هل يفهم الاسرائيليون الى اين يمضي بهم اجرام السفاح شارون، وهل يفهمون جيدا ان مصيرهم ومصير الفلسطينيين يكمن اليوم في ان يرد الاسرائيليون ما سرقوه وان يأخذ الفلسطينيون ما نهب منهم، وانه ليس هناك معادلة عادلة اخرى بالامكان ان تقنع أصغر مقاوم للاحتلال، أياً كان نوع هذا الاحتلال واياً كانت هويته، ان الخذلان والخنوع والركوع هي الحل في المعادلة غير ذاك. المعادلات الزائفة هي التي تلقى المصير المميت والطريق المسدود، اما المعادلات الصادقة فهي التي يقتنع بها العقل ويصدقها القلب ويصدق بنواياها، ومن هم مثل شارون سفاحون ومجرمون لا يعملون من اجل صالح شعوبهم، فهؤلاء دائما ما يأتون لتنفيذ عمليات واضحة، ومن مثل هؤلاء القتلة دائما ما يكونون مأجورين، لجهات او لدول، ومثل شارون فجهته وعمله معروفان. لهذا فواحد مثله لا يحق حقاً ولا يحل سلاماً اينما جاء واينما ذهب. في مقالة كتبها مؤخرا احد صحافييهم المشهورين بمناوأتهم لحكومة وسياسة شارون قال: ان اغتيال الرنتيسي وقبله اخرون جاء ليعطينا مثلا على ان حكومة شارون تمارس السقطات الكبرى، فالمعروف ان الرنتيسي سياسي وليس مقاتلاً ميدانياً، وان محاولة تصفيته تأتي نتيجة غباء وتخبط كبيرين يمارسهما رجال شارون. ويقول هذا الكاتب الاسرائيلي: المصيبة الكبرى ان شارون بهذه التصرفات يجرنا لنسف هدنة ما تخيلنا ان نحصل عليها، واننا ما كنا نستمتع بأيام هادئة الا وجاء التصرف الاحمق بمحاولة اغتيال الرنتيسي، وصار من الان علينا ان نعد العدة لتلقي المزيد من الالم والحزن، المشكلة الكبرى ان شارون لا يعنيه ان يستريح الشارع الاسرائيلي من العذاب، ولانه يعلم ان من يدفع ثمن سياساته الحمقى هم نحن. هذا الاعتراف كان قد كتبه الصحفي الاسرائيلي في اشهر صحيفة عندهم بعد اعلان محاولة اغتيال الرنتيسي، ومثل ما توقع ان الرد سيكون قاسيا، فانه بلا شك مثل هذا يدركون ان حكومتهم التي تقتل وتنهب الناس ارضها وامانها لا يمكن ان يقدموا لأبناء جلدتهم شيئاً ينفع، فكيف ننتظر منه نحن ان يمد يده ليقطع عهدا على نفسه بالسلام!! هذا هراء. اخر تعليقين صدرا من عراب البيت الابيض ردا على ما يحدث لخريطة الطريق التي اطلقها وبنوايا شارونية بحتة كانا على هذه الشاكلة: انزعج لان شارون حاول اغتيال الرنتيسي! استاء كثيرا وتلفظ بألفاظ شديدة لان عملية القدس جاءت ردا على محاولة الاغتيال وثأراً للكرامة ومقاومة محتل دنس الارض! اما الذين قضوا بصواريخ المروحيات الاسرائيلية في غزة بعد العملية فورا فالتأكيد جعله يسترخي على مكتبه البيضاوي