سيحاول قادة مجموعة الدول الثماني الأكثر تقدما في العالم اثناء البحث في وسائل تحريك النمو الاقتصادي العالمي خلال قمتهم في (افيان) اليوم تجنب اثارة الخلافات اذا شعرت بصعوبة اقتلاعها وتوجيه رسالة ثقة من دون المجازفة بمناقشة المواضيع الخلافية مثل حرب العراق وانهيار سعر صرف الدولار. وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك، مستضيف القمة، اني مقتنع بان افيان يمكن ان توجه رسالة ثقة في النمو الاقتصادي العالمي. غير ان الوضع يضغط لان اقتصاديات دول مجموعة الثماني (المانيا وكندا والولاياتالمتحدةوفرنساوايطالياواليابان وبريطانيا وروسيا) تترنح اليوم على الرغم من انتهاء الحرب على العراق وهبوط اسعار النفط. لكن رؤساء دول وحكومات المجموعة، وبعيدا عن هذا الخطاب الطوعي الرامي الى بث روح الثقة من المتوقع ان يخيبوا آمال الاسواق والشركات التي ينصب تفكيرها اليوم على تدهور سعر صرف الدولار ليس الا. وكانت المتحدثة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا قد ذكرت الاربعاء بتصريحات الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي قال في مقابلته مع صحيفة (فاينانشال تايمز) الاثنين لا اعتقد ان الوضع الحالي يستدعي تعليقا خاصا. واوضحت المتحدثة في تصريح صحافي مخصص للحديث عن القمة لقد اظهرت بضع سنوات من الملاحظة ان التصريحات العلنية الخاصة بهذا الشان يجب ان تكون مدروسة بدقة. ذلك ان فرص التحسن الاقتصادي في اليابان وفي منطقة اليورو المبنية على حركة الطلب الخارجي تتضاءل مع انهيار سعر صرف الدولار الذي بدا كأنه يحظى بتشجيع السلطات الاميركية. وقد يثار موضوع الدولار باقتضاب اثناء القمة بقصد نزع فتيل اي خلافات بهذا الشان. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش الخميس في مقابلة مع الصحافيين ساؤكد مجددا سياستنا حيال سعر صرف قوي للدولار. اما المهمات الاقتصادية المطروحة على رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني فخضعت مبدئيا لدراسة واسعة قام بها منذ صباح الاثنين وزراء ماليتهم الذين اجتمعوا في دوفيل (غرب) قبل اسبوعين. الا ان وزراء مالية كبرى الدول الصناعية في العالم لم يتعمقوا مع ذلك كثيرا في المواضيع واكتفوا برفع توصيات فردية حول الاصلاحات الهيكلية على المدى المتوسط وتجنبوا الاشارة الى الدولار. وفي افيان، وعلى الرغم من اعلان النوايا الذي اطلقه جاك شيراك، فان رسالة مجموعة الثماني يجب ان تتسم بالمصداقية وان تكون الثقة مبررة بشكل كامل. حتى ولو ازداد غرق اليابان شهرا بعد شهر في التضخم الذي يهدد المانيا ايضا، ولو باتت اوروبا من الان فصاعدا في حالة انكماش مع المانيا وهولندا وتراجع للنشاط شهدته ايطاليا في الفصل الاول من العام، و حتى ولو بدا ان الولاياتالمتحدة قد تواجه بدورها انحسار السيولة الذي يشكل ما فيه الكفاية من التهديد، ولو انه طفيف حاليا، للمطالبة بمزيد من الرقابة وربما بتحرك ما من قبل البنك المركزي، كما حذر رئيس الاحتياطي الفدرالي الاميركي آلان غرينسبان. وحتى لو ظلت اسواق المال متوترة والشركات محجمة عن الاستثمار والاستهلاك مما يعطي مؤشرات ضعف فان الوضع لا يزال مقبولا حتى الان. وفي افيان، ستعمل كل دولة مشاركة على طمأنة شركائها حيال رغبتها وستدافع عن سياستها الاقتصادية الخاصة. وقال جورج بوش سأقول: ان لدينا هنا في الولاياتالمتحدة سياسات نقدية ومالية سليمة. التخفيضات على الضرائب ستعيد انعاش النمو في اميركا. وساستمع الى مشاريعهم ومبادراتهم حول اصلاح اقتصادياتهم. وسيكتفي الاوروبيون بدورهم بتعزيز الامل في ان ينتهي البنك المركزي الاوروبي الذي سيجتمع مجلس حكامه الخميس، بخفض معدلات فوائده البالغة حاليا 5.2%، اي ضعف معدل الفائدة الرئيسية لدى الاحتياطي الفدرالي الاميركي البالغة 25.1%.