اول مرة يطل علينا الطبق الفضائي باهظ الثمن الذي وصلت تكلفته الى الاربعين الف ريال واكثر خاصة اذا كان ذا ذراع متحرك يوجهه الى اقمار مختلفة، وكان ذلك في اول التسعينات بعد حرب الخليج الثانية تطلعت اليه الاعين وصار ذلك المنزل الذي علاه الدش منزلا تحاصره الاعين الفضولية وتمر السيارات بالقرب من ذلك المنزل وعيون السائقين تتحول عن دفة القيادة وتلتقي باتصال هوائي مع رأس الطبق الدائري، الفتاوى والاشرطة والخطب النارية في الجمع في التحذير من الدش تتواصل واغرب ما شاهدت فتوى تبشر كل من وضع جهازا لاقطا فوق منزله بالنار! وصار ذلك المنزل قبلة للناصحين والمحذرين واستغرب قدرة صاحب المنزل في مقاومة تيار الرفض الشديد، خرجت لنا في تلك الآونة مشكلات من قبيل طلاقات وطرد من البيوت بسبب الاصرار على تركيب الطبق اللاقط من قبل الآباء أو الابناء، ومشاكل في المحاكم من قبل شكوى الجيران على مركب الطبق اللاقط وانتشرت سوق جيدة لتركيب شبكات المزارع في الاسطح لحماية المنزل من التطلع وحماية الطبق من رجال الحجارة الذين اخذوا يوجهون فوهات (السكتون) نحو رأس الطبق، ونظرا لارتفاع التكلفة صارت بعض محلات السوق السوداء تروج لاجهزة سارق الدش بحيث انه يلتقط من اقرب دش (ولا ادري الى أي مدى نجحت هذه التجارب ولكن تبقى محاولات) نشاط نقل الاطباق الفضائية وتركيبها يجب ان يكون في سيارات مغلفة وتنتقل في وقت متأخر من الليل. الرابح الاكبر في هذه السوق هو العمالة التي وصلت اجور التركيب والبرمجة والصيانة والنقل التي تؤديها الى ارقام خيالية، واليوم وبعد اربعة عشر عاما من دخول الاطباق الفضائية الاحساء انتشرت المحلات التي تجهز الطبق الرقمي وتبرمجه وبأسعار زهيدة للغاية، ارخص من اللاقط الهوائي العادي، وراجت محلات تبيع البطاقات وتجدد شحنها وللاسف لا تفرق في بيعها للصغار وللكبار وبثلاثين ريالا تباع بطاقة مزورة تحمل باقة من القنوات التي تذهب باخلاقهم بعيدا جدا جدا، ومؤخرا توصلت محلات القنوات المدفوعة الى فتح مكاتب خاصة بها احتراما لهذه المدنية الالكترونية! @@ عبدالمنعم الحسين