الحياة رحلة من العطاء والاخلاص والبذل.. والحياة مسيرة مستمرة، خيرها عمل صالح ينتفع به، وصالحها ما عم الجميع وبقي اثره يعطر بالذكرى قولا وفعلا... والحياة ايضا مدرسة كبرى، نتعلم منها ونعلم، دورنا فيها لا يقتصر على مجرد الحياة فقط انما على ترك البصمة الفاعلة فيها اداء وذكرى طيبة وعطرة. ولعل من المناسب في كل الاحوال عندما نقرن العمل بالذكرى ان نستدعي النماذج الخيرة في بلادنا التي استطاعت ان تؤدي دورها بأمانة، وان تخلص في عملها بعشق غير محدود.. وانعكس اثره على مجمل العمل التربوي والتعليمي في منطقتنا العزيزة. من هذه النماذج ارتباط بعض الاسماء بالمؤسسات اذ ارتبط اسم الاستاذة فوزية بنت عبدالله المهيزعي، بمكتب الاشراف التربوي بمحافظة الخبر التي ما ان يذكر اسمها الا ويذكر معه مكتب الاشراف التربوي بالخبر.. عطاء واخلاقا وقيادة.. فقد استطاعت بعطائها واخلاصها باعتبارها اول مديرة للمكتب منذ انشائه ان تتحمل هذه المسئولية بكفاءة واقتدار حتى اصبحت قدوة نتمنى ان تحتذى في كافة المجالات. لم يقتصر عطاء الاستاذة فوزية المهيزعي على المجالين التربوي والتعليمي فقط انما كان لها اسهاما واضحا ومميزا تجاوز حدود المكتب ليشمل جوانب مضيئة في العمل الاجتماعي والثقافي من خلال مؤلفاتها القيمة المتنوعة ولعل ابرزها كتابها القيم باللغتين العربية والانجليزية عن مسيرة تعليم البنات بالمنطقة الشرقية الذي عبر عما تمتلكه من ادوات بحثية وفكر مستنير وهدف سام. وعلنيا ونحن نكرم هذه الشخصية التي اعطت فأخلصت التي اجتهدت فأجادت التي بذلت فسخت الا نكتفي بالكلمات الطيبة او التمنيات المخلصة انما علينا ان نستفيد من هذه القدوة ونجعل منها مثالا واضحا لكيفية عمل ابنة الوطن حينما تبدع حين تؤمن بانها قادرة اولا على اثبات ذاتها ومن ثم ثقتها في كفاءتها وعطائها...والاهم كذلك ان تتأكد من ان هناك كل التقدير العميق لهذه المسيرة الطيبة المباركة. فوزية المهيزعي القيادية التربوية والتعليمية التي نتمنى لها كل توفيق في حياتها المستقبلية بعد كل هذا المشوار الحافل الذي اثق من جذوره الراسخة في نفس كل من تعامل معها وعبق اريحيتها واخلاصها الذي لن ينسى.. الذي لن اكون مبالغا اذا قلت - كما قيل في المأثور. انها ستتعب من بعدها لتكون على قدر المسئولية الكبيرة والامانة البالغة المؤثرة. فاذا كان التقاعد نهاية طبيعية لمسيرة عمل حافل فانه في نفس الوقت بداية لرحله عطاء اتمنى ان تستمر في مجالات اخرى سيكون لها اثرها... وارجو الا تحرم من هذا العطاء بنات وطنها، بخبرتها ونصيحتها وخلاصة تجربتها الطويلة. لذا نحن في الادارة العامة للتربية والتعليم لا نقول لها وداعا.. انما نشعر انها ستظل كما عهدناها ذكرى طيبة لقيادة رائدة لا تنسى، وسيكون عطاؤها للادارة بالنصيحة والملاحظة. ادعو الله ان يوفقها ويسدد خطاها.. جزاء لما قدمت وينفع بعملها وعلمها من تأتي لتكمل المسيرة اتي تستمر طالما سارت الحياة. مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية