أغلقت أبواب الكثير من الورش الخاصة بإصلاح وصيانة السيارات بالمنطقة الصناعية بالأحساء جنوب إسكان الحرس الوطني.. وأعلن الآخر عن إفلاسه وخسارته وتضرر البعض من تراكم الديون على إدارة ورشته وملاحقة العمالة له طلباً في أخذ مستحقاتها من الرواتب المتخلفة، وذلك لهروب كثير من الزبائن ومرتادي المنطقة.. ويرجع الكثير السبب لوجود محلات تغيير زيوت السيارات أو إصلاح الإطارات الموجودة والمنتشرة داخل وسط المدينة أو بعض محلات الميكانيكا الصغيرة التي تمارس أعمالا غير مرخصة ولا تمس النظام بشبر واحد.. فهي تقوم بإصلاح وصيانة معدات ثقيلة او محركات السيارات من فك وتركيب حتى وصل الأمر بهم لإصلاح السيارات المصدومة دون أي تصريح من إدارة الحوادث في المرور من سمكرة وصبغ مختفين وراء محلاتهم أو في ورش صغيرة وضعوها في المزارع بعيداً عن الرقابة. مما رغب الزبون بأسعار متواضعة وقرب الورشة من داخل المدينة.. ليقع الزبون في خداع تلك المحلات التي قد يكون العمالة فيها غير مختصة وفقدانها الخبرة والتقنية اللازمة لعمل مهمات كبيرة. أصحاب الورش داخل المنطقة الصناعية رفعوا شعار الشكوى أما تلك المحلات التي ألحقت الضرر البالغ فقد تساءلوا: لماذا لا تعمل البلدية والجهات المختصة بإنصافنا ومعاقبة أولئك المخالفين.. (اليوم) التقت مع بعض أصحاب الورش لتنقل معاناتهم: أحمد صالح الزويد.. الذي كان يعتبر من كبار تجار الورش الصناعية لإصلاح السيارات.. وله اسمه الواضح وخبرته القديمة، أصبح الآن حاله لا يطاق وعمله مفقود، تمر عليه الأيام ولا زبون يأتيه يقول وقد بدا متأثراً: قبل سنوات كنت أملك ورشة صغيرة داخل المدينة وكانت ترد علي بأرباح طيبة والحال ميسور في وقتها ولله الحمد.. بعدها طلبت منا البلدية الانتقال إلى هنا ( المدينة الصناعية) واستأجرت الورشة وأعددت العدة وجلبت العمال.. وخسرت بذلك مبالغ كبيرة فبدأت العمل بمدخول جيد لكن الآن وكما ترى الورشة خالية والعمالة منذ 8 أشهر لا عمل يشغلهم ولا أستطيع إعطاء الرواتب لهم.. حتى الكهرباء لا استخدمها كثيراً بسبب عدم الدخل الجيد الذي أصبح في قلة دائمة وبالأصح في انقطاع دائم. ويسأل الزويد: لماذا لا تكون هناك رقابة على محطات تغيير زيوت السيارات داخل البلد حيث أصبحت تعمل مثل عملنا من صيانة مكائن السيارات وتوضيبها حتى السمكرة أصبحت تعمل داخل الورش الصغيرة وسط المدينة وبالطبع في خفية حتى لا يراهم أحد. فالزبون بدلاً من ان يتعب نفسه في المجيء إلى هنا يقوم بإصلاح سيارته بالقرب من سكنه. لأنه يجد ما يريد في محلات تغيير الزيوت وإصلاح الكفرات مع أنه غير مصرح بذلك لكن من الرادع؟.. أما إبراهيم البليهي فهو الآخر لا يستطيع دفع مرتبات عماله بسبب الدخل القليل ويقول: أصبحت محطات تغيير الزيوت وإصلاح الكفرات تعمل أعمال صيانة للسيارات بالخفية من سمكرة وإصلاح المكائن والمحركات بأنواعها وذلك بالاختباء خلف محلاتهم أو عند منازلهم داخل المدينة السكنية وهذا أمر ممنوع وغير نظامي لكن مع الأسف الشديد الرقابة بعيدة ومعدومة عنهم.. ولا أدري ما السبب فنحن هنا في ورش كبيرة وتراخيص عمل معتمدة من البلدية ومعدات اشتريناها بمبالغ ضخمة وجلبنا عمالة مختصة حتى لحقتنا الديون في أمل انتظار أرباح جيدة.. لكن محلات الميكانيكا الصغيرة وسط المدينة ألحقت الضرر بنا فلا أحد يأتي لإصلاح سيارته إلا ما ندر فالكل يرى ما يحتاجه داخل البلد.. فنحن نعيش في خطر مالي وأرق مزمن وعناء متواصل وكلنا أمل في إيجاد سريع ومناسب. @ يوسف الهاجري أحد أصحاب الورش .. يقول: منذ شهرين لم يدخل في حساب الورشة سوى 1800 ريال فقط، وأملك خمسة من العمالة برواتب تتراوح بين 800 و1000 ريال، ولا ننسى متطلبات الكهرباء والهاتف والإيجار المتزايد الذي نجلبه عن طريق (الوايتات) فكل شهر ندفع 500 ريال للماء، والمدينة الصناعية تأسست منذ 18 سنة تقريباً ولم توصل لها خدمة الماء إلى الآن .. كل ذلك يحتاج مبالغ كبيرة وأرباحا تغطي حاجة العمل في الورشة فكيف نواصل العمل ومدخول الورشة لا يتعدى 10% من متطلباتها. على أننا نعمل قبل سنوات في أوضاع مستقرة ومطمئنة. واستطرد الهاجري يقول: أنا لست وحدي الذي وقع في فخ هذه الأزمة وتضرر من هذه الأوضاع فغيري الكثير الكثير . فأغلب ورش إصلاح السيارات هنا تخلو من الزبائن ولو ذهبت إلى المحلات الصغيرة داخل البلد المخالفة خاصة التي تقع بالقرب من محلات بيع زينة السيارات وبيع قطع غيار السيارات مثل (الشارع الملكي بالهفوف) أو على طرق القرى بين المزارع تجد كثيرا من السيارات على شكل طابور وكذلك تجمهر كبير وأسعار مغرية تجلب الزبائن بشكل كبير. فالمتعارف عليه مثلاً عمل إصلاح معين ب 50 ريالا يعملونه بأقل من نصف القيمة ليخدع الزبون وليقع في فخ الغفلة وهو لا يدري أن أغلب تلك العمالة غير مختصين وغير مهيئين للعمل تماماً فلماذا لا تقوم الجهات المختصة بعمل اللازم ضدهم؟.. ألسنا نملك تراخيص معتمدة للعمل هنا وهم لا يملكون سوى تراخيص عمل مكانيكا أو تغيير زيوت وإصلاح الكفرات للسيارات . العمالة الوافدة تلحق الضرر بالمواطن وأضاف الهاجري: هناك مشكلة أخرى ألحقت الضرر بالمواطن السعودي هنا، الذي يعمل في إصلاح السيارات في إحدى الورش الصناعية أو من ملاك الورش.. وهي العمالة الوافدة الذين يعملون بنظام مخالف يضر ويخل بنظام السعودة فبعض رجال الأعمال (هداهم الله) يأتي بالعمالة الأجنبية ويضعهم في الورشة ويطلب منهم آخر الشهر مبلغا معينا وهم الذين يديرون الورشة ويعملون بها ويتلاعبون بالأسعار كيفما شاءوا وهذا أمر غير لائق إطلاقا وبعيد عن الرقابة مما يلحقنا نحن بأضرار كبيرة ويصرف عنا الزبائن .. ترى ما الحل ومن المسؤول عن ذلك ؟ @ محمد ناصر المحسن يملك خبرة في ميكانيكا السيارات لأكثر من 40 سنة تقريباً يقول: منذ 18 سنة ومنذ تأسست المدينة الصناعية وأنا أعمل في هذه الورشة ولله الحمد لم أوظف أجنبيا قط فأغلب العاملين في ورشتي هنا هم شباب سعودي بقيت تلك السنوات الماضية في عمل متواصل وكفاح مستمر لجلب لقمة العيش وكان المدخول جيدا وإقبال الشباب للعمل في تزايد والكل هنا يعرفون ذلك أما الآن كما ترى .. فالورشة خالية.. فأنا وحدي هنا ولا يوجد أي عامل عندي نهائياً فالشباب هربوا من عندي لأنني لا أستطيع توفير رواتب لهم نفتح الصباح ونذهب إلى المنزل في المساء ونحن نترقب الزبائن ونقول: لعل الله يأتي بزبون واحد... وأضاف المحسن : الورش غير النظامية وسط المدينة أو داخل المزارع أو المتواجدة على طريق القرى هم الذين جنوا علينا وقطعوا لقمة عيشنا .. العدالة لا نجدها تماما.. فلماذا لا يجبر أولئك بالعمل هنا ؟ لماذا لا يعاقبون؟ أليس هذا ممنوعا نظامياً؟!. وفي جولة (اليوم) داخل شوارع المدينة الصناعية لاحظت العديد من الورش الصناعية أغلقت وغيرها التي توقف بناؤها وهي في طور التأسيس وعند سؤالنا وجدنا أن الفلس هو الدافع وراء ذلك لكثير من الورش.. فهل يلحق ذلك الضياع الورش الباقية؟!. كما لفتت عدسة (اليوم) داخل المدينة تلك المناظر المقززة في النفس من ركام النفايات والأوساخ ومخلفات الورش من قطع حديدية أو سيارات تالفة في ساحات متفرقة مما يضايق الورش المجاورة لها التي تسببت في كثرة الفئران المزعجة وانتشار الروائح والبعوض الضار الذي أصبح هاجساً يطاردهم دائماً .. ترى هل البلدية لا تعلم بذلك ! أم أن الإهمال أدركهم أم سقطت من كشوفاتهم. الزويد يتحدث للمحرر