أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس امس أن السلطة الفلسطينية ستواصل الحوار مع كافة الفصائل من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن التهدئة. وقال سنستمر في الحوار من أجل التوصل إلى اتفاق وهذا الاتفاق كما قلنا في الماضي ونقول الان، من أجل تهدئة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية ، ولا يحمل أي معنى آخر في أذهان البعض هنا أو هناك. واوضح في مؤتمر صحفي عقده في رام الله امس إنه سيقاوم الضغوط من أجل اتخاذ إجراءات صارمة ضد المنظمات المسلحة، وإنه سيواصل الجهود بدلا من ذلك من أجل إقامة حوار معها. مؤكدا انه مصر على الحوار مع الفصائل الفلسطينية المتشددة التي وجهت له انتقادات حادة بعد خطابه في قمة العقبة، لكنه اوضح انه لن يجبر احدا على ذلك. و اشار الي ان ما قاله في قمة العقبة وتعرض بسببه لانتقادات كبيرة خصوصا من قبل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي هو تفسير لخارطة الطريق للخطوة الاولى من البند الأول في خارطة الطريق. وشجب ابومازن الهجمات الجديدة التي شنتها جماعات فلسطينية وتعهد بالمضي قدما في محاولات اقناعها بقبول وقف اطلاق النار. وقال ان الهجومين اللذين وقعا يوم امس الاول واسفرا عن مقتل خمسة جنود اسرائيليين ومقتل خمسة مسلحين فلسطينيين بنيران اسرائيلية ان موقف الحكومة هو شجب كل الهجمات. وفي اشارة الى محاولات اقناع جماعات فلسطينية بوقف الهجمات ضد الإسرائيليين قال ابومازن انه لن يجبر أحدا على اجراء محادثات لكنه استطرد قائلا بالنسبة لنا لا خيار غير الحوار. و اعلن انه سيعرض على المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) نص البيان الذي ادلى به في قمة العقبة (الاردن) وتعهد فيه بوضع حد لعسكرة الانتفاضة.مؤكدا على وحدانية السلطة الفلسطينية. وقال لن نتراجع عن ذلك. مضيفا ان المجلس هو صاحب القرار. وقدمنا له برنامجا سياسيا كاملا متكاملا يشمل القضايا الداخلية والخارجية . وسنتوجه اليه عندما يكون جاهزا لنقدم له ما تحدثنا عنه في شرم الشيخ والعقبة. كما شدد ابومازن على دور الرئيس عرفات مؤكدا انه سيبقى على رأس السلطة الفلسطينية لمتابعة النضال الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية. داعيا الى رفع الحصار السياسي عنه. وقال سنستمر بعملنا السياسي لانهاء الوضع الشاذ المفروض على رئيسنا ياسر عرفات الحائز على جائزة نوبل. واكد ان الرئيس عرفات سيبقى معنا وعلى رأس السلطة الفلسطينية لمتابعة نضالنا وتحقيق دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس، مشيرا الي ان الخطاب الذي القاه في قمة العقبة (الاردن) منسق مع عرفات. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني انه يفاوض إسرائيل على تسوية لاقامة الدولة الفلسطينية وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين التي اكد انه يرفض اسقاطها. وقال ان اسرائيل حاولت اسقاط قضية اللاجئين لكن هذا ما رفضناه رفضا قاطعا لانه يجهض قضايا المرحلة الاخيرة، مضيفا نفاوض على تسوية لاقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين وجميع قضايا المرحلة النهائية. واوضح ان الحكومة الاسرائيلية وضعت ملاحظات لا نقرها ولم تقرها الولاياتالمتحدة على خارطة الطريق. مؤكدا ان قضية اللاجئين تعاملت معها الشرعية الدولية، مشيرا الى قراري الاممالمتحدة رقم 194 و242 والمبادرة العربية التي اقرتها القمة العربية في بيروت العام الماضي، مؤكدا انها ستكون احد الاسس القانونية لتعاملنا مع قضية اللاجئين. من جانبها رحبت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) امس بتركيز رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في مؤتمره الصحافي في رام الله على مبدأ الحوار، لكنها عبرت عن رفضها لما اعتبرته تشكيكا في نواياها. وقال محمود الزهار احد قادة حركة حماس في قطاع غزة نرحب بتركيزه على مبدأ الحوار، لكننا نرفض التشكيك بالنوايا وان يضع في فمنا ما لم نقله، مؤكدا ان حماس قالت انه ما لم نستطع تحقيقه اليوم نحققه في المستقبل. واشار الزهار الى ان ابو مازن يعتبر جهادنا ومقاومتنا مادة للدعاية التجارية ويقول اننا نريد تأجيل معاناة شعبنا الى الاجيال القادمة، معتبرا انها اتهامات في غاية الخطورة ستضطرنا الى اصدار بيان رسمي. مبينا ان عباس تحدث عن وحدانية السلطة الفلسطينية، مؤكدا ان لا احد ينازعه على السلطة. وتساءل على اي شى تساوم حماس وهي ممنوعة من الدخول في الأجهزة الامنية والوزارات ويلاحقها في قمة العقبة حتى بتجفيف أموال اسر الشهداء. كما رحبت حركة الجهاد الاسلامي امس بتأكيد رئيس الوزراء الفلسطيني في مؤتمره الصحفي في رام الله على قضية الحوار مع الفصائل الفلسطينية، ودعت النواب في المجلس التشريعي الفلسطيني الى رفض نتائج قمة العقبة لانها تلغي الثوابت الفلسطينية. وقال محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد انه جيد ان يتم تأكيد ابو مازن على قضية الحوار وهذه (نقطة) ايجابية نرحب بها. لكنه اضاف حتى يستمر هذا الحوار نريد التأكيد على ثوابتنا خصوصا حق العودة للاجئين وقضية الاسرى. مبينا نريد من ابو مازن توضيحا حول بيان العقبة والقضايا الرئيسية وليس تبريرا، مؤكدا ضرورة التأكيد على حق العودة وقضية الاسرى بعد ان دان في العقبة العنف الفلسطيني. واضاف نريد منه توضيح حق شعبنا في مقاومة الاحتلال ، ونريد وضوحا كاملا حول الدولة الفلسطينية. وطلب الهندي من اعضاء المجلس التشريعي رفض نتائج قمة العقبة وخطاب ابو مازن لهذه القمة لانه تنازل عن الثوابت الفلسطينية.