أعربت الهيئة العربية للطاقة الذرية عن استعدادها للقيام بالكشف عن التلوث الاشعاعى فى البيئة العراقية ودراسة أسباب التلوث تمهيدا لازالته والكشف عن المواقع التى كانت تحتوى على مواد مشعة بهدف تحديد مصير هذه المواد ودراسة تأثير استخدام اليورانيوم المنضب المستخدم فى الاسلحة والآليات على الانسان. وأوضحت الهيئة فى تقرير لها حول العراق وتداعيات الحرب عليه وصدر أمس الاول الثلاثاء انه فى مجال الوقاية الاشعاعى والامان النووى يمكن للهيئة المساعدة فى تحضير مشروع قانون للوقاية الاشعاعية والامان النووى فىالعراق وانشاء هيئة عراقية رقابية تتولى مراقبة تصنيع واستخدام وتخزين المواد المشعة وحصر الطاقات المشعة وأماكن تواجدها تمهيدا لتخزينها فى اماكن مخصصة لها. وحذر التقرير من أن هناك خطرا شديدا من آثار المواد الكيماوية الخطرة المهددة التى تهدد العراق بكارثة يمكن ان تؤدى لسقوط الآلاف من القتلى آجلا او عاجلا فى المناطق المحيطة ببغداد وبقية العراق. وأفاد التقرير ان المخازن المركزية لحكومة النظام العراقى السابق التى تحتوى على المخزون الاستراتيجى من المواد الكيماوية قد تعرضت لعمليات سلب ونهب منظمة ولم تسلم من أعمال الحرق أيضا خاصة انه كان هناك130طنا من مادة فائقة السمية قرب سجن أبو غريب التى توجد بها المخازن المركزية العراقية. وذكر تقرير الهيئة العربية للطاقة الذرية ان هذه العبوات الكيماوية تعرضت للهدر والاتلاف من قبل اللصوص الذين قاموا بسكبها على الارض لجهلهم بخطورة المواد السمية فى هذه العبوات بخلاف الاف الاطنان من المواد شديدة الخطورة التى سكبت على الارض واختلطت ببعضها لتشكل بحيرات تضم تركيبات كيماوية خطرة تتفاعل يوميا مع حرارة الشمس وتحمل الرياح أبخرتها السامة فى كل اتجاه. وأشار التقرير الى خطورة هذه المواد وتسربها للمياه الجوفية وكذلك اختلاطها بمياه الامطار مما يؤدى لتلوث المزروعات والحيوانات وحدوث مضاعفات كبيرة على الصعيد الصحى يصعب التعامل معها مبينا ان قوات الغزو قامت بنقل نفايات ملوثة من مطار بغداد الدولى الى المنطقة نفسها وهى مخلفات الحرب وتحتوى على بقايا سائلة مخصبة باليورانيوم المشع. وأوضح ان البيئة الزراعية والمائية العراقية مثل مياه نهرى دجلة والفرات قد تعرضت للتلوث بسبب الذخائر الحية من المواد السامة مثل اليورانيوم المخصب وكذلك انعكاس حالة انعدام النظافة وتلوث مياه الشرب على الصحة العامة خاصة بعد انتشار وباء الكوليرا فى جنوبالعراق.