قبل أكثر من ربع قرن من الزمان وفي أحد الأحياء الشعبية وسط مدينة بريدة، كانت بائعة الكليجا الشهيرة «أم الزويّد»، تؤسس لفكرة رائدة، احتاج المجتمع عقوداً لترسيخها بين أفراده وهي افتتاح متجرها الخاص بالأكلات الشعبية، خاصة وان المرأة بطبيعة المجتمع النجدي في ذلك الحين ذا توجه للعمل الحرفي وكان رب البيت هو المعني بتوفير مصادر الدخل للأسرة. وتشير أم الزويّد التي تجاوزت العقد السابع من عمرها إلى صعوبة العمل آنذاك بسبب قلّة الأيدي العاملة وصعوبة الانتشار, الأمر الذي أدى لتوزيع إنتاجها على الجيران والأقارب ومن ثم التوسع إلى تأمين طلبات الأعراس ويقوم أهل العروس بتقديم الكليجا لأهل الزوج بعد إتمام مراسم الزواج، مضيفة: إن إنتاجها أخذ بالانتشار وتداوله الناس على نطاق واسع, حتى وصل إلى دول الخليج وأمريكا وبعض الدول الأوروبية وذلك بمساعدة أبنائها، وتضافرت الخبرة مع طاقة الشباب وتسلحهم بالمعرفة، ما أدى إلى كثافة في الإنتاج وتنوع في المعروض والأصناف، حتى قامت بافتتاح متجرها الخاص بالأكلات الشعبية بعد ما يربو على عشرة أعوام من العمل المضني. وأرجعت أم الزويّد غزارة إنتاجها إلى معملها الصغير داخل فناء المنزل الذي لا تتجاوز مساحته 200 متر، وتديره بعض الأيدي السعودية العاملة من الفتيات الراغبات بالتدريب والتعلّم, فبات المعمل ينتج ثلاثة آلاف قرص كليجا يومياً بعد أن كانت في بداياتها تنتج مائة قرص, مؤكدة أنها قامت بافتتاح ثلاثة فروع لمتجرها بمدينة بريدة وفروع أخرى في عنيزة والرياض وحائل، وأفصحت أم الزويّد عن نيتها فتح مصنع لاحتواء 20 أسرة منتجة تكون كل أسرة متخصصة في صنف معين نظراً لكثرة الإقبال على إنتاج الأسر الذي وصفه البعض بأنه أفضل جودة من إنتاج المصانع التي تديرها العمالة الوافدة. يذكر أن أم الزويّد تواجدت عبر متجرها الخاص في مهرجان بريدة السادس المقام حاليا في مدينة بريدة كراعٍ مشارك ضمن رعاة المهرجان معلنة بذلك دعمها لكافة الأسر المنتجة داعية مؤسسات المجتمع ذات العلاقة للحذو حذوها لمساعدة هذه الأسر المنتجة والتشجيع على تسويق منتجاتها.