دعا مثقفون وادباء مغاربة الى ضرورة التأمل في مستقبل طرق اشتغال الادب والابداع في مختلف تمثلاته كانتاج رمزي ومعنوي وكيفية الحفاظ على الكلمة كأداة لمقاومة الهيمنة الاجنبية وحماية الحريات والديمقراطية والهوية. كما طالب هؤلاء المثقفون والادباء في لقاء نظمته رابطة الادباء المغاربة الخميس الماضي في الرباط حول موضوع (ماذا يستطيع الادب امام العدوان على العرب) بالتصدي من خلال جبهة ثقافية قوية للهيمنة الاجنبية مع مراعاة العلاقات المتميزة السياسية والثقافية والاقتصادية القائمة مع الآخر. وابرز المشاركون في الندوة ان الظرفية الحالية التي يمر بها العالم العربي وخاصة العراق يجب ألا تنسي المثقف العربي انه في حاجة الى المثقف الآخر في الغرب ولاسيما الذين ناهضوا هذه الحرب بقوة ويؤمنون ايمانا راسخا بالحوار مع المثقف العربي. واكد احمد المدني رئيس الرابطة في كلمة له خلال هذا اللقاء على اهمية التئام الادباء والمثقفين في المغرب في هذه اللحظة للتأمل والتعبير عما يشعرون به وعن مستوى وعيهم بما يحدث وادراكهم ان العدوان على العراق هو عدوان على حضارة وثقافة وتاريخ ولن يبقى منحصرا في منطقة جغرافية بعينها بل سيمتد اثره الى المنطقة العربية بأكملها. وابرز ان المرحلة المقبلة بحاجة الى هذا التأمل الذي يحتاج بدوره الى استقرار ذهني ونفسي رغم الجرح الغائر الذي خلفته الاحداث بالعراق ورغم الذاكرة الجماعية المثقلة بصورة تمثل بطش العولمة التي يراد تسييدها بمفاهيم الغالب مشيرا الى ان المثقفين المغاربة وغيرهم من العرب في حاجة ماسة ايضا الى استعمال العقل لتأمل الواقع والتعبئة لمواجهة نزعات التفكيك والهيمنة. وتناولت المداخلات التي ساهم بها ثلة من المثقفين في هذا اللقاء مجموعة من المحاور منها على الخصوص تداعيات (المأساة العراقية على الفكر والادب والثقافة العربية) و (دور الكلمة في حفظ الذاكرة الادبية واستخلاص العبر) و (الادب والحديث التاريخي) و (البحث عن كيفية تحرير العقل العربي من الانحطاط) وركزت المداخلات على ضرورة الالتزام بالعقلانية المتنورة في طرح كل القضايا ومساءلة دور الادب في تحريك الوعي والحث على فهم الواقع فهما دقيقا والبحث في الملامح التي يمكن ان تأخذها الصور الشعرية والبلاغية الى جانب الرواية والقصة وكل الاجناس الادبية الاخرى في ضوء هذا الواقع الجديد. وأدان المشاركون في اعقاب هذا اللقاء العدوان الامريكي البريطاني على العراق معتبرين انه يعد جريمة في حق الانسانية وفي حق الهوية الثقافية والتاريخية لهذا البلد العربي.