ألقت القوات الأمريكية القبض على شقيق زوجة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ضابط المخابرات السابق، حسبما أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية. وقالت أن لؤي خير الله الذي قدم على انه مرافق عدي صدام حسين اعتقل الجمعة وأنه عضو في أجهزة الأمن والمخابرات وشقيق ساجدة طلفاح زوجة الرئيس العراقي المخلوع. ويوجد اسم لؤي ضمن لائحة المسؤولين العراقيين المطلوبين من قبل القوات الأمريكية، بحسب البيان. ولم توضح اين قبض عليه لكنها قالت انه يحمل رقم 52 على قائمة العراقيين المطلوبين. وافاد البيان ان القوات الامريكية احتجزت 17 عراقيا حتى الآن بالقرب من تكريت مسقط رأس صدام وقرب بلدة الفلوجة للاشتباه في ايوائهم اعضاء في حزب البعث المحظور حاليا ومسؤولين من النظام السابق. وتلاحق القوات الامريكية المسؤولين العراقيين السابقين وتمكنت حتى الآن من القبض على 21 ممن وردت اسماؤهم على قائمة تضم 55 من ابرز المطلوبين العراقيين. من جهة أخرى، قال مسؤول في التحالف الأمريكي البريطاني الذي يحتل العراق أن المؤتمر الوطني العراقي الذي يتوقع ان يفرز سلطة انتقالية عراقية والذي كان مقررا اصلا في مايو سيعقد في يونيو لتوسيع تمثيل الأحزاب. وأضاف لوكالة فرانس برس طالبا عدم نشر اسمه أنه في حال تعطل التعاون الذي بدأ بين هذه الاحزاب لسبب او لاخر فانه سيعاد النظر في الامر برمته. واعتبر ان مجلس السبعة المكون من قيادات المعارضة العراقية السابقة لا يحظى بصفة تمثيلية كاملة. وتضم الهيئة القيادية للمعارضة العراقية السابقة الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والمؤتمر الوطني العراقي والوفاق الوطني العراقي وحزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية ونصير الجادرجي إحدى شخصيات بغداد. وقال المسؤول في التحالف ان الأمريكيين ومجموعة السبع اتفقا على ان يضم المؤتمر 300 شخص سيتولون تقرير تركيبة السلطة الانتقالية كما يقول المسؤول او الحكومة الانتقالية كما تقول الاحزاب العراقية. وكان لقاء الجمعة اول اجتماع بين مجلس السبعة وبول بريمر منذ وصوله الى العراق في 12 مايو خلفا لجاي غارنر. واعلن عادل عبد المهدي المستشار السياسي لدى المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق واحد اعضاء مجلس السبعة امس الاحد ان الفريق الأمريكي البريطاني يحد من قدرة العراقيين على ادارة شؤون بلادهم. وقال ان الوزراء (في الحكومة المقبلة) لن تكون لهم السلطة ولا الوسائل لاتخاذ قرارات، مشيرا الى ان التحالف عين مستشارين على رأس الوزارات. وقال انها عودة الى نقطة البدء. وكان جاي غارنر المح الى ان مجلس السبعة سيشكل نواة الحكومة العراقية المقبلة. واعتبر المؤتمر الوطني العراقي بزعامة احمد الجلبي والمدعوم من البنتاغون ان التبدل في سياسة التحالف ناتج عن خلاف في واشنطن. وقال انتفاض قنبر الناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي العضو في مجلس السبعة ان هناك انقسامات داخل الادارة الأمريكية بين الذين يريدون دولة عراقية ديموقراطية وليبرالية والذين يريدون دولة عراقية شبه ديموقراطية واخيرا الذين يريدون دولة عراقية غير ديموقراطية اطلاقا. وقد تدفق أمس آلاف العراقيين متدفقين على مسجد الكاظمية شمال غرب بغداد في تظاهرات اعربوا فيها عن احتجاجهم على احتلال بلادهم وطالبوا بحكومة تمثل الشعب العراقي. ورفعت الجموع التي غص بها الطريق صور محمد صادق الصدر الذي اغتيل في النجف سنة 1999 واعلاما خضراء ولافتات كتب عليها نريد عراقيين شرفاء وليس لصوصا و لا لحكومة لا تعبر عن طموحاتنا. وهتف المتظاهرون: لا للظلم و لا للاحتلال و لا لاسرائيل و نعم للاسلام. وقال الشيخ محمد الفرطوسي مخاطبا المتظاهرين: كلنا نريد حكومة نزيهة ونريد حكومة موحدة وليس عراقا مجزأ. وقال الشيخ احمد المطيري ردا على سؤال لوكالة فرانس برس قدم الأمريكيون الى العراق تحت راية الحرية غير انه يوما بعد يوم بدأ الامر يتحول الى احتلال. من جهة ثانية، تصطدم عملية اعادة تنظيم شرطة بغداد التي تحتل اولوية في مدينة غاب عنها الامان، بصعوبة تقنية ومادية بينما يجد معظم رجال الشرطة الذين عادوا الى عملهم انفسهم بدون اي مهمة فعليا. وبحسب الجنرال بوفور بلونت قائد الفرقة الثالثة مشاة الأمريكية فان حوالي سبعة الاف شرطي عادوا الى مراكز عملهم منذ نهاية الحرب. غير ان القليل منهم يعمل فعليا بسبب نقص المعدات والمباني ومشاكل ترتبط بالتسلسل الهرمي. وقد تم نهب او حرق اغلب مراكز الشرطة في بغداد مع سقوط العاصمة العراقية ولم يفتح حاليا سوى مركزين في بغداد غير انه لا يتوفر فيهما ادنى المعدات. ولا يزال منصب قائد الشرطة شاغرا بعد استقالتين متتاليتين، طوعا او كرها، لقائدي الشرطة خلال الاسبوعين الاخيرين. وبدأت القوات الأمريكية تمد عناصر الشرطة بالاسلحة الخفيفة غير ان العقيد خليل سلمان مساعد رئيس مركز الرصافة اشار الى ان 20 بالمئة فقط من رجاله مزودون باسلحة. وادى هذا الوضع الى بقاء اغلب عناصر الشرطة، باستثناء اعوان المرور، دون مهام. وتجمع مئة من عناصر الشرطة ببدلهم المؤقتة والتي هي عبارة عن قميص ابيض وسروال كاكي، في ساحة مركز الرصافة شمال بغداد دون هدف محدد. وقال الرقيب فاضل كاظم ليس لدينا تعليمات ولا مهام ولا حتى كراسي للجلوس عليها. واضاف شرطي اخر بغضب: المجرمون لديهم قنابل يدوية واسلحة ثقيلة ماذا يمكننا ان نفعل في مواجهتهم بمسدساتنا البسيطة؟ واضاف مع انه لدينا خبرة ونعرف من هم المجرمون والعصابات غير انه ليست لدينا سلطة. واعرب اخرون عن تبرمهم لخسارة مواقعهم وبينهم سعد كريم كاظم الضابط السابق المجاز من اكاديمية الشرطة والذي اصبح مكلفا باعمال الحراسة. وتلقى سعد راتبه الاحد (20 دولارا) ونظر الى الاوراق النقدية التي خسرت ربع قيمتها في غضون اسبوع قال متبرما انا متزوج ولدي ثلاثة اطفال اعيلهم. ومن المشاكل الاخرى التي يتعرض لها عناصر الشرطة : التصفيات. ويقول العقيد احمد كاظم ابراهيم المكلف بالامن في اكاديمية الشرطة مع ان اغلب عناصر الشرطة من اصحاب السيرة الحسنة الا ان هناك بينهم فاسدون ومجرمون من عناصر النظام السابق وهؤلاء لا نريدهم. واضاف يمكننا ان نراقب ما يجري في حينا غير انه لا يمكننا مراقبة ما يجري في اماكن اخرى. ويقر عناصر الشرطة العسكرية الأمريكية المكلفون باغلب مناطق العاصمة بوجود صعوبات اتصال وتنسيق. واعتبر العقيد ابراهيم مع ذلك ان الوضع يتحسن تدريجيا وقال ان قوة شرطة فعالة ستكون عملانية في غضون شهر. ومن المفترض ان تبدأ اول الدوريات المشتركة الليلية الأمريكيةالعراقية اعتبارا من الليلة الماضية. واعترف الخميس الجنرال بلونت بأن جهاز الشرطة ليس فعالا حاليا وقال: نحاول اقامة شرطة فعالة غير اننا لا نزال بعيدين عن تحقيق ذلك. وفي هذه الاثناء تتولى القوات الأمريكية وحدها مهام الامن في بغداد وتكثف من دورياتها وتعزز وجودها حول العديد من المباني. وقال اندرو ايردمان احد مساعدي الحاكم الأمريكي المدني الاعلى بول بريمر: حيثما ذهبنا سواء الى الجامعات او المستشفيات او المدارس نسمع الامر نفسه: هل يمكنك توفير الحماية لنا؟.