قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع: نحن -والحمد لله- نعيش في ظل الشريعة الإسلامية في بلد آمن وشعب متطور والحمد لله، شعب يشعر كل منهم بالأخوة للآخر، والملك عبدالله -سلمه الله- يوصينا ويعتني بخدمة شعبه ووطنه وعقيدته قبل كل شيء ونحن والحمد لله كما أقول لكم في أمن وأمان ومؤسسات خيرية تعمل في كل أنحاء المملكة. وقال سموه خلال رعايته مساء أمس حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد في دورتها لهذا العام، بمدينة الرياض: «أشكر الابن فيصل وأبناء الملك خالد وبناته على مجهودهم، وأقول: أنتم -والحمد لله- تسيرون على نهج آبائكم وأجدادكم، وأسأل الله -عز وجل- أن يوفق الجميع لما فيه خير ديننا وبلادنا وشعبنا، وأكرر وأقول: الأمير نايف هو الأخ والصديق منذ الصغر، أسأل الله له المغفرة، وأشكركم على جهودكم في هذه الجائزة. وقال سموه: يشرفني أن أكون بينكم في هذه الليلة السعيدة التي تحمل اسم المغفور له الملك خالد رحمه الله. وأشكر أبناء وبنات الملك خالد على عنايتهم بهذه الجائزة وأخص الأمير فيصل على جهوده المستمرة في هذه الجائزة. ونحن -والحمد لله والشكر له عز وجل- جعلنا في هذا البلد نعمل لخير مواطنينا وإنشاء المؤسسات الخيرية التنموية حتى تقوم بواجبها في هذا المجتمع المسلم العربي. الملك خالد - رحمه الله - عمل بإخلاص واجتهاد ولا يمكن أن ننسى إنجازاته في فترة حكمه. الملك خالد تميز بالصدق والإخلاص وصلاح النية والحرص على مصالح الوطن، هذا ما أعرفه خلال ما عشته - رحمه الله - وهذا النهج سار عليه ملوك هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز إلى أبنائه الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله، وولي عهدهم الأمير سلطان -رحمه الله- والأمير نايف رحمه الله. وهذا ليس مستغربا، فالبلاد -والحمد لله- قامت على العقيدة الإسلامية وقامت ونبتت من بذور هذه الأرض أولها الشيخ محمد بن سعود حتى الدولة الثالثة الإمام تركي بن عبدالله وهذه التي نحن فيها الآن التي أقامها الملك عبدالعزيز وبدأها كما تعلمون من الرياض -والحمد لله- تحققت الوحدة. هذه البلاد واجتماع الشمل هذا الشعب ونحن الآن نرى، وأرى أمامي أبناء وطن من كل أقاليمه». وفور وصول سمو ولي العهد يرافقه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه والأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز عزف السلام الملكي. وكان في استقبال سموه الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس هيئة جائزة الملك خالد والأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية والأمين العام للجائزة رياض بن محمد العبدالكريم. من جهته قال الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز: «في مؤسسة الملكِ خالدٍ الخيرية، وفي غيرِها من نظائرِها، وفي كل فعلٍ وطني رسمي أو أهلي.. جماعيٍّ أو فردي، تبرز إجابات واضحةٌ وشافية عن أسئلة ليس لها وجودٌ إلا في أذهانِ مبتكريها من المرجفين الواهمين. فبرغمِ الأحداث والقلاقل، وبرُغم الأقاويلِ والأراجيفِ والإشاعات، وبرُغم ما يحيطُ برسوخِنا من تحولاتٍ عاتية، نبقى عاكفينَ على تنميةِ وطنِنَا، ونواصلُ بناءَنا وبناءَ ما بينَ أيدينا، لتكونَ الإجابةُ الرئيسةُ: إنَّها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ أيها الحالمونَ الواهمون. إنَّها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ أيّها المتربِّصون. إنَّها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ أيها النّاكرون، وهي أكبرُ من أوهامِكُمْ، وأقوى من أفعالِكم، وأعظمُ من أنْ تتأثرَ بأمثالِكم من ذوي الأفكارِ الضيّقةِ، والعقولِ الصغيرة، والرؤى الحزبيةِ التي لا تقومُ على مبدأ، ولا تنطلقُ من إحساسٍ بالمسؤولية». ثم ألقى الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد والحضور، وقال: «يشرفني في هذا المساء أن أقف بينكم جميعاً لأتحدث عن أحد رجالات هذه الدولة الذين دأبوا على بذل الغالي والنفيس منذ توحيد هذه البلاد على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- مروراً بمن خلفه من بعده من أبنائه وساروا على نهجه حتى وصلنا إلى هذا العهد الزاهر بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسموكم يا سيدي وسمو النائب الثاني حفظكم الله. فما نعيشه من تطور ونمو وازدهار لم يكن ليتحقق -لولا توفيق الله- ثم جهد الرجال المخلصين، ابتداءً من مرحلة التوحيد مروراً بالمراحل المتلاحقة من البناء والتشييد والتطور حتى أصبحت المملكة تتسنم مراتب متقدمة في الكثير من المجالات». وأضاف قائلاً: « يشرفني أن أقف بين أيديكم لأتحدث عن سيدي ووالدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة- مع أني أجد صعوبة في هذا الأمر فليس من السهل الحديث عن الأمير نايف بن عبدالعزيز، فمهما قلت لن أوفيه حقه. فقد تعلمنا منه -رحمه الله- التحلي والتمثل بتعاليم الدين الحنيف وطاعة ومحبة أولي الأمر وإنصاف الجميع والوفاء لهذا الوطن وقادته. فقد كان العين الساهرة ورجل الأمن الأول وحقق الكثير من النجاحات بتوفيق من الله في مكافحة الإرهاب والقضاء على هذه الآفة، لينعم هذا البلد بالأمن والآمان الذي نعيش فيه والحمد لله. كما كان يحرص على المواطنين جميعاً، ليأخذوا حقوقهم بالعدل والمساواة مع العزم والحزم الذي عرف به -رحمه الله- في جميع أموره، ورؤيته الصائبة الحكيمة في حل كل ما يعترض هذا الوطن من عقبات تواجهه بمسؤولية وبقامات عالية، حيث كان يؤمن بأن المواطن هو رجل الأمن الأول، وأنه من يعتمد عليه -بعد الله- في حماية الوطن». وأكد سموه إنه لتعاضد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- مع القيادة الرشيدة الكثير من مواقف النُبل والعطاء لأبناء هذا الوطن رسمت الصورة الناصعة لقيادة هذا البلد الغالي. وقال: «إن الأمير نايف بن عبدالعزيز حقق بنظره الثاقب استراتيجية الأمن الفكري للوقوف سداً منيعاً أمام محاولات تعكير أمن الوطن والمواطن وكانت مواقفه الخيرة - رحمه الله - تصل إلى كل من يطلب العون». عقب ذلك تفضل سمو ولي العهد بتسليم الجوائز للفائزين في فروع الجائزة، ثم شرف سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز والحضور مأدبة العشاء المقامة بهذه المناسبة. كما قدّم شكره لأبناء الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- على مبادرتهم الوفية ومنح الأمير نايف بن عبدالعزيز هذه الجائزة. النائب الثاني يدشن مشروع الجينوم البشري السعودي رعى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين أمس، حفل إطلاق مشروع برنامج الجينوم البشري السعودي في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أحد المشاريع العلمية الضخمة التي تنفذها المدينة ضمن خططها الاستراتيجية من أجل استثمار فرص التطور التقني والتكنولوجي في المجالات كافة لخدمة أغراض التنمية بالمملكة. ولدى وصول سموه الى مقر الحفل يرافقه الأمير سعود بن عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز والأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز والمستشار والمشرف على مكتب سمو النائب الثاني عبدالعزيز بن صالح الحواس. وكان في استقباله الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم ورئيس المدينة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، والأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث. وبعد أن أخذ سموه مكانه, بدئ الحفل المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى سمو النائب الثاني كلمة قال فيها: يشرفني ويسعدني أن أقف اليوم بينكم في صرح من صروح العلم والمعرفة لإطلاق برنامجٍ علمي ٍمتميزٍ هو «البرنامج السعودي للجينوم»، حيث يهدف هذا البرنامج إلى تحديد الجينات المسببة لبعض الأمراض المستوطنة والخطيرة بالمملكة, ودراسة البيئة الوراثية لبعض أمراض الدماغ المنتشرة, ومحاولة الحد من انتشار الأمراض الوراثية من خلال توفير قاعدة معلومات وراثية متكاملة. ويمثل هذا البرنامج نقلة نوعية في مجال البحوث والدراسات العلمية لما له من أثر -إن شاء الله- في تطور ورقي الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين مستقبلاً وللأجيال القادمة بمشيئة الله. كما أن هذا البرنامج سيسهم في تعزيز الروابط العلمية بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية, وبين المجموعات العلمية الأخرى في الداخل والخارج، وما سينتج عن ذلك من نقلة نوعية في مجال تشخيص الأمراض. وفي هذا المقام نودُ الإشادة بجهود جميع أبنائنا الباحثين الذين بذلوا جُهوداً مشكورة, ومازالوا يُقدمون العديد من البحوث والدراسات, التي نالت إعجاب واستحسان العديد من مراكز البحوث العالمية, ونحثهم على بذل وتقديم المزيد من العطاء خدمة للعلمْ, وصولاً لتحقيق المزيد من الرفاهية والتقدم لأبنائنا المواطنين, والارتقاء بسمعة المملكة وما تقدمه من بحوث في شتى المجالات العلمية.