غادرت فرق الانقاذ الاجنبية الجزائر امس لكن كابوس الزلزال المدمر استمر يلاحق 15 الف مشرد يواجهون مخاطر المرض بينما تزايد الغضب العام ازاء اسلوب تعامل الحكومة مع الكارثة. وقالت الاذاعة الجزائرية ان المخاوف تثور من احتمال تفشي الامراض في البلدات التي عصف بها الزلزال على ساحل البلاد على البحر المتوسط بسبب نقص المياه النظيفة ومنشآت الصرف الصحي. وبقيت الحصيلة الرسمية لضحايا الزلزال حتى يوم امس 2162 قتيلا و8965 جريحا، ويتوقع زيادة الحصيلة نظرا لعدم معرفة مصير المئات تحت انقاض المباني التي انهارت شرقي العاصمة. وبدا ان البحث المحموم عن ناجين على مدى ايام انتهى مع توجه فرق الانقاذ من مختلف انحاء العالم مع كلابهم المدربة الى المطار. وقال احد افراد هذه الفرق بينما يجمع كلابه في فندق بالجزائر العاصمة لا يوجد شيء اخر يمكننا عمله. كل من هو اسفل كل ذلك ميت وليس حيا. واستسلم كثير من فرق الانقاذ للامر المحتوم امس وتنحوا جانبا بينما بدأ استخدام الرافعات والشاحنات لازالة حطام المباني وكشف الجثث المتفحمة والمتحللة. وتركت الصدمة والحزن مكانهما للغضب في مطلع الاسبوع مع تزايد نقمة الاهالي على الحكومة واتهامها بالتقصير في اغاثة المشردين والتغاضي عن بناء رديء في منطقة تتكرر بها الزلازل. من ناحية ثانية اعلن مصدر رسمي يوم امس الاول ان احكاما بالسجن لمدة خمس سنوات مع النفاذ صدرت بحق 18 شخصا متهمين باعمال نهب في المناطق المنكوبة بالزلزال الذي ضرب الجزائر العاصمة ومنطقتها مساء الاربعاء الماضي. وقال المدعي العام في محكمة بومرداس ان هؤلاء حرموا ايضا من حقوقهم المدنية والسياسية للفترة نفسها ومنعوا من الاقامة في بومرداس. واوضح في بيان ان القانون سيطبق بحذافيره على الذين يقومون بأعمال نهب. وكان رئيس الحكومة الجزائرية احمد اويحيى اعلن ان تعليمات صارمة صدرت لقمع اعمال النهب. ومن جهة اخرى، اعلن وزير التربية الوطنية ابو بكر بن بوزيد انتهاء العام الدراسي في المناطق التي ضربها الزلزال لان معظم المدارس قد تدمرت او تضررت بشكل كبير. واوضح ان اضرارا لحقت ب 453 مدرسة بينها تسعة تدمرت تدميرا كاملا. من جهة أخرى قتل أشخاص يشتبه بانهم متشددون اسلاميون يوم امس الاول سبعة اشخاص بينهم طفلان ذبحا غرب الجزائر. وقالت الإذاعة الجزائرية إن الهجوم وقع في ولاية الشلف على بعد نحو 200 كيلومتر غربي الجزائر العاصمة في الوقت الذي تحاول فيه البلاد مواجهة آثار زلزال ادى الى قتل اكثر من 2100 شخص. واضافت ان عشرة رجال ذبحوا امرأة وطفليها قبل اقتحام مدرسة اسلامية قتلوا فيها بالرصاص اربعة طلاب وجرحوا خامسا ، و ان نحو 25 طالبا فروا من الهجوم ، واشارت تقارير أولية الى ان ثمانية قتلوا. وقتل مابين 100 الف و 150 الف شخص في اعمال العنف التي تفجرت في عام 1992 بعد ان الغت الحكومة انتخابات كان الاصوليون على وشك الفوز بها. وتحارب الجماعة الاسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال السلطات الجزائرية سعيا لاقامة حكومة اسلامية.