بعد موسمين ساخنين انتهيا بفوضى واعتراضات وشكاوى وحب خشوم واعتذارات وبيانات، بعد ذلك كله لا بد لنا من مواجهة الحقيقة وان كانت مرة، وهي أننا لابد ان نقبل الاستعانة بالحكم الاجنبي مادامت ان لجان التحكيم المتتالية لا تستفيد من كل أخطائها ولا تعير احتراق أعصاب الناس أي اهتمام، ومادامت مصرة على ان الحكم المتميز ليس بالضرورة هو من يأخذ حقه في ادارة المباريات النهائية او المهمة. وعلى هذا الاساس لا اظن ان هناك من يحاول اقناعنا بان تواجد الحكم الاجنبي ليس مطلوبا في هذا الوقت. لقد أكدنا مرارا ان الحكم السعودي من أنجح الحكام متى ما تهيأت له الظروف الصحية والنقية، وان المملكة تعتبر من افضل الدول تخريجا للحكام، لكن ماذا نقول امام بعض القرارات العجيبة التي تجعلنا نتابع حكما متوسطا في مستواه تناط له مهمة تحكيم مباريات مصيرية وخطيرة في الوقت الذي تغيب فيه الوجوه المتميزة والشجاعة من امثال الزيد والمهنا والمطلق. لا أحد يعرف ما الذي حدث قبل المباراة ولا أحد يقبل بما حدث سواء أكان المستفيد الاتحاد او الاهلي فالناس لهم عيون والشمس لا تغطى بمنخل، واذا كنا نعترف بان لجنة الشقير ساهمت في تقديم أسماء جيدة في التحكيم وانها تحملت الشيء الكثير من الاساءات والاهانات وانها حاولت جاهدة مكاشفة حكامها عبر برنامج صافرة، اذا كنا كذلك فاننا نتمنى ان يعترف الاستاذ عمر الشقير وبقية اعضاء لجنته بان الامور لا تسير بشكل طبيعي داخل اللجنة وهو امر بات يشعر به كل متابع للموسمين الماضيين. واذا سلمنا بان انديتنا تدفع مجتمعه مئات الملايين في كل موسم لجلب المدربين الاكفاء واللاعبين الاجانب المميزين وتدعم فرقها بنجومنا المحليين أليس من المنطق امام هذا الوضع ان تخصص الرئاسة العامة لرعاية الشباب مبالغ لجلب خبراء متابعين وحكام أجانب دون أي حساسية من ذلك كون كل مؤسساتنا الخاصة والعامة تستفيد من الكفاءات الاجنبية المتقدمة علينا ولا اظن ان التحكيم سيكون اهم من الطب والهندسة والاقتصاد وكلها مجالات لا تخلو ابدا من العنصر الاجنبي. يا جماعة ترى الناس ملوا وزهقوا وطفشوا مما يشاهدونه من بعض الحكام ومن لجنتهم التي اتمنى ان تتفهم انني لا اطالب بحلها فهذا الحل ليس حلا بل اعترافا بالتقصير دون تعريض وهي ليس هدفنا بالتأكيد... ولكم تحياتي..