كشف تليفزيون "الديمقراطية اليوم" الأمريكي هذا الأسبوع النقاب عن جريمة قتل القوات الأمريكية ل 3 آلاف أسير أفغاني عبر فيلم وثائقي بعنوان "المذبحة الأفغانية: قافلة الموت"، وأثار الفيلم ضجة في الأوساط الرسمية وأوساط حقوق الإنسان التي طالبت بفتح تحقيق مع ضباط القوات الأمريكية في ضوء ما كشف عنه الفيلم من تواطؤ أمريكي في ارتكاب مذبحة شنيعة راح ضحيتها 3 آلاف أسير أفغاني خلال الحرب الأفغانية. ويقدم الفيلم في الجزء الأول منه اعترافات لشهود عيان اشتركوا في المجزرة التي راح ضحيتها آلاف الاسرى من نظام طالبان وعناصر تنظيم القاعدة. ويعلن الشهود ان حوالي 3 آلاف أسير من نظام طالبان وعناصر تنظيم القاعدة وضعهم الجيش الأمريكي والقوات الافغانية بعد حصار مدينة كندوز في حاويات محكمة الاغلاق وحملوا على ظهر شاحنات لنقلهم الى سجن شريبغان. ويقول شهود العيان انه عندما بدأ الأسرى المحتجزون داخل الحاويات بالصراخ لأنهم يكادون يختنقون بدون هواء، اطلق الجنود الافغان المتحالفون مع القوات الأمريكية نيران بنادقهم مباشرة نحو الحاويات فقتلوا العديد منهم، وعانى البقية طوال الرحلة البرية المروّعة التي استمرت أربعة ايام، حيث بلغ منهم العطش مبلغاً دفعهم الى ارتشاف الدم من جروحهم المفتوحة. ويفيد الشهود طبقا لما نشره الموقع الالكتروني لتليفزيون "الديمقراطية اليوم" انه عندما وصلت الشاحنات وفتح الجنود الحاويات، كان معظم الاسرى المحتجزين قد فارقوا الحياة. ويقولون ايضا ان القوات الأمريكية اعادت توجيه الحاويات التي تحمل الاحياء والموتى الى الصحراء، ووقفت موقف المتفرج والمساعد لحلفائهم الافغان الذين قاموا بقتل ما تبقى من أسرى أحياء ودفنونهم، والآن هناك قبر جماعي يضم 3 آلاف جثة. وعرض الفيلم الوثائقي الذي اعده المنتج والمخرج الايرلندي الشهير جامي دوران قبل ذلك في بريطانيا وألمانيا وايطاليا واستراليا، بالاضافة الى عرضه ايضاً أمام البرلمان الأوروبي. وأثار غضب جماعات ومحامي حقوق الانسان الذين يطالبون الآن بفتح تحقيق حول تورط القوات الأمريكية في ارتكاب جرائم حرب في افغانستان. وقام الصحفي اللامع نجيب الله قريشي بجمع المعلومات التي استند اليها الفيلم الذي أدان الأمريكان، وتعرض نجيب الله للضرب المبرح الذي كاد يودي بحياته عندما حاول الحصول على دليل مصور لاشتراك القوات الأمريكية في المجزرة. والغريب ان اثنين من شهود العيان الذين ظهروا في الفيلم الوثائقي رحلا عن الحياة بعد فترة من عرض الفيلم في اشارة واضحة لاتهام الجيش الأمريكي بهذه العملية...!!!