ان الجميع يدرك اهمية شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنزلته في الاسلام وانه من الثوابت الشرعية ومن دعائم الحكم وقواعده منذ قيام هذا الدين وبعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة عملا بقول الله تعالى: (كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر..) وتحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان). وحديث السفينة. وبناء على هذا الاصل حرص ولاة الامر في مهبط الوحي ومنبع الرسالة وقبلة المسلمين المملكة العربية السعودية منذ قيامها في جميع ادوارها على قيام هذه الشعيرة فجهاز الحسبة منذ عهد الامام الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله واسكنه فسيح جناته وهو يلقى الرعاية والدعم والمساندة وعلى هذا سار ابناؤه البررة من بعده ملوك وامراء هذه البلاد الغالية المباركة والى هذا العصر الزاهر فهو يلقى الاهتمام من ولاة امرنا وسيبقى - بإذن الله تعالى - الى قيام الساعة حيث تولي حكومتنا - وفقها الله لكل خير - الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر العناية والرعاية والدعم المعنوي والمادي بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز المفدى وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله. والشواهد على ذلك من ولاة امرنا كثيرة واكبر شاهد على ذلك ما صرح به صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - حفظه الله ورعاه - يوم الاحد 1423/3/17ه، في مؤتمره الصحفي اذ ذكر رعاه الله: ان الهيئة باقية ما بقي هذ الوطن وانها ركن اساسي في حكم الدولة الاسلامية.. الخ ما قال وفقه الله. ان منسوبي الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد غمرتهم السعادة السرور على هذا التصريح المسدد من رجل الامن الاول ليشكرون ويقدرون لسموه الكريم هذه التأكيد غير المستغرب من سموه وما قد سبقه من تصريحات في مناسبات عدة حول اهمية هذا الجهاز وما يقوم به من اعمال جليلة وهذا دلالة كبيرة على حرصه وحبه ودعمه للامرين بالمعروف والناهين عن المنكر ورغبة سموه الكريم في ايضاح اللبس والخلط والتجني الذي يطال جهازا من اجهزة الدولة التي تعمل جنبا الى جنب مع بقية الاجهزة الحكومية الاخرى في خدمة الوطن والمواطن وتحقيق الامن والامان وحفظ ضرورات المجتمع الخمس الدين، العرض، النفس، العقل، المال.. وهم يجددون اخلاصهم وتفانيهم لاداء ما حملوا وكلفوا به من قبل ولي الامر - حفظه الله - من امانة عظيمة ومهام شرعية واجبة الاداء على الوجه المطلوب شرعا ووفق الضوابط الشرعية. ان منسوبي الهيئة نحسبهم والله حسيب الجميع ولا نزكي على الله احدا رجالا تقاة امناء مجتهدين نصحة لله ولدينهم وولاة امرهم وامتهم وهم ابناء ببرة للدولة وحراس للفضيلة وحفظ الامن من كل ما يعكر صفوه فالرئاسة جهاز امني شرعي وجزء لا يتجزأ من بقية اجهزة الدولة الامنية التي تسهر على حماية المجتمع من كل ما يخل بعقيدته وأمنه واستقراره واحكامه الشرعية ومعلوم انهم غير معصومين من الخطأ كغيرهم من العاملين في الجهات الاخرى فقد يخطئون بناء على اجتهاد محض وحرصا على المصلحة العامة ودرءا للمفاسد، وهم رجال امن مع اخوانهم في الجهات الامنية الاخرى يدا واحدا لحماية امننا من كل من تسول له نفسه بالعبث بهذه النعمة الكبيرة نعمة الامن والطمأنينة. وما قد يشاع عنهم لا يعدو كونه من صاحب منكر سبق القبض عليه، او صاحب منكر يخشى من القبض عليه لم يوفقا بعد للتوبة، او من صاحب فكر منحرف عن الطريق الحق المستقيم، او من انسان يجهل الحكم الشرعي للحسبة اصلا ولا يعلم انها من اوجب الواجبات الشرعية على الحاكم والمحكوم للادلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة، او مسكين امعة يسمع وينقل ذلك دون تثبيت وتبين للحق والصدق فيظلم نفسه ويظلم من تكلم فيهم بسوء. ان تصريح سموه محل رضا واغتباط منسوبي الرئاسة وفروعها وهيئاتها ومراكزها في جميع مناطق مملكتنا الحبيبة الغالية - حرسها الله من كل سوء وشر ومكروه - بل سر به المواطنون عموما لما نسمعه في المجالس من اشادة ودعاء لسموه من عامة الناس وخاصتهم، ويعلقون عليه امالا وتطلعات كبيرة لدعم مسيرة هذا الجهاز المبارك ليحقق ما يصبو اليه وما يرام منه نحو اداء رسالته العظيمة في المجتمع للعمل بعون الله تعالى على حمايته وحماية شبابه وفتياته ورجاله ونسائه من الوقوع في الرذيلة والمنكرات والشهوات ولكثرة ما يطالب به المواطنون بفتح وزيادة المراكز والاعضاء في جميع انحاء المملكة. فالرئاسة تسعى جاهدة لتوجيه الناس وارشادهم الى الخير ومنعهم من الوقوع في المنكرات وعلاج من يرتكب ذلك بالاسلوب الشرعي المناسب. اسأل الله تعالى ان يحفظ سمو الامير نايف ويطيل في عمره على طاعته والعمل الصالح، وان يجعل ما قدمه ولاة امرنا وما يقدمون في ميزان حسناتهم وان يوفقهم ويعينهم في كل ما يخدم الاسلام المسلمين، كما اسأله سبحانه ان يحفظ لنا ديننا وامتنا وولاة امرنا واستقرارنا ومملكتنا الغالية من كل سوء وشر ومكروه وان يرد عنا كيد الكائدين وشر المفسدين الذين يسعون في الارض فسادا كما نسأله ان يعين حكومتنا للقضاء على كل من يريد الاخلال بامننا الوافر ووحدتنا المتماسكة وان يوحد على الحق كلمتنا انه سميع مجيب. وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد. المستشار والمدير العام للشئون الادارية والمالية بالرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عبدالكريم بن عبدالمحسن التركي