أعدت الدكتورة أميرة بنت محمد الأمير الطبيبة السعودية في الوحدة الصحية للبنات بالاحساء دراسة بحثية ميدانية عن تناول الطالبات التمر في الطابور الصباحي وتأثيره على نسبة الهيموجلوبين بالدم وتطرقت إلى كيفية توفير التمر مستقبلاً في مدارس الاحساء . وتوصلت الأمير في دراستها التي أنجزتها في ثلاثة أقسام إلى أن 65% فقط من الطالبات يرغبن في استمرار التجربة وأن نسبة الهيموجلوبين ارتفعت عند 46% من الطالبات اللاتي تناولن التمر لمدة ثلاثة أشهر . وشجعت الأمير المقاصف المدرسية على ترويج منتجات التمر بين الطالبات بأسعار معقولة مثل كيك التمر ، المسليات التي يدخل التمر كمادة أساسية في تركيبها، والعصيرات، وإدخال مأكولات وطبخات موادها الأساسية التمر في منهج التدبير المنزلي .. (اليوم) التقت الدكتورة أميرة وحاورتها حول هذا الموضوع ... تناول موضوع التمر في المملكة العديد في الدراسات والبحوث حول قيمة التمور الغذائية واقتصاديات إنتاج التمور وتصنيع فبماذا تنفرد دراستك الحالية عن غيرها من تلك الدراسات ؟ تنفرد هذه الدراسة بفكرة تعميم تناول التمر ميدانياً على طالبات المدارس صباحاً وتأثير التمر على نسبة الهيموجلوبين بالدم . ما أبرز مبررات دراستك هذه حول التمور ؟ عدة نقاط ومبررات من بينها !! توفر ثمرة التمر الدائم ورخص ثمنها بالمملكة حيث تعتبر المملكة في مقدمة الدول المنتجة للتمور في العالم . اعتبار التمر من أفضل الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية ولها قابلية الحفظ والتجفيف والتخزين لفترة طويلة دون تلف فهي آمنة جداً وخاصة للأطفال فنادراً وربما مستحيل أن يسبب التمر تسمما غذائيا مثل باقي الأغذية . مشكلة التغيرات السلبية التي طرأت على العادات الغذائية السليمة منها استبدال التمر بالحلويات والسكاكر . إهمال الطالبات وجبة الإفطار الصباحي . انتشار بعض أمراض سوء التغذية بين الطالبات بالمدارس قلة البضائع الاستهلاكية المحتوية على التمور في المقاصف المدرسية . وأنت تفكرين بإعداد هذه الدراسة وقمت بتنفيذها هل كان لها هدف أساسي من قبل البدء في التخطيط لتنفيذها ؟ معرفة مدى إمكانية توزيع التمر ميدانياً في المدارس في الطابور الصباحي . معرفة تأثير تناول التمر على نسبة الهيموجلوبين دراسة كيفية توفير كميات من التمور للمدارس مستقبلاً . خطوات البحث كيف تمت طريقة الدراسة وخطة العمل بها ؟ قمنا بثلاث دراسات الدراسة الأولى تجربة ميدانية في توزيع التمر على الطالبات في الطابور الصباحي ونوع هذه الدراسة ميدانية وعينة الدراسة تكونت من 438 طالبة. وطريقة الانتقاء عشوائية والفئة المستهدفة طالبات من مدارس الاحساء تضمنت المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية . وقد تم توزيع نشرات توعية حول ثمرة التمر وتوزيع عبوات تمر مغلفة آلياً وزن العبوة (50) غراما تحتوي على 67 ثمرات على الطالبات في الطابور الصباحي ولمدة ثلاثة أيام بعدها تمت تعبئة استبانات . الدراسة الثانية كانت عن تأثير التمر على نسبة الهيموجلوبين بالدم وتتضمن قياس الهيموجلوبين للطالبات قبل تناولهن التمر ثم إعادة قياس نسبة الهيموجلوبين بعد تناول الطالبات التمر لمدة 3 أشهر ونوع هذه الدراسة ميدانية وتكونت عينة الدراسة فيها من 37 طالبة والفئة المستهدفة 19 طالبة من المرحلة الثانوية و17 طالبة في المرحلة الابتدائية بمدارس الاحساء . وكان الجهاز المستخدم للفحص جهاز الريفلوترون وذلك لامتيازه بسهولة النقل وقلة كمية الدم اللازم للفحص . وقد تم استبعاد الطالبات المصابات بسكر الدم والطالبات المصابات بأمراض الدم الوراثية من خلال التاريخ المرضي للطالبة ولكن شملت الدراسة الطالبات الحاملات لتكسر الدم المنجلي. كما تم توزيع نشرات توعية وتوجيهات بضرورة التزام أولياء أمور الطالبات وحثهن على تناول التمر المقدم لهن بالعطل الرسمية والعطل الأسبوعية. وتم تخصيص (180) عبوة تمر لكل طالبة على أن تأخذ الطالبة علبة صباحاً بالمدرسة وأخرى بالمنزل يومياً ولمدة 3 أشهر. هل واجهتك مشاكل في مثل هذه الدراسة؟! * صعوبة معرفة مدى التزام الطالبة بتناول التمر بالمنزل. واعتراض فترة الامتحانات والعطلة الرسمية خلال فترة الدراسة. وعدم إجراء فحوصات مخبرية للكشف عن أمراض الدم الوراثية فقد تم الاكتفاء بالتاريخ المرضي والعائلي للطالبة من خلال السجل الصحي ودقة الجهاز المستعمل. ونوع هذه الدراسة تعبئة استبانه وعينة الدراسة (50) مديرة و330 ولي أمر طالبة وطريقة الانتقاء عشوائية. والفئة المستهدفة مديرات مدارس في مختلف المراحل في مدارس الأحساء وأولياء أمور الطالبات. وبالاشتراك مع الإشراف التربوي تم عقد اجتماع لمديرات المدارس وتم إلقاء محاضرات عن فوائد التمر وأهميته للطالبات وتمت تعبئة استبانات. وتم توزيع استبانات على طالبات لتعبئتها من قبل أولياء أمورهم. نتائج هامة وما هي أهم نتائج البحث في هذه الدراسات الميدانية؟! * لاحظنا ارتفاع نسبة من تفضل تقديم التمر في بداية الحصة الأولى عن الطابور الصباحي عند موظفات المدرسة والطالبات (95% طالبات) (89% معلمات) (60% إداريات). والمشرفات التربويات فضلن إعطاء التمر في الطابور الصباحي بنسبة (84%) و(92% يرغبن في استمرارية تجربة توزيع التمر بين مشرفات وإداريات ومعلمات. و65% فقط من الطالبات يرغبن في استمرارية التجربة وذلك عائد لتفضيل الطالبات للبدائل عن التمر. و81% من أولياء الأمور يرغبون في استمرارية التجربة وتم ارتفاع نسبة الهيموجلوبين عند 46% من الطالبات اللاتي تناولن التمر لمدة ( 3 أشهر). و36% من مديرات المدارس فقط تقبلوا فكرة تخصيص ميزانية من أرباح المقاصف لتوفير كميات التمر للمدارس مستقبلاً. و70% من أولياء أمور أبدوا استعدادهم لتوفير كميات من التمر لاستمرارية التجربة. تحدثت مرات عدة عن ضرورة تشجيع المنتجات الوطنية للنهوض بصناعة التمر وذلك بتطوير إنتاجها لتنافس المنتجات العالمية فما هي أبرز المنتوجات التي تشجعينها على الاستهلاك من التمر؟! * منتوجات عديدة ومتنوعة يمكن استخلاصها من ثمرة التمر المتوفرة بكثرة في بلادنا الزراعية بالدرجة الأولى من بينها: * مساحيق يمكن خلطها بسهولة مع ماء كغذاء للرضع. * أغذية للإفطار على صورة عصيدة حارة أو باردة. * عمل مسليات مثل المصاص والحلقوم والحلويات علماً بأن التمر يحتوي على عنصر الفلور الهام يمنع تسوس الأسنان. * بسكويت أو رقائق لتغذية طلبة المدارس. * آيس كريم بالتمر ومربي بالتمر وعسل بالتمر ومعمول بالتمر ومشروبات منعشه ومغذية من عصير التمر والحليب أو البرتقال. ومعكرونة مصنعة من التمر وخل التمر إضافة إلى رقائق التمر قمر الدين ( تمر الدين) وأصابع حلوى من توفي التمر مغطى بطبقة خفيفة من الشوكولاته أو جوز الهند وقطر التمر كبديل للقطر ( السوائل السكر) وخميرة الخبز ومخللات التمور وإمكانية إدخال التمور في صناعة الخبز. وهناك مستخلصات طبية من ثمرة التمر كنظرة مستقبلية لبحوث ودراسات مخبرية نأمل ظهورها على الساحة قريباً.