيا على امتداد 4 اسابيع على الاقل وربما اكثر من ذلك وقد تنشأ لديه الاعراض التي يسببها التوقف عن تناول الدواء بما فيها الحساسية المتزايدة للضوء واللمس والشعور بالألم والاضطرابات المعدية المعوية والصداع والنوم المضطرب, ومن المحتمل ان تدوم هذه الاعراض 3 اشهر على الاقل واحيانا لمدة سنة كاملة او اكثر كما ان من الامور الشائعة جدا اصابته بنوبات اكتئاب شديدة بدرجة تفرض معالجتك خلال فترة التوقف. ولا شك في ان مساندة افراد العائلة امر حيوي للشخص الذي يكافح من اجل التوقف عن تناول المهدئات وهو امر ذو فائدة عظيمة. @@ الدكتور مدحت ملاح