ان طريقة هذا الكتاب في دراسة المستقبل تستند بشكل حر الى الاستقراء وعيوبه، فتلجأ الى تقنية يطلق عليها تخطيط السيناريو، وذلك كأداه تساعد على القاء نظرة بعيدة على عالم ملىء بالتردد وعدم اليقين، فالسيناريوهات قصص تدور حول الطريقة التي سيصبح عليها العالم في الغد.. وهي قصص تساعد على الاعتراف باوجه التغيير بمحيطنا الحاضر والتكيف معه، وهي تشكل اسلوبا في التعبير بوضوح عن الدروب المختلفة التي قد تتواجد في الغد وانها تكتشف التحركات الملائمة تحت كل واحدة من الدروب الممكنة.. ويستخدم تخطيط السيناريو الآن من قبل المخططين الاستراتيجيين في الشركات والحكومات عبر اوروبا وامريكا والشرق الأقصى. وتسمح لنا السيناريوهات كما يقول المؤلف بان نحلم لبرهة ليس في التعصب تماما بل بالممكن والمحتمل، وبما تعنيه بالنسبة لحياتنا في المستقبل، فنهاية الالفية قد اختزلت من نظرتنا الى المستقبل. ماذا يحدث؟ ان عملية التعود على التعايش مع المستقبل لابد ان تبدا بفهم افضل للزمن الذي نعيش فيه.. ولذلك يحاول المؤلف ان يحلل التحولات الكبيرة التي تجري في حقل الاعمال ماهي؟ من اين تجىء؟ والى اين تسير؟. ويحدد الفصل الاول من الكتاب واحدة من اكبر التحولات التي طرأت في السنوات الاخيرة على انهيار الحواجز التقليدية بين الصناعات واصبحت الفئات الصناعية البسيطة محبوبة الاحصائيين ويصبح تجار التجزئة مصرفيين ويتحدث عن التحالفات كونها وسيلة مفيدة للشركات لوضع موضع قدم استطلاعي في المياه الصناعية الجديدة. لماذا تحدث هذه التغييرات؟ الفصل الثاني يفكر المؤلف ويتساءل لماذا تحطمت الجدران القائمة بين الصناعات ولماذا هي تتحطم الآن؟.. ويتطلع الى عدد من حملات التغيير الرئيسة في الاقتصاد والاعمال ومنها سلوك المستهلكين وحرية الاختيار الكبيرة التي كان لها اثرها في تغير الطلب كما يتحدث عن التحول الديموغرافي الكبير وكذلك تكنولوجيا المعلومات وتأثيرها على الاقتصاد والاعمال. التنبؤ بما لا يمكن يرى المؤلف ان الطرق التقليدية في استشراف المستقبل كان يتم استخلاصها من الماضي وهذا بدروه قد ادى الى سلوك دروب خاطئة. وعبر الفصول الخمسة اللاحقة- وهي لب الكتاب - يسرد المؤلف خمس قصص مختلفة وليست هي القصص التي استطاع ان يرويها فقط. وكل واحدة من القصص الخمس التي اخترتها تمثل وجهة نظر مختلفة عن المستقبل وكل قصة تحاول ان تجعل من وجهة النظر تلك اكثر واقعية بوضع اللحم والعظم على مخطط تمهيدي يبين كيف للمشاريع والاعمال ان تتطور وتنمو خلال السنوات القادمة. يقول المؤلف: لن تتحقق احداث قصة واحدة من بين القصص الخمس ولن تقع بالطريقة التي اراها بالضبط الا ان بعض العناصر فيها سوف تظهر بكل تاكيد على نطاق واسع في السنوات العشر القادمة. وتستند القصص على تحديد لادائين رئيسيين من ادوات التغير في عالم الاقتصاد والاعمال في الوقت الحاضر وهي: الجذر نتيجة لطلب المتزايد والدفع الذي يتأتى من مخاوف الموردين اذا لم يعودوا مبتكرين ومجددين في كل لحظة. ماذا بمقدرونا أن نعمل؟ ينهي المؤلف كتابه بهذا السؤال ويقدم ثلاث توصيات رئيسة هي: الاولى على الشركات ان تتبع استراتيجيات قوية، الثانية: على مشاريع الاعمال ان ترصد اشارات التحذير المبكر لاى خطر او سيناريو يسود، اخيرا على قادة الشركات ان يشركوا فريق ادارتهم في التفكير بصراحة حول المستقبل.