تشير العديد من التجارب الدولية الى الاعتماد على التعليم كمدخل اساس للاصلاح الاقتصادي، ونركز هنا على تقويم التعليم ووضع انظمة تهدف الى مراقبة جودته وتحقيق اهدافه باعتبارها مجالات ذات علاقة وثيقة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية، اضافة الى اهمية تقويم التعليم في توفير المعلومات اللازمة لإعداد رؤية مستقبلية وتطوير السياسات الراهنة. ومن الضرورة بمكان ذكر مكونات التقويم التربوي، والتي تشتمل على برامج السياسات تقويم التعليم، واستعراض كذلك اهداف التقويم من حيث ضمان جودته وتحقيق الفاعلية الاقتصادية وترشيد اتخاذ القرارات وتحسين مستوى اداء المدرسة، اضافة الى ترسيخ التواصل حول القيم التربوية لتعزيز التنمية. وفي اطار تقويم التعليم العام في المملكة تبرز اهم المعوقات، والتي تتمثل في عدم وجود جهة مركزية مستقلة تتولى التخطيط للتعليم ومتابعة تنفيذه، مع الاشارة الى استمرار الجدل والمناقشات بشأن هذه القضية المهمة دون الاتفاق على نتائج محددة، حيث لا تستند الآراء المتعلقة بمستويات تحصيل الطلاب على أسس مقنعة تعكس جوانب الضعف والقوى في العلمية التعليمية انطلاقا من معايير وطنية متفق عليها، ومن ناحية اخرى لا توجد دراسات تقويمية علمية تعزز المناقشات حول فعالية السياسات والخطط والبرامج التعليمية الجديدة. وتقوم وزارة المعارف بالمملكة بمجموعة من المشروعات من أجل تقويم التعليم، ومن اهم هذه المشروعات (الاختبارات الوطنية لقياس جودة التحصيل الدراسي) وكذلك اختبارات الكفايات الاساسية للمعلمين) والاختبارات التحصيلية المقننة والتقويم الشامل للمدرسة ونظام الاعتماد التربوي للمدارس الاهلية، اضافة الى مركز الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للجودة، والتقارير الدورية للمؤسسات التعليمية، وتقويم التعليم للجميع. وهنالك مبادىء عامة مقترحة يمكن تبنيها لتقويم التعليم بالمملكة وتحديد الاحتياجات المستقبلية، من اهمها وضع سياسات وانظمة تجعل تقويم التعليم بمثابة (اجراء دوري مقنن) بحيث تتولى أعلى الجهات المسئولة عن التعليم بالمملكة هذه المهام مثل (اللجنة العليا لسياسات التعليم) وكذلك اهمية ايجاد كيان (مركزي مستقل) عن جميع الجهات التعليمية ذو مهام محددة للتخطيط لعملية تقويم التعليم، ومتابعة تنفيذها دون التأثر بسياسات المؤسسات التعليمية، اضافة الى قيام هذا الكيان المستقل (المقترح) باعداد تقارير دورية عن تطور اوضاع التعليم بالمملكة للاستفادة من المعلومات والبيانات الواردة بها في تكوين الرؤية المستقبلية بالمملكة. وكيل وزارة المعارف المساعد للتطوير التربوي