مجتمعنا اليوم بحاجة للشفافية في الاعلام.. في الاقتصاد وفرص الحياة والعمل تقريبا في واقعنا الاجتماعي والمؤسسي.. وبحاجة اكبر للاهتمام بعقل الانسان وتوازنه الذهني والنفساني من مراحل التنشئة الاساسية في الاسرة وفي المدرسة وفي المسجد وفي الاعلام وفي مؤسسات الترفيه والتثقيف.. نحن فعلا مجتمع مفرغ من الحوار وفي حالة جوع للتصالح مع ما حولنا من اراء وافكار واتجاهات.. الاحادية في الرأي وفي التفكير وفي القناعات والانتصار للذات على حساب الحقيقة ايا كان مصدرها تعتبر سمة طاغية في معظم من تعرف من حولك او نتعامل معه في العمل وربما بين اصدقائك ومعارفك.. ولعله طبيعي جدا ان يتخرج الشاب من عملية التنشئة الاجتماعية مجسدا سلطوية الاب وتهميش الرفاق وتقزيم المعلم وتوبيخ وتقريع الاخوة الكبار له في مراحل تشكله الاولى التي يبني فيها صورته ونظرته لذاته ومن خلال تعامل الاخرين معه كشخصية.. لنكن صادقين مع انفسنا في ان لدينا خللا في اساليب التربية للابناء في اسرنا.. وبين الافراط في السلطة والتفريط فيها من الابوين تجاه ابنائهما من المتعذر ان نخرج جيلا متوازنا ذهنيا ونفسيا، ومتصالحا مع ذاته ومع العالم من حوله.. الحوار بين الآباء والابناء في الغالب الاعم من أسرنا مفقود وان وجد لدى البعض من الاسر فالبيئة الاجتماعية في الحي وفي المدرسة القائمة على اساليب جد متخلفة في التعامل مع الصغار والشباب للدرجة التي تجعلك كأب أو أم تقدم رجلا وتؤخر اخرى في تربية ابنائك بأساليب الحوار واحترام الرأي في بيئة لاتعترف بكل ذلك.. ولربما شعرت بالذنب ان تغرس في ابنائك كل القيم والمثل النبيلة والواقع من حولهم يطفح بكل ماهو عكس تربيتهم.. فالمدرس لايهتم الا لمنهجه وآخر مايفكر فيه ان يتصرف كقدوة حسنة لطلابه.. ولربما كان نسخة من أب متسلط يملي آراءه ولا يعترف برأي او وجهة نظر بين طلابه.. والمنهج المدرسي كله أصلا قائم على الاحادية والتلقين وضد كل ما يحترم العقل الآدمي وتوظيفه من قبل الصغار كأداة للتفكير والتحليل والابداع.. وبيئة كهذه لاغرابة في مسؤوليتها عن جيل يردد الكثير من الامور دون ان يفهمها او يبدي رأيه فيها ناهيك عن التعبير عن تجربته معها.. وغدا أكمل.