وضع والد الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي صار رمزا للانتفاضة الفلسطينية إكليلا من الزهور أمام الجدار الذي قتل عنده بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة أمس الاثنين. وقتل محمد الدرة /12 عاما/ بنيران القوات الإسرائيلية عند معبر على طريق رئيسي في غزة عندما تفجرت الانتفاضة في القطاع وبالضفة الغربية. وأثارت لقطات تلفزيونية ظهر فيها الطفل الصغير في لحظاته الأخيرة وهو يحاول الاحتماء بوالده من رصاص القوات الإسرائيلية صدمة مروعة في شتى أنحاء العالم . وبكى الأب جمال الدرة في المكان الذي حاول عنده سدى حماية ابنه من الرصاص الذي ظل يستهدفهما حتى لفظ الطفل الصغير أنفاسه الأخيرة. وُحرم الفلسطينيون من الوصول لهذا المكان على مدى 33 شهرا من المواجهات حتى انسحبت منه القوات الإسرائيلية أمس الاثنين في إطار اتفاق لفض الاشتباك بمقتضى خارطة الطريق لإحلال السلام في الشرق الأوسط. ووصل الدرة 38 عاما الذي أصيب في الحادث يرافقه ستة من أطفاله السبعة للموقع ومعهم وسادة بيضاء ملطخة بدم محمد وكتب عليها (شاهد علي جريمة الكيان الصهيوني. وأطلق الفلسطينيون على الموقع الذي سقط فيه معابر الشهداء. وأنجبت زوجة الدرة طفلا في ديسمبر كانون الأول الماضي وأسمته على اسم شقيقه القتيل. وتعيش الأسرة في منزل من ثلاث غرف في مخيم البريج للاجئين.