أكد معالى وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسى ان المملكة العربية السعودية منذ وقت مبكر لم تدخر جهدا من اجل لفت الانتباه الى ضرورة تضافر الجهود الدولية عبر القنوات المتاحة كافة للحيلولة دون تنامى ظاهرة الارهاب على اساس الا يفسح المجال لعناصرها بالايواء او الاستضافة تحت اى ذريعة لان شرورهم تستهدف الجميع بدون استثناء بسبب التزمت وضيق الافق الذى يحكم نظرتهم وتقديرهم للامور بسوداوية مندفعة باتجاه المجهول الذى يتردون فى أتونه. وقال معاليه فى الكلمة التى القاها فى الجلسة الافتتاحية امام الدورة 36 لمجلس وزراء الاعلام العرب التى بدأت امس بمقر الجامعة العربية: ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عبر عن ذلك بوضوح وشفافية فى العديد من المناسبات الهامة.. ومن ضمن ذلك ما جاء فى كلمته الضافية / حفظه الله / التى القاها فى مجلس الشورى الذى عقد مؤخرا ومنها قوله ان شعبنا السعودى من منطلق ايمانه بثوابته الاسلامية وقيمه العربية يرفض الارهاب بكافة صوره وأشكاله ولن يسمح لفئة من الارهابيين المنحرفين ان يمسوا الوطن وسلامة ابنائه والمقيمين فيه.. ولن يسمح بوجود فكر ضال يشجع الارهاب ويغذيه حتى عندما يحاول هذا الفكر الضال التظاهر بالتدين والدين الحنيف من الارهاب وفكر الارهاب براء وان هذه الامة قد توحدت على ضرورة القضاء على كل مظاهر افة الارهاب وهى قادرة بحول الله وقدرته وتعاون مواطنيها على تحقيق ذلك. وابرز معاليه قول خادم الحرمين الشريفين / وفى مجال حقوق الانسان فالاسلام اول من نادى بها ولذلك لابد من ان تتضافر جهود الدولة والمواطنين لحماية الكرامة التى ارادها الله /عز وجل/ للبشر اجمعين والعزة التى ارادها جل شأنه لعباده المؤمنين بما يتوجب معه الاستمرار فى طريق الاصلاح السياسى والادارى والعمل على مراجعة الانظمة والتعليمات واحكام الرقابة على اداء الاجهزة الحكومية وفتح آفاق اوسع لعمل المرأة . كما نقل معاليه قول خادم الحرمين: وبالنسبة لاحداث العراق الشقيق فلا شك ان الجميع يتألم للاحداث الدامية وما بذل من مساعى لتفاديها وما يبذل من جهود لمعالجة اثارها وتداعياتها آملين ان يخرج العراق من محنته ويعود وطنا عربيا مستقلا مزدهرا يعيش بسلام مع جيرانه ويتمتع ابناؤه فيه بالسلام والرفاه. كما أبرز معاليه مجمل مانقله صاحب السمو الملكى الامير عبدالله بن عبد العزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطنى فى هذا الشأن الى المحافل الدولية والعربية والاسلامية.. وقال معاليه: ولعل أحدث ما عبر عنه سموه فى هذا الصدد ما أسهم به فى قمتى ايفيان الفرنسية وشرم الشيخ حيث وضع النقاط على الحروف لاعلام الجميع بابعاد ظاهرة الارهاب ومتطلبات التصدى لها بكل حزم استشعارا للمسئولية. وقال معاليه: انه فيما يتعلق بالجانب الاعلامى للقيام بالواجب المناط بنا فانه لا بد من ان نتعرف اكثر واكثر على طبيعة المرحلة وان نعمل معا بروح الفريق الواحد وذلك بالسعى الجاد لتفعيل الخطط الاعلامية التى نقرها للدفاع عن حقوقنا المشروعة وللتعبير عن وجهة النظر العربية بكل قوة وشفافية وموضوعية بمعنى ان تكون الرسالة الاعلامية متوافرة على كافة العناصر للنفاذ الى الساحات المستهدفة لتحقيق اهدافها الخيرة. وشدد معالى وزير الثقافة والاعلام على ضرورة اليقظة والوعى لما يحاك ضد امتنا ومقدراتنا بما يتوجب بذل قصارى الجهد لاستقراء ما تتناقله مصادر الاخبار الاجنبية المغرضة قراءة متأنية واعية ومدركة لما خلف السطور بحيث لا نسوق مما نحتاج اليه للتواصل مع الآخر الا ماكان نقيا خاليا من الدس الذى يرمى للوقيعة والتشكيك بين الاشقاء. وقال معاليه: ان الوطن العربى الكبير يتطلب منا الشئ الكثير للاسهام فى الحفاظ على هويتنا وأصالتنا ومكتسباتنا وحاضرنا ومستقبلنا.. وان كل ذلك من أولويات ما يجب ان يكون فى مركز الاهتمام أبدا خاصة فى هذه الحقبة التى يشهدها العالم بأسره وما يكتنفها من متغيرات متسارعة ذات أبعاد سياسية وعسكرية وأيدولوجية مختلفة باتت تقض مضجع حكماء وعلماء ومفكرى هذه الامة. ولفت معالى الدكتور فؤاد الفارسى النظر الى ان الهجمة الاعلامية الشرسة التى تتعرض لها امتنا تأتى من الاعلام المعادى الذى يمتلك امكانات هائلة لقلب الحقائق رأسا على عقب لجعل الحق باطلا والباطل حقا.. وتساءل معاليه قائلا: كيف نفسر وصفهم للصهيونى الذى يحتل ارض الغير بالقوة الغاشمة ويعيث فيها فسادا بانه يكافح الارهاب وان الفلسطينى الذى يذود عن ارضه وعرضه ومقدساته يصفونه زورا وبهتانا بانه ارهابى ويستحق القتل والتشريد والاعتقال والتجويع وهدم منزل أسرته.. أليس هذا هو الباطل بعينه. وأكد معاليه انه رغم ذلك فان الاعلام المعادى ماض فى نهجه وسادر فى غيه بدون خجل ولا استحياء وقال معاليه: لا ندرى متى تفوق الضمائر من سباتها ليدركوا حجم الاثم الذى يغشاهم وما يسطره تاريخ البشرية بشأنهم مما يندى له الجبين. وتابع معاليه قائلا: فى هذا الخضم المائج اضافة الى ما يطفو على السطح من وقت لآخر من عمليات ارهابية ناجمة عن تطرف أهوج تورط فيه بعض من ابناء جلدتنا هو بسبب جهلهم او تجاهلهم لما توجه به العقيدة الاسلامية السمحة التى يعيش فى كنفها المواطن والمقيم فى تعاون ووئام. ونقل معاليه فى ختام كلمته الى الوزراء خالص تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الامين وسمو النائب الثانى وتمنياتهم بان يتحقق لهذا الاجتماع وكل الاجتماعات العربية ما يصبو اليه المجتمعون.