اختتم مؤتمر التطور الحكومى والاقتصادى فى المملكة فى لندن اعماله امس الاول وشهد اليوم الاخير لاعمال المؤتمر عقد جلستين تناولتا التطورات الاقتصادية التى تشهدها المملكة. وقد ترأس الجلسة الاولى وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء عبدالله بن احمد بن زينل على رضا وتحدث خلالها وزيرالاقتصاد والتخطيط خالد بن محمد القصيبى ووزير التجارة والصناعة الدكتور هاشم بن عبدالله يمانى و محافظ مؤسسة النقد العربى السعودى حمد السياري. واشار الوزير القصيبى فى كلمة ألقاها الى العلاقات المتميزة بين المؤسسات الخاصة والافراد فى البلدين وقال ان الارقام تشير الى ان المملكة هى اكبر شريك تجارى واستثمارى لبريطانيا فى الشرق الاوسط. واوضح ان حجم التبادل التجارى بين بريطانيا والمملكة وصل الى حدود 4ر11 بليون ريال سعودى فى عام 2001م مشيرا الى ان هيئة الاستثمارات العامة فى المملكة اصدرت تراخيص لشركات بريطانية بلغت قيمتها 7ر2 بليون ريال سعودى فى الفترة من عام 2000م الى 2003م. وقال ان الاستثمارات البريطانية فى المملكة ممثلة بحوالى 158 مشروعا مشتركا. واستعرض التحديات التى تواجهها المملكة على صعيد التنمية الاقتصادية ونوه فى هذا الصدد بالدور البناء الذى تلعبه قيادة المملكة فى مخاطبة هذه التحديات خاصة على صعيد زيادة النمو الاقتصادى وبناء مزيد من المدارس والجامعات والوحدات السكنية اضافة الى توفير الوظائف للاجيال القادمة فى المملكة. واوضح ان تقدما كبيرا قد احرز على صعيد تنويع موارد الاقتصاد لكن المطلوب الآن تعميم ذلك على مجالات مختلفة وفى اماكن متعددة من المملكة. وفى كلمة حول مناخ الاستتثمار فى المملكة اكد وزير التجارة والصناعة الدكتور هاشم بن عبدالله يمانى ان الاقتصاد السعودى الذى يستند على بنية تحتية متطورة يعد من اكبر الاقتصادات فى منطقة الشرق الاوسط ويحتل المرتبة 14 بين كبريات الدول المصدرة والمرتبة 26 بين الدول المستوردة فى العالم. واوضح ان المملكة تبنت استراتيجية ذاتية للاصلاح الاقتصادى من اجل تسهيل وتطبيق القرارات الرامية بين امور اخرى الى تنويع مصادر رفد الاقتصاد الوطنى ودعم مشروعات الانتاج لتعزيز النمو فى الانتاج الوطنى الكلى. واشار الى الوضع السليم فى الميزان التجارى السعودى خاصة فى العام الماضى وقال ان الحساب الجارى فى عام 2002 سجل فائضا آخر اضافة الى السنوات السبع الماضية. واستعرض معاليه الخطوات الحكيمة التى اتخذتها الحكومة السعودية لتسريع عمليات النمو الاقتصادى فى البلاد من بينها اجراءات لتعزيز مشاركة القطاع الخاص فى النشاطات الاقتصادية كما اتخذت الحكومة اجراءات لتسريع عملية الخصخصة فى ميادين مختلفة. ووصف اقتصاد المملكة بانه الاكبر خارج اقتصادات الدول الاعضاء فى منظمة التجارة العالمية. وتعهد بأن تقوم وزارة التجارة والصناعة باتخاد الخطوات والاجراءات المطلوبة لتسريع عملية انضمام المملكة الى منظمة التجارة العالمية0 واستعرض محافظ مؤسسة النقد العربى السعودى حمد السيارى فى ورقة قدمها للمؤتمر النظام المصرفى السعودى والسوق المالية السعودية التى تأسست حديثا. وقال حمد السيارى ان البنية التحتية الحديثة والاصلاحات الهيكلية الاخرى المستمرة تمهد الطريق لدور اكثر اتساعا للقطاع الخاص فى الاقتصاد الوطنى ولمستقبل افضل له فى داخل البلاد. واعرب عن الاعتقاد ان الفكرة من اقامة المجلس الاعلى للاقتصاد والهيئة العامة للاستثمار والمبادرات الاقتصادية الاخرى مثل تأسيس السوق المالية السعودية هو من اجل تسهيل عملية اتخاذ القرار وتحسين البيئة الاستثمارية لصالح المستثمرين المحليين والاجانب فى داخل المملكة. واوضح ان المحافظة على الاستقرار فى النظام المالى ككل هي احد اهداف مؤسسة النقد العربى السعودى اضافة الى مسؤولية الاستقرار النقدى والقيام بالدور المصرفى الحكومي. و اشار الى فاعلية المصارف السعودية وقدرتها على المنافسة مع المصارف الدولية الاخرى وقال انها دائما ما تحقق ربحية متواصلة. وفى مداخلة فى اعقاب الجلسة الاولى قال وزير الاقتصاد والتخطيط خالد القصيبى فى معرض رده على سؤال حول امدادات النفط ان المملكة دائما ما تلعب الدور المعتدل لتهدئة اسواق النفط مشيرا الى موقفها ابان أزمة الاضرابات العمالية النفطية فى فنزويلا وازمة العراق. واوضح قائلا: ان المملكة دائما ما تدافع عن اسعار معتدلة مع الحفاظ على استقرار الاسواق النفطية العالمية. واشار إلى ان من الاهداف الاخرى لتشجيع الاستثمار الاجنبى فى المملكة هو ايجاد وظائف للشباب السعودى مشيرا الى ان تقدما كبيرا قد حدث فى مجال سعودة الوظائف وان الجامعات الاسلامية فى المملكة قد اقتنعت بفكرة ادخال اقسام علمية اخرى مثل الطب وغيرها. وبعد انتهاء الجلسة الاقتصادية الاولى ترأس الجلسة الاقتصادية الثانية عضو مجلس الشورى الدكتور فهد المبارك والتى تحدث خلالها ايضا الامين العام للمجلس الاقتصادى الاعلى الدكتور عبد الرحمن التويجرى وعضو مجلس الشورى الدكتور احسان بوحليقة ووكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة صالح الحسين وصاحب السمو الامير عبدالله بن فيصل بن تركى محافظ الهيئة العامة للاستثمار. وقال الامين العام للمجلس الاقتصادى الاعلى الدكتور عبد الرحمن التويجرى ان الحكومة الرشيدة تعمل على تنفيذ برنامج اصلاح اقتصادى طموح يشمل عددا واسعا من المجالات بما فيها احداث تغييرات مؤسسية وتغييرات هيكلية اضافة الى مشروعات خصخصة. واوضح الامين العام للمجلس الاقتصادى الاعلى ان التركيز تغير الان من الجيل الاول للاصلاحات الى الجيل الثانى من الاصلاحات. واعرب الامين العام للمجلس الاقتصادى الاعلى الدكتور عبد الرحمن التويجرى عن الاعتقاد بأن الجيل الثانى من الاصلاحات الاقتصادية ينتقل الى عملية جديدة من اعادة هيكلة الاطارات المؤسسية للاقتصاد بما فيها الاصلاحات الضريبية مع ايجاد مرونة اكثر فى سوق العمل اضافة الى تعزيز الصادرات من القطاعات غير النفطية مشيرا الى أهمية الخصخصة فى برامج الاصلاح الاقتصادي. واوضح انه لم يبق من اصلاحات الجيل الاول الاقتصادية سوى السيطرة على الموضوع المالى مشيرا الى ان الدولة السعودية تتمتع بعملة نقدية مستقرة عالميا ونسبة منخفضة من التضخم واسواق حرة ونظام تجارى حر. كما استعرض عضو مجلس الشورى الدكتور احسان ابو حليقة موضوع البطالة وسعودة الوظائف فى المملكة وقال ان بمقدور الاقتصاد السعودى توفير الكثير من الاعمال وبالتالى الوظائف. واستعرض الدكتور احسان بو حليقة الخطط الاقتصادية السعودية الرامية الى توفير الوظائف للسعوديين. وفى نفس السياق قال وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة صالح الحسين ان الاقتصاد السعودى هو الاكبر فى المنطقة وان الاجراءات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة تعد اخبارا طيبة للمستثمرين على الصعيدين المحلى والخارجى. وقال: ان اقرار موضوع التعرفة الجمركية بين دول مجلس التعاون الخليجى سوف ينعكس ايجابا على مسيرة الاقتصاد السعودى القوى. واستعرض سمو الامير عبدالله بن فيصل بن تركى محافظ الهيئة العامة للاستثمار مزايا الخصخصة وقال ان خصخصة قطاع الاتصالات وفر مبلغا قدره اربعة بلايين دولار كما ان اسعار اسهم شركة الاتصالات قد تضاعفت عن سعر وقت الانشاء اى قبل ثمانية شهور. واوضح ان قطاع المعلومات الالكترونية سوف يوفر الكثير من الوظائف خاصة للسيدات مشيرا الى اهمية فتح الاسواق وقال انه كلما تم فتح السوق اكثر كانت الفائدة اكبر. ودعا الى استقطاب الاستثمارات الاجنبية عالية الجودة مشيرا الى جودة المناخ الاستثمارى فى المملكة كما ان السوق السعودى مشجع للاستثمار ولديه الكثير من فرص الاستثمار. ونوه سموه بالدور الذى لعبه مجلس التفاهم العربى البريطانى (كابو) والغرفة التجارية فى الرياض وبالدعم التى اولته حكومة المملكة لانجاح المؤتمر وكذلك اعضاء السفارة السعودية وخص سموه بالذكر خالد السيف نائب رئيس اللجنة السعودية لتنمية التجارة الدولية فى الغرف التجارية السعودية لجهوده المخلصة حيال انجاح المؤتمر. من جانب اعلن وزير التجارة والصناعة الدكتور هاشم بن عبد الله يمانى فى لندن انه قد صدر قرار وزارى برفع الحظرعن استيراد الحليب والالبان ومنتوجاتها وزبدة الفول السودانى من المملكة المتحدة. وقال فى مؤتمر صحفى عقده فى ختام اعمال جلسات مؤتمر النمو والتطور الحكومى والاقتصادى فى المملكة انه فى اطار حرص المملكة والمملكة المتحدة على تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين وتلبية لرغبة المملكة المتحدة فى مناقشة الحظر المفروض على استيراد الحليب والالبان ومنتوجاتها وزبدة الفول السودانى من المملكة المتحدة فقد تم الاتفاق على الضمانات والمتطلبات والضوابط الفنية والشروط الصحية التى يتوجب توفيرها فى هذه المنتجات كى يتسنى رفع الحظر المؤقت على استيراد الحليب والالبان ومنتوجاتها من المملكة المتحدة. واضاف انه بناء على ذلك صدر القرار الوزارى بتاريخ 22/4/1424ه برفع الحظر عن استيراد المنتوجات المشار اليها من المملكة المتحدة. فى غضون ذلك اكد وزير التخطيط والاقتصاد خالد بن محمد القصيبى ان وضع ظروف العمل فى المملكة قد تغير الآن بعد دخول مفاهيم جديدة على العمل وقبول الشباب السعودى بالوظائف المتاحة. واعرب عن اعتقاده ان فرص العمل فى المملكة اصبحت اكثر من ذى قبل بسبب النهضة والعمران التى تشهدها المملكة فى كافة القطاعات وللتطور الكبير الذى حدث فى المملكة. واشار الى ان من خطط الحكومة السعودية اقامة مشروعات انمائية وجامعات فى المناطق المختلفة فى المملكة بعد ان كان ذلك مقصورا على المدن. واشار الى ان البطالة فى المملكة تتركز فى المناطق وليس فى المدن الكبيرة وقال لهذا السبب شيدت المملكة العديد من المشروعات.. مشيرا بهذا الصدد الى مشروع تهامة والصيد البحرى الذى وفر فرص عمل زادت على 600 فرصة عمل. ونوه محافظ مؤسسة النقد العربى السعودى حمد السيارى بجهود ابناء المملكة فى بناء شركة ارامكو فى السنوات الخوالى وقال ان الانسان السعودى قادر على العطاء دائما. وحضر المؤتمر الصحافى الذى عقد فى مبنى المعهد الملكى للخدمات المتحدة صاحب السمو الملكى الامير تركى الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين فى المملكة المتحدة وايرلندة وبعض اعضاء الوفد الوزارى السعودى وجمع من الصحافيين العرب والاجانب وعدد من سفراء بريطانيا السابقين فى المملكة. هاشم يماني حمد السياري